العام الدراسي والحلول المطلوبة

آراء 2020/03/08
...

حسين علي الحمداني
سيناريوهات عديدة تراود العاملين في قطاع التربية والتعليم في الخروج بعام دراسي أقل تضررا بسبب مجموعة من الأحداث التي وقعت في البلد، منذ الأول من تشرين الأول الماضي وحتى يومنا هذا، لا سيّما أنّ العام الدراسي الحالي الذي تأثر مرتين، الأولى بالتظاهرات التي عطلت المدارس والجامعات في عدد كبير من المحافظات خاصة الوسطى والجنوبية، والثانية بسبب  فيروس كورونا الذي شمل كل العالم، وأدى إلى تعطيل المدارس والجامعات في عموم العراق من دون استثناء، وما زال التهديد مستمرا والتعطيل هو الآخر حلا مطروحا لمنع انتشار الفيروس.
هنالك الكثير من الأفكار التي ربما تراود وزارة التربية العراقية في إيجاد مخارج ونهاية مقبولة للعام الدراسي الحالي، وأغلب هذه الأفكار تنطلق من حرص الوزارة والعاملين فيها على مصلحة التلميذ والطالب بالدرجة الأولى، بما في ذلك دعوتها للتواصل بين التلميذ ومدرسته عبر صفحات التواصل الاجتماعي أو التلفزيون التربوي وغيرها من الوسائل المتاحة أمام التلميذ. وبحكم ما متوفر حاليا فإنّه من الصعوبة جدا إكمال العام الدراسي بطريقة طبيعية وسليمة، وربما يرى بعضهم أنّ تمديده من شأنه أن ينهي الإشكال، لكن حتى عملية التمديد هذه فيها صعوبات كثيرة أبرزها أجواء الحر التي ستداهم العراق مع نهاية آيار وبداية حزيران، وهو ما يجعل البيئة المدرسية، بصورة عامة، غير صحية ومتعبة جدا سواء للتلميذ أو المعلم. وما تم تناقله عبر وسائل التواصل الاجتماعي من شائعات بشأن جعل العام الدراسي الحالي عام عبور للمراحل غير المنتهية، وإجراء الامتحانات الوزارية بمواعيدها مع تقليص عدد المواد، هي محاولة جس نبض الوزارة أولاً، والرأي العام ثانيا، وبالنتيجة نحن الأقرب إلى الواقع التربوي بحكم عملنا نجد أنّ أفضل الحلول تكمن بإجراء امتحانات نهاية العام الدراسي بمواعيدها- إن تحسن الوضع الصحي مع نهاية شهر آذار- إذ إنّ ما يتبقى من الوقت أكثر من شهر يمكن من خلاله إكمال نسبة عالية من المنهج على أن يتم تدارك ما تبقى منه في العام الدراسي القادم الذي يفترض أن يبدأ مبكرا. أمّا بالنسبة للصف السادس الابتدائي، فمن الصعوبة إجراء امتحانات وزارية لهم لأسباب عديدة، في مقدمتها عدم إكمال المناهج بطريقة صحيحة والظروف المتباينة من محافظة لأخرى، خاصة وأنّ محافظات الجنوب والفرات الأوسط مرّت بحالات تعطيل عديدة وربما الكثير منها اكتفت بشهر واحد من الدوام. لهذا نجد أنّ مرحلة السادس الابتدائي تكون امتحانات مدرسية وليست وزارية مراعاة للظروف التي مروا بها سواء التلاميذ أو عوائلهم أو مدارسهم. ويمكن إجراء إمتحانات وزارية للثالث المتوسط والمرحلة الإعدادية منتصف حزيران أو بداية شهر تموز للدور الأول خاصة إذا ما عرفنا أنّ اعتماد طلبة الإعدادية الرئيس في إكمال المناهج يكون على دورات التقوية من جهة، وقدرتهم على القراءة من دون الاعتماد على ذويهم مثلما يحصل في الابتدائية.