ديسمبر النصر يقبرُ حروبَه

آراء 2018/12/15
...

علي نجم العبدالله 

بين مساء التاسع من ديسمبر وصباح العاشر من الشهر ذاته, كانت الفرحة الكبرى لشعبنا العظيم بإثبات العزيمة وقهر الهزيمة ورفع راية العراق عالياً.. إنه يوم النصر المظفر اليوم التاريخي الذي شهد إعلان ركوع داعش وخليفته أمام إرادة الشعب وقيادته "إرادة الحق".
العديد من الدول أسهمت بتحويل العراق إلى ساحة تعبث بها العصابات الإجراميَّة، إلا أنَّ إصرار العراقيين على نيل ثأرهم والسعي للانتصار فاق أهداف وغايات الدول الداعمة للإرهاب التكفيري. عندما نقول إنَّ العراق حارب داعش نيابةً عن العالم فإننا لسنا بصدد المديح للعراقيين, لكنَّ هذا القول هو تعبيرٌ صادقٌ جداً عن حقيقة شهدها العالم بأكمله.
لم يتهاون الشعب العراقي وقواته المسلحة منذ دخول داعش أراضيهِ في السعي لاستردادها، فقد أمد الشعب هذه القوات بخيرة الشباب، فتحمل الشعب إجراءات التهجير والخطاب الطائفي والتحريضي وتحويل اقتصاد البلد إلى اقتصاد حربي، الذي استنزف نحو 50 % من ميزانية الدولة، لإعادة بناء القوات المسلحة وتحشيدها بالأسلحة الحديثة.
ولأنَّ ما أخذ بالقوة يُسترد بالقوة كان لزاماً تجهيز القوات المسلحة بسلاح متطور حديث وتدريب وتنظيم القوات بشكل جيد ومتواصل، وتعبئة الجبهة الداخلية في شتى المجالات، من أجل معركة تحرير الأرض وقمع الإرهاب.
انتهت حرب الاستنزاف التي دامت عامين ونصفاً متواصلة، وتلاشى حلم داعش الإجرامي بقيام دولته المزعومة في العراق التي ظنت أنها ستدوم، واليوم يواصل أبناء العراق جيشاً وشعباً ملحمة التنمية وبناء الإنسان وعمران المدن ويحققون مع كل إنجاز على أرض الوطن عبوراً جديداً نحو المستقبل.
بعد التجربة العصيبة والمريرة التي عاشها العراق باغتصاب جزء من أراضيهِ، لا بدَّ من مكافحة وملاحقة من لبسوا لباس الطائفية، أصحاب الخطابات التحريضية، وأنْ يعلنوا الحرب على الفساد والفاسدين الذين أضروا بالعراقيين قاطبةً، كذلك فضح كل من يضمر الشر للعراق ومن يقطن على أرضهِ ومحاكمته مهما كان.
أخيراً هذه البهجة بالنصر لن تكتمل ما لم تُسن وتُشرع القوانين التي تضع البلسم على الجراح، بإعانة وكفالة عائلات الشهداء والأيتام ومن قدم نفسه للدفاع عن أرض وشعب العراق المقدس من دون
استثناء.