نساءٌ مسلمات أحدثنَ تغييرات في مجتمعاتهن

اسرة ومجتمع 2020/03/06
...

ترجمة: شيماء ميران
في مجتمعاتنا الحالية والسابقة غالباً ما يتم الانتقاص من المساهمة الفكريَّة للنساء المسلمات، فضلاً عن نظام الأبوة الذي نعيشه اليوم أيضاً، ومما لا يثير الدهشة كانت مساهمة المرأة المسلمة وما زالت تلعب دوراً مكملاً في المجتمع، حيث توجد شخصيات مهمة يجب أنْ تتخذ قدوةً. 
 
فاطمة الفهريَّة القرشيَّة
وهي إحدى النساء البارزات في التاريخ الاسلامي نُسب إليها تأسيس أقدم جامعة في العالم (مسجد القرويين)، التي كانت وما زالت تعمل على إصدار الشهادات العلميَّة، فكانت الرائدة في التعليم العالي النموذجي الذي اُعتمد في جميع أنحاء العالم.
ولدت بمنطقة تقع في تونس الحالية، ثم هاجرت مع أسرتها الى ما يُعرفُ اليوم بالمغرب، كان والدها من أسرة بسيطة، ثم أصبح رجل أعمال ناجحاً مستفيداً من النشاط الصناعي للمدينة. 
تجاوزت فاطمة محنة الموت المتتالي لزوجها وأخيها بسرعة، وسعت الى تكريس التركة الماليَّة الضخمة التي ورثتها عنهم لتأسيس المسجد وتقديم التعليم الممتاز للمجتمع ايضاً، وكانت متحمسة جداً تجاه أعمال البناء في المؤسسة، لذا يُقال إنها كانت تصوم يومياً الى أنْ اكتمل المسجد عام
 859م (244 هـ).
 
مريم العجيليَّة
وهي مريم (الاسطرلابي) العجيليَّة عاشت في منتصف القرن العاشر، نُسب إليها التطور المهم في تصميم واستخدام الاسطرلاب الذي اخترعه عالم الفلك محمد الفزاري. عمل والدها مبتدئاً عند صانع اسطرلاب مشهور والذي درست مريم تحت رعايته لعدة سنوات، ومع مرور الوقت أتقنت مريم الحسابات الرياضيَّة المعقدة والدقة المطلوبة في تصميم الاسطرلاب، فاُعجب حاكم المدينة سيف الدولة جداً بعملها، ما دفعه الى توظيفها في محكمة حلب.
عرفت مشاركتها الكبيرة في مجال الفيزياء الفلكيَّة عالمياً بحزام الكويكبات الرئيسة7060 العجيلية، المُكتشف في مرصد بالومار عام 1990، وسمي باسمها تكريماً لها.
 
بورجين موتلو باكديل
وهي إحدى النساء المسلمات في العصر الحديث حصلت على شهرة واسعة في مجال الفيزياء الفلكيَّة، نُسب إليها اكتشاف مجرة نادرة جداً تحتوي على حلقتين رائعتي الشكل تُعرف اليوم باسم مجرة بورجين.
ولدت في تركيا، ونشأت مولعة بالسماء والفيزياء ما دفعها للالتحاق بمدرسة الاناضول الثانوية، ثم جامعة بيلكنت عام 2009. سافرت في ما بعد لدراسة الماجستير في جامعة تكساس التقنية، وحصلت على الدكتوراه في جامعة مينسوتا، وتعمل حالياً باحثة مشاركة لما بعد الدكتوراه في جامعة اريزونا وزميلة في مؤتمرات 2018 TED.
مجرة بروجين تشبه مجرة هوغ التي اُكتشفت عام 1950، وهي مجرة من النوع الحلقي ولذلك يخلطون بينهما لكن مجرة بروجين اكتشفت حديثاً، فعند قيام بروجين وفريقها بتسجيل الملاحظات عن مجرة تسمى PGC 1000714 اعتقدوا خطأً أنها مجرة هوغ في البداية، لكنَّ شكلها النادر لم يكن موجوداً إلا بعد دراسة بروجين لها. وتختلف مجرات بروجين عن مجرات هوغ لأنها تحتوي على حلقات إضافيَّة تشبه الموجودة داخلها. 
 
بدور المغربي
كان لها دورٌ في تطوير العديد من الأدوات الطبيَّة بمشاركة أخريات، ما أدى الى تكريمها في معرض بريطانيا للاختراع والتكريم عام 2015، واحتلت المرتبة الثانية في معرض الاختراع النسوي الدولي في كوريا عام 2014.
كما اشتركت مع مها القحطاني وذكرى العتيبي في اختراع جهاز لعلاج حالات الاعتلال العصبي الحسي من خلال إعادة التأهيل والتحفيز الحسي للمرضى. وحصل هذا الاختراع على المرتبة الأولى في معرض بريطانيا للاختراع عام 2015. 
إضافة الى اشتراكها مع مريم العتيبي ايضاً في اختراع نظارات للمرضى المصابين بالعمى الدماغي التي تساعدهم على تحديد الأشياء، إذ تقوم هذه النظارات بمسح المنطقة أمام مرتديها ثم تخبره بالتفاصيل عبر سماعة الاذن.
 
موقع منظمة Mend