{تطبيقات التعارف}.. وسيلة أخرى لدخول البيت الأبيض

علوم وتكنلوجيا 2020/03/03
...

واشنطن/ أ ف ب
 
 
 
أمضت ريانون باين وقتاً طويلاً على تطبيق للتعارف قبيل انطلاق الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي مطلع الشهر الفائت، لكن ليس لإيجاد حبيب بل بهدف الترويج لمرشحتها إليزابيت وارن.
 
ناخبون محتملون
وقد خطرت هذه الفكرة على بال المستشارة في التواصل الرقمي البالغة 28 عاماً المتحدرة من سان فرانسيسكو خلال تمضيتها ليلة في الفندق. وتقول لوكالة فرانس برس: "كنت منهكة وأقلّب في ملفات مستخدمي تطبيق (بامبل) لتمضية الوقت. وأدركت أنَّ هؤلاء الأشخاص يمكن أنْ يكونوا جميعهم ناخبين محتملين".
وتصف الشابة ذات الشعر الأحمر نفسها بحس فكاهي على أنها "كلبة" إليزابيت وارن العضو في مجلس الشيوخ المرشحة لانتخابات الديموقراطيين التمهيدية للاستحقاق الرئاسي في تشرين الثاني.
وتقول ريانون باين إنها رفضت بعض طلبات المواعدة غير أنَّ الشبان الذين قبلت التواصل معهم كانوا في المجمل "مؤدبين ومتقبلين".
 
"أدوات مكملة"
وهذه ليست المرة الأولى التي تُستخدم فيها تطبيقات التعارف في الولايات المتحدة لإجراء حملات خصوصاً لدى الشباب. وقد ذاع صيت امرأتين قبل أربع سنوات لاستخدامهما حسابهما على "تيندر" لدعم برني ساندرز في السباق للحصول على ترشيح الديموقراطيين للانتخابات الرئاسيَّة.
وتعتبر الأستاذة في جامعة كونكورديا الكندية ستيفاني دوغاي التي درست الموضوع أن تطبيقات المواعدة مثل "بامبل" و"تيندر"، قد تندرج في سياق "الأدوات المكملة" للحملات الانتخابية التقليدية من خلال التشجيع على "التبادلات الحميمة" و"لعبة الإغواء".
كذلك تتيح هذه التطبيقات القيام بحملات ترويج عن بعد. وقد استخدمت جين وينستون وهي شابة من نيويورك في الحادية والثلاثين من العمر الخدمة غير المجانية على "تيندر" للتواصل مع رجال في ولايتي جورجيا وداكوتا الشمالية قبل انتخابات منتصف الولاية سنة 2018.
وتقول: "لا أظن أنَّ هذا الأمر ينطوي على غش إذ في الأحوال الطبيعية يجب علينا جميعاً التحدث في السياسة. جل ما فعلته هو التحدث بالطريقة عينها كما لو كنت في موعد".
المرشحون أيضاً
وتترك القواعد المتبعة من تطبيقات التعارف هامشاً للمناورة في هذا المجال. وتؤكد "تيندر" في بيان أنها تشجع المحادثات السياسيَّة على منصتها "طالما أنها تبقى في حدود الاحترام والتعاطي الإنساني من دون إعلانات غير مرغوب فيها".
كذلك، يؤكد تطبيق "بامبل" انه يسمح لمستخدميه الحديث بكل الموضوعات "المهمة في نظرهم"، لكن هؤلاء قد يُحظرون من التطبيق في حال عمدوا إلى "نسخ الرسالة عينها ولصقها لأكثر من مستخدم".
ولا يشكل تحوّل تطبيقات التعارف أدوات إلكترونية مفاجأة بفعل انتشارها الكبير في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة.
فقد أظهرت دراسة حديثة لمعهد "بيو" للبحوث أن 30 % من البالغين الأميركيين استخدموا أحد هذه التطبيقات على الأقل، كما أنَّ هذا الرقم يصل إلى أكثر من 50 % لدى الأشخاص دون سن الثلاثين.
 
دروب غير مطروقة
هذه الاستخدامات السياسيَّة لا تقتصر على مؤيدي المرشحين. فقد استعان المرشح الديموقراطي للانتخابات البرلمانية في كارولاينا الشمالية باتريك ريجيستر البالغ 37 عاما حينها، بحسابه الشخصي على "تيندر" لدعم ترشيحه سنة 2018.
ويشيد المحلل السياسي مارك جابلونوفسكي بهذه الحملات التي "تخرج عن الدروب المطروقة" للتقرب من الناخبين بطريقة مختلفة، غير أنَّ أخصائيين آخرين يرون أنَّ الإمكانات التي تقدمها تطبيقات التعارف في هذا المجال تبقى محدودة.
ولم يحــــــــــقق باتريك ريجيستر مبتغاه بالوصول إلى الكونغرس قبل عامين. لكن لا يُعلم ما إذا كان وجد الحب.