عواصم / متابعة
تداعيات متواصلة لفيروس "كورونا" في الأسواق العالمية خلال الأسبوع الماضي سواء كانت إيجابية أو سلبية. ولا يتوقف تأثير "كورونا" على عدد الضحايا من المصابين والوفيات في شتى أنحاء العالم، لكن الأمر امتد إلى أموال الأفراد وصغار أو كبار المستثمرين والأثرياء، وفي الوقت الراهن باتت حتى الاقتصادات عرضة للخطر.
وخلف فيروس "كورونا" 5 ألغاز محيرة بشأن الأسواق العالمية مع تحركات الأسواق المثيرة للدهشة على الأصعدة كافة، سواء بالنسبة للأصول الخطرة، أو تلك التي تُعد بمثابة حصن أمان المستثمرين.
وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، والتي رفعت في الأسبوع المنصرم درجة التحذير بشأن الفيروس إلى خطير للغاية، فإنّ هناك 54 دولة حول العالم تعاني من ويلات "كورونا" مع وفاة 2924 شخصاً وإصابة 85.403 ألف فرد حتى نهاية يوم 28 فبراير/ شباط الماضي.
البنوك المركزية
ويبدو أنّ أزمة "كورونا" أثبتت صحة التحذيرات من سياسة البنوك المركزية الكبرى حول العالم المتبعة في السنوات التالية للأزمة المالية العالمية بهدف تحفيز الاقتصاد، والتي تميل إلى خفض تكاليف الاقتراض وضخ سيولة ضخمة في الأسواق المالية، حيث انهار الجميع.
ويتجسد اللغز الأول في أنّه مع بدء انتشار الفيروس في دول أخرى غير الصين، أصاب الذعر المستثمرين ما دفعهم للهروب بقوة من أسواق الأسهم والعزوف عن كل ما يحتوي على مخاطرة، لتكون الموجة البيعية الحادة هي السمة السائدة طوال الأسبوع.
وشهدت "وول ستريت" أسوأ أداء أسبوعي في 12 عاماً تقريباً، إذ فقد مؤشر "داو جونز" الصناعي نحو 12.3 بالمئة من قيمته، أو ما يعادل 3583 نقطة، وتراجعت مؤشرات الأسهم الأوروبية إلى أكثر من 12 بالمئة خلال الأسبوع الماضي، ليكون الأداء الأسوأ منذ أكتوبر/ تشرين الأول عام 2008.
وفي آسيا، سجل المؤشر الياباني "نيكي" خسارة 9.6 بالمئة، أو 2243 نقطة، في أكبر وتيرة هبوط أسبوعي بـ 4 أعوام، كما تجاوزت خسائر البورصة الصينية 5 بالمئة.
أسواق الذهب
في حين أن اللغز الثاني يكمن في الوجه الآخر للأصول الخطرة، وهو الذهب الذي يعتبر بمثابة ملاذ آمن في أوقات عدم اليقين، لكنه على العكس رغم خسائر أسواق الأسهم شهد تقلبات حادة غلب عليها اللون الأحمر.
وبعد أن استهل المعدن الأصفر الأسبوع على مكاسب تتجاوز 40 دولاراً في يوم واحد مسجلاً أعلى تسوية منذ فبراير/ شباط 2013، تحول للهبوط هو الآخر ليسجل خسائر فادحة، حيث فقد 75 دولاراً في اليوم الأخير من الأسبوع وحده.
وبالنسبة للدولار الأميركي، والذي أصبح يعامل معاملة الملاذات الآمنة مؤخراً، فهو اللغز الثالث، إذ شهد قفزة قوية في الأسبوع قبل الأخير من الشهر الماضي ووصل المؤشر إلى أعلى مستوياته في غضون 3 أعوام عند 99.91، وذلك قبل أن يتحول للخسائر مع إعلان تفشي "كورونا" في الولايات المتحدة.
الأصول المشفرة
وفي أوقات سابقة من العام، سجلت أسواق الأصول المشفرة قفزات قوية مع تزاحم المستثمرين على البيتكوين وغيرها من العملات الألكترونية كأحد الملاذات الآمنة، لتكون بمثابة اللغز الرابع.
أمّا اللغز الخامس، فظهر في اليورو، والذي يُعد بمثابة عملة خطر بسبب الأوضاع الاقتصادية لدول منطقة اليورو، إذ اتجهت العملة الأوروبية الموحدة للصعود بعد أن كانت تعاني أمام الورقة الخضراء في السابق متراجعة أدنى 1.08 دولار، وهو أدنى مستوى في قرابة ثلاثة أعوام.
وفي الأسبوع الماضي، ارتفعت العملة الموحدة أعلى 1.10 دولار مستفيدة من ضعف الورقة الخضراء مع تفشي "كورونا" في الأراضي الأميركية.