في هجومٍ دبلوماسي جديد، انتقد وزير خارجية الجزائر، صبري بوقادوم، قرار المغرب فتح خمس قنصليات دول أفريقية، في كل من العيون والداخلة، أكبر مدن إقليم الصحراء الغربية، محل النزاع الأممي بين المغرب و»البوليساريو» المدعومة من قبل الجزائر.
وقال المسؤول الجزائري، في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، امس: إن نظيره المغربي ناصر بوريطة، قام «بتصرفات استعراضية غالبا ما كانت تصل إلى حد الاستفزاز والسب والشتم».
تصريحات بوقادوم تأتي ردا على وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الذي هاجم الجزائر بشدة، على خلفية موقفها الرافض لفتح دول إفريقية قنصليات لها في مدينة العيون، عاصمة إقليم الصحراء الغربية.
ولفت إلى أن الجزائر «حريصة على عدم صب الزيت على النار في علاقتها مع المغرب»، معترفا أنها «لم تكن تأمل في أن تصدر تصريحات استفزازية من وزير الخارجية المغربي».
وعلق على موقف بعض الدول الإفريقية التي فتحت قنصليات لها في مدينة العيون التي تعتبرها الجزائر «محتلة» من قبل المغرب، بالقول إن «الجزائر كانت تأمل أن تفتح (هذه الدول) سفارات في الرباط»، في إشارة إلى أن بعضا منها لم يفتتح سفارات في العاصمة الرباط.
وقبل يومين، كان وزير خارجية المغرب، ناصر بوريطة، قد هاجم الجزائر، بسبب رفضها خطة الرباط لفتح 10 قنصليات في العام الجاري في إقليم الصحراء الغربية.
وقال في ندوة صحفية، الخميس الماضي، مهاجما الجزائر: «لما نقلت دول قنصلياتها وسفاراتها إلى القدس، هذه الدولة لم تستدع سفراء الدول التي فتحت قنصلياتها في القدس، ولكن عندما تعلق الأمر بالصحراء فعلت ذلك»، في إشارة إلى استدعاء الجزائر سفير كوت ديفوار احتجاجا على فتح قنصلية عامة لها بالعيون.
والدول التي فتحت قنصلياتها في الإقليم، هي كل من غامبيا وغينيا وكوت ديفوار وجزر القمر ثم مؤخرا الغابون.
ويرفض معارضون مغاربة هذه الخطوة، كون الإقليم لا يتواجد فيه رعايا الدول الأفريقية المذكورة، لكن الخارجية المغربية، تقول إن خطوة هذه الدول «تأتي للتعبير عن دعم المغرب ومغربية الصحراء».
جدير بالذكر أن الحدود بين المغرب والجزائر مغلقة منذ 1994، وسط خلافات سياسية بين البلدين، أبرزها ملف إقليم الصحراء.
وبدأ النزاع بين المغرب وجبهة «البوليساريو» بشأن إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول إلى مواجهة مسلحة بين الجانبين، توقفت عام 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية الأمم المتحدة. وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تدعو «البوليساريو» إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تؤوي عشرات آلاف اللاجئين من الإقليم.