فيروس كورونا: حرب الهندسة الكاريكاتيري

ثقافة شعبية 2020/03/30
...

بغداد/ ابتهال بليبل
 
 
 
مثلما استُخدمت "الهندسة الوراثية" في مجالات الطب والتكنولوجيا الحيوية الصناعية والزراعية، وأيضا في انتاج الهرمونات واللقاحات والأدوية وغيرها، كذلك استخدم الرسام العراقي أحمد المالكي "الهندسة الوراثية" في مشروعه الخاص فكر جديد يتعلق بالرسم الكاريكاتيري ويحاكي الهندسة الوراثية لفيروس كورونا المستجد.
الرسام، شأنه في ذلك شأن الكثير من الفنانين والكتاب والمفكرين الذين يبحثون عن كل شيء من شأنه أن يقضي الوقت في العثور على نمط غير مألوف بحياة بدت متوقفة مع حظر التجوال الذي فرض في عموم البلاد للحدّ من انتشار عدوى فيروس كورونا.
وفي الهندسة الوراثية، أو الهندسة الجينية، أو التلاعب الجيني، والتي مهمتها المعالجة المباشرة لجينات الكائن الحي باستخدام التكنولوجيا الحيوية، أو مجموعة من التقنيات لتغيير التركيب الجيني للخلايا،استعان الرسام، محارباً، هدف الفيروس في قتل الحياة على هذا الكوكب من خلال تغيير هندسته الوراثية أو تعديلها عبر فكر "كاريكاتير" جديد الشكل وموثق بالصور والأشكال. 
فمنذ بداية العزل الذاتي في البيت والرسام يشرع في إيجاد الشيء الذي يتخطى المتداول في عالم "الكاريكاتير" وكذلك لتأسيس تصورات حديثة تتزامن مع تداعيات الأزمة العالمية لهذا الوباء المستجد، وقد أراد، مثل غيره من المبدعين، أن يضع الخيال الفني والإبداعي كلّه في مواجهة المخاطر المحتملة من فيروس كوفيد-19
ووجد المالكي في "الهندسة الوراثية" عوالم يمكن من خلالها أن يسلط الضوء على وجود الفيروس ذاته عبر تكنيك الخط والمضمون في طرح الأفكار، والتصويبات اليومية والتداعيات المتسارعة، وكذلك لاختزال الوجودي للحدث الفيروسي على هيأة (دائرة).
إنّ "الكاري هندسي" هو الأسلوب الذي يحاكي به الرسام أحمد المالكي الهندسة الوراثية لفيروس كورونا، الذي تزايدت بسبب تفشيه أعداد الإصابات والوفيات، وتوقفت معالم الحياة خارج حيطان منازلنا. والمعروف أنّ الرسم الهندسي فعل من أفعال توصيل المعلومات، ولفهم الحقائق التي تتعلق بالأشكال المرسومة، على أن تكون هندسية وتقوم على أساس الحجم والأبعاد. 
ويرتبط الرسم الهندسي بخطوط دالة على خطوط الأبعاد، للتأكيد على أشياء واقعية موجودة في الجسم- غير أنّ ماهية " الكاري هندسي" لا يكمن فقط في الكشف عن الإمكانيات الملموسة لوجود هذا الفيروس داخل تفاصيل الشخصية تجاه العالم، وأيضا -كما يقول المالكي- في أنّ خطوط تلك الشخصية تتشكل بواقع هندسي يتناغم مع وضع المثلث على الرأس كناية بواقع الاحتراز والوقاية، أو الانغلاق الهرمي. بذلك ربّما يمكن لتشكيل هذه الخطوط أن نستنطق الشخصيات بواسطة الرسوم الهندسية للطريقة التي تحدث في الخيال العلمي. الهندسة الكاريكاتيرية ينبغي أن تصبح حرباً، أمام الهندسة (الفايولجية الفايروسية الحدث)، حسب الرسام أحمد.