شابات تغلبن على معاناتهن بالفن

اسرة ومجتمع 2020/02/28
...

بغداد/ سرور العلي
في غرفة صغيرة جلست سمر عبدالأمير، بملامح منهمكة تطغى عليها الإبتسامة البريئة، أمام لوحة شرعت برسمها مؤخرا، وهي تحاول أن تجسد معاناتها مع مرض "السرطان" بالفن.
تقول عبد الأمير عن بداياتها:
"سنة 2019 كانت من أصعب السنوات بسبب اكتشافي للمرض، وفي الوقت نفسه من أفضلها، استطعت فيها الابتعاد عن الكثير من الأشياء المحزنة، رغم الألم، وأحببت نفسي أكثر".
وتواصل وهي تضع لمساتها على اللوحة:
"استفدت من موهبتي في الرسم لمواصلة كفاحي، ومحاربة المرض، طالما أرسم أشعر بأنني إنسانة قوية وفعالة".
 
انتصار وايجابية
بالفرشاة والألوان، تغلبت الفتاة العشرينية، الحاصلة على شهادة بكالوريوس في علم النفس على مرضها، لتتخذ من الرسم طريقاً لافراغ طاقتها الفائضة، وتؤكد عبد الأمير أن الفن جعلها تواصل التحدي والوقوف من جديد، فهي قادرة على ابداع بورتريهات جميلة، وتحمل تفاصيل دقيقة، ولوحات تجسد بها احلامها، وقوة المرأة وانتصارها، وحاولت من خلال تجربتها إعطاء صورة إيجابية للمرضى الآخرين، بالإصرار وممارسة هوايات مفيدة، لتحسين الحالة النفسية لهم، بدلاً من البقاء في يأس دائم، وضعف وهزيمة. 
وتختتم حديثها قائلة:
"أطمح أن أكون أمّاً مثالية وقوية لأطفالي، وأن تكون هناك مبادرات تدعم مرضى السرطان، ونشر ثقافة الوعي، وافتتاح مستشفيات خاصة بهذا المرض، وأسعى لفتح معرض شخصي للوحاتي".
 
نازحة ناجحة
بينما تحاول سهيلة دخيل ترجمة معاناة النزوح بالفرشاة والالوان، وإعطاء أمل بالعودة الى منازلهم. 
وقالت الشابة التي كانت أسيرة لدى تنظيم داعش:
"أحاول من خلال الرسم التعبير عن معاناتنا من هجرة، وفقداننا أبسط مقومات العيش".
نجحت دخيل وهي نازحة من سنجار، وتعيش مع آخرين في مجمع شاريا في تحويل الكارتون المرمي بعد ان قامت بتنظيفه للوحات جميلة، وتمكنت من رسم 50 لوحة فنية خلال عامين، وشاركت في معرض للرسم وتم بيع لوحتين لها، ولم تتخل عن هوايتها بل واصلت شغفها.
وتتابع:
"استخدمت الكارتون لأنّه متوفر بكثرة لاسيما، وانا اعاني من عدم توفر مواد الرسم بصورة دائمة، لو توفر لي الدعم بإمكاني ان ارسم لوحات افضل".
ولأنها لم تنس ماضيها المرير تستذكر دخيل أسرتها قائلة:
"مازال مصير والدي وثلاثة من اشقائي مجهولا، بسبب هجوم داعش على مدينتنا". 
 
الرسم على الوجه
خلف وجهها الجميل الملوّن، تخفي زهراء وسام (18) عاما معاناتها مع الاعاقة التي وصفتها بالقضبان إذ استطاعت من رسم لوحات على وجهها باستخدام مساحيق التجميل المتوفرة لديها، نجحت في تحويل نفسها لعدة شخصيات عالمية وخيالية اشتهرت في الافلام السينمائية، فضلا عن دمى.
وقالت وسام وهي تجلس على كرسي متحرك بحماس:
"الرسم على وجهي يحررني من قيود الاعاقة، ويعد المتنفس الوحيد لي وانتزاعي من التفكير الدائم بحالتي".
صمتت ثم استدركت بنبرة مؤلمة:
"في كل مرة أشعر بها بالحزن والضيق أهرب لأدوات التجميل للتخلص من الألم، اطمح ان افتتح قناة لتعليم الرسم على الوجه في موقع يوتيوب.