صدقت مرة أخرى مقولة "عند الشدائد تظهر معادن الرجال"، واثبت العراقيون انهم قادرون على مواجهة التحديات والتغلب عليها، وقلب الأزمات إلى نجاحات، فما هي الا أيام منذ ظهور اول حالة إصابة بفايروس كورونا، واستغلال الإرباك الذي حدث اول الأمر من قبل ضعاف النفوس، حتى دارت عجلة تصنيع عشرات المواد المستخدمة للوقاية من المرض، كالكمامات ومواد التعقيم ومواد التنظيف، فضلاً عن زيادة عرض المنتوجات الزراعية المحلية.
مواد منتجة محلياً
ولاحظت "الصباح" في جولتها على عدد من الصيدليات، ان الاعتماد الأول حالياً على مواد التعقيم الوطنية وانتشارها بشكل غير مسبوق.
ويقول الدكتور باسم عبد الرحيم (صاحب صيدلية)، ان المواطنين بدؤوا يفضلون المواد المنتجة محلياً على الأجنبية، خاصة في مجال تعقيم اليدين
وغيرها.
ويؤكد انه بعد بيع ماكان لديه من هذه المواد، لجأ إلى جلب المزيد من المنتوج المحلي، الذي قابلته زيادة الطلب عليه، بل الإشادة بجودته وفعاليته.
كما بدأت عدة معامل عامة وخاصة بصناعة الكمامات التي ارتفع سعرها بسبب احتكارها من قبل ضعاف النفوس.
مبادرة الشعور بالمسؤولية
ويقول المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر، انه وبعد طلب الوزير الدكتور جعفر صادق علاوي بتصنيع كمامات من وزارة الصناعة والمعادن وبمتابعة السيد وزير الصناعة والمعادن، أعلنت الشركة العامة لصناعات النسيج والجلود التزام موظفيها بالدوام الرسمي ليومي الجمعة والسبت لانتاج الكمامات وتجهيز وزارة الصحة بـ(75) الف كمامة كدفعة اولى حتى في ايام العطل الرسمية.
وأشار البدر إلى أن "هذه المبادرة جاءت انطلاقاً من الشعور العالي بالمسؤولية للحد من انتشار فايروس كورونا، اذ تواصل وزارة الصناعة استنفار طاقاتها وامكاناتها لانتاج الكمامات الطبية التي يحتاجها البلد في هذا الوقت الحرج والعمل جار ومستمر لسد الحاجة من منتج الكمامات الطبية".
وكانت أسعار الكمامات الخاصة للوقاية من الأمراض الانتقالية قد وصلت إلى 15 الف دينار في بعض الصيدليات، وهو ما دعا نقابة الصيادلة إلى إصدار قرارات عدة، منها منع بيع الكمامات بسعر يزيد عن 250 دينار للقطعة الواحدة.
طلب المحاصيل المحلية
هذا من جانب، ومن جانب اخر، تزايد الطلب على المحاصيل الزراعية المحلية بشكل كبير بعد اكتشاف حالات جديدة بالمرض.
ويقول علي الأسدي (صاحب محل لبيع الخضراوات في منطقة راغبة خاتون): "جلبت نحو مئة صندوق من المحاصيل المنتجة محليا، وبيعت جميعها قبل صلاة المغرب."
وتابع: "البضاعة العراقية تجاوزت ما مطروح من مستورد، وأول سؤال يطرحه المتبضع من أين بلد البضاعة، فعندما اقول زراعتنا الوطنية يسارع بالشراء ويفضلها على الأجنبي".
كذلك تزايد الطلب على بيض المائدة العراقي والدجاج المحلي
وغيرها.
واعلنت وزارة الزراعة ومن خلال مديرية زراعة كربلاء المقدسة عن انتاج اكثر من 15 مليون بيضة خلال الشهر
الجاري .
تحقيق الاكتفاء الذاتي
وبلغت اعداد المشاريع الخاصة ببيض المائدة 7 مشاريع تعمل بنظام الاقفاص وشهد شهر شباط الماضي ارتفاعاً في معدلات انتاج البيض وبلغ اكثر من 15 مليون بيضة اسهمت بسد حاجة السوق من المنتوج المحلي .
يأتي ذلك بعد منع وزارة الزراعة استيراد بيض المائدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال المشاريع المنجزة بدعم وزارة الزراعة من خلال قروض المبادرة الزراعية وتصاعدت كميات الانتاج من خلال هذه المشاريع وتوفر الامن الغذائي للمواطن وسدت حاجة السوق من المنتجات المحلية.
وتشهد كربلاء المقدسة تطوراً في الانتاج النباتي والحيواني ومنها انتاج فروج اللحم وبيض المائدة بعد اعتماد طرق التربية المتطورة مثل ( الكيجز) والذي يعتمد التربية العمودية، فضلا ًعن الدعم الذي توفره الوزارة للمربين من الاعلاف والعلاجات البيطرية المأخوذة من مصادر رصينة.