البحرية الاميركية تلمح الى تقليل عدد حاملات طائراتها

بانوراما 2020/03/03
...

جينا هاركينز  ترجمة: شيماء ميران
 

بدأت البحرية الاميركية بالضغط على الكونغرس لإعادة النظر في قانونها الذي ينص على امتلاكها اثنتي عشرة حاملة طائرات ضخمة في ترسانتها البحرية بحسب ما اشار اليه وكيل وزير البحرية الاميركية توماس مودلي، مؤكدا انه عندما يتعلق الامر بتقويم هيكيلية القوة البحرية المستقبلية الذي سترسم على اساسه الخطة عن انواع واعداد السفن التي تحتاجها البحرية: “فان كل شيء معروض على الطاولة”، كما انه ينوي تقديم الخطة الى وزير الدفاع قريبا.

وبرغم من ان خطط البحرية الاميركية الحالية تقتضي إمتلاك اسطول سفن مكون من 355 سفينة، يضم  اكثر من عشر حاملات طائرات بحلول عام 2065، الا ان مودلي يُبين انه يجب على القادة ان يكونوا اكثر واقعية حول ما يمكن تحقيقه في العقد المقبل، بدلا من التخطيط لمستقبل البحرية في الوقت الذي “سنكون فيه جميعنا قد فارقنا
الحياة”.
وفي فعالية أقامها مؤخرا مركز التقييمات الستراتيجية والميزانية في العاصمة واشنطن عن القوة المستقبلية للقوات البحرية الاميركية، قال مودلي: “اعتقد ان ذلك العدد سيكون اقل من اثنتي عشرة حاملة”.
أشار مودلي الى السعر الباهظ المضاف لكل حاملة طائرة من فئة فورد والبالغ 13 مليار دولار. 
كما اوضح ان كبار قادة البحرية وقوات المارينز ينظرون عن كثب في نوعية السفن التي يحتاجونها للقيام بالمزيد من العمليات الموزعة وأمتلاك منصات اكثر عبر مساحة اكبر، لما يواجهونه من تهديدات جديدة من قبل جيوش متفوقة مثل الصين وروسيا وايران.
وفي حديث مودلي عن مستقبل الاسطول الاميركي يقول: “السؤال الأهم، الذي ياتي حسب اعتقادي في مقدمة القائمة هو حاملة الطائرات، فكيف سيبدو مستقبلها ومستقبل مجموعة الحاملات؟، هذه حقا ممتلكات باهظة الثمن”.
كما يمكن لأية خطة لخفض عدد الحاملات ان تؤجج النقاش الذي حدث داخل الكونغرس العام الماضي، عندما قدمت البحرية خططا لإخراج الناقلة هاري ترومان من الخدمة بوقت مبكر من اجل توفير النقد لدفعه مقابل حاملات طائرات مسيرة متطورة وبعض التقنيات
الجديدة.
الحاجة الى الاستثمار
وخططت البحرية للتخلي عن ما يقارب اربعة مليارات دولار التي كانت مخصصة لتزويد حاملة ترومان بالوقود النووي وهي في منتصف عمرها الافتراضي، وهذا قد يُبقي السفينة في الخدمة لخمس وعشرين سنة اضافية تقريبا. واعلن قادة البحرية عن حاجتهم للاموال من اجل الاستثمار في القدرات المتطورة الجديدة فورا، في حال ستكون القوة على استعداد لاستخدامها بمواجهة اعدائها الموصوفين في ستراتيجية الدفاع الوطني.
تصدي المشرعون وعكس إدارة ترامب لمسارها في النهاية ألغى خطط إخراج الحاملة ترومان من الخدمة مبكرا.
لقد رفض مودلي التصريح عن ما إذا كانت هناك خطط لخفض عدد الحاملات عام 2021، بما انه لم توضع الصيغة النهائية للميزانية. وبينما تتطلع البحرية الى الكيفية التي ستقاتل بها في السنوات المقبلة، فان مودلي يُبين ان الحاملات قد تُعتبر اهدافا مغرية، ويقول: “بالتأكيد، اننا نعمل على تطوير كل الانواع لجعلها اقل استهدافا، لكنها لا تزال هدفا مهما، ولا يعطيك ذلك التوزيع الذي اعتقد اننا 
نريده”. يؤكد مودلي ان الحوار بشأن الاستغناء المحتمل عن حاملات الطائرات هو احد الحوارات التي ينبغي ان تستمر، لكن لا يمكن ان تكون داخل البنتاغون فقط.
يقول مودلي: “هذا نقاش وطني، واعتقد انه كلما تدخل الكثير من الاشخاص كان افضل. ومن الواضح ان الكونغرس لديه مصالح لا تتعارض مع صناعتنا لبناء السفن. 
وجميعنا ايضا، نرغب بامتلاك صناعة بناء سفن قوية، لاننا نريد ان تكون لنا القدرة على الاستمرار بإنتاج تلك الحاملات فهي مهمة، لكن يجب علينا التفكير بشأن ماهية 
المستقبل”.