عمالقة التكنولوجيا.. أقوى أم أضعف بعد أزمة كورونا؟

علوم وتكنلوجيا 2020/04/02
...

الصباح/ وكالات
 
يأتي النجاح في احتواء فيروس كورونا على حساب تباطؤ النشاط الاقتصادي، إذ تشير التقارير إلى أنَّ هذا الفيروس قد تسبب في حدوث اضطراب كبير للاقتصاد العالمي، فقد تخطى تأثيره خطورة الأزمة المالية الكبرى في (2007 – 2008)، إذ شهدت مؤشرات فوتسي، وداو جونز الصناعي، وNikkei انخفاضات هائلة منذ بدء تفشي الفيروس.
 
ولكن بينما يعاني الاقتصاد العالمي بسبب قيام الحكومات بإغلاق قطاعات تجارية كاملة لوقف انتشار فيروس كورونا (Covid-19)، إلا أنَّ الأعمال التجارية في كبرى شركات التكنولوجيا لا تزال ثابتة بل تزدهر.
 
أزمة كورونا
أعلنت شركة أمازون توظيف 100 ألف عامل بدوامٍ كاملٍ في المستودعات لتلبية الطلب المتزايد، حيث إنَّ احتياجات العمل لديها لم يسبق لها مثيل لهذا الوقت من العام.
صرحت شركة فيسبوك أنَّ منصتها الاجتماعية شهدت ارتفاعا حادا في الاستخدام في جميع أنحاء العالم حيث يرتكز معظم الاستخدام على الرسائل الخاصة ومكالمات الفيديو.
وأعلنت مايكروسوفت أنَّ أعداد مستخدمي خدماتها التي تمكّن التعلم والعمل عن بُعد عبر الدردشة، ومكالمات الفيديو، والتعاون في تحرير الملفات ارتفعت أعداد مستخدميها بنسبة 40 % تقريبا في غضون أسبوع، كما شهدت خدمة Teams فقط ارتفاعا غير مسبوق في الاستخدام، حيث وصل عدد مستخدميها أكثر من 44 مليون مستخدم يوميا، وهو ما يعكس نموا بنحو 12 مليون مستخدم خلال الفترة من 12 إلى 19 آذار. ومع مطالبة الناس بالعمل من المنزل والابتعاد عن الآخرين لتجنب انتشار فيروس كورونا زاد الاعتماد على الخدمات المقدمة من كبرى شركات التكنولوجيا بالإضافة إلى تسريع تبني التوجهات التي تعتمد عليها بالفعل.
 
التجارة الإلكترونية
يعتمد الأشخاص الذين يطبقون سياسة العزل المنزلي الآن على مواقع التجارة الإلكترونية مثل أمازون لشراء مجموعة متنوعة من السلع، مثل: البقالة والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية.
وفي حين إنَّ انتشار خدمات بث الفيديو مثل: (نتفليكس) Netflix قد أثر في مبيعات شباك التذاكر للأفلام في السنوات الأخيرة. إلا أنه الآن مع إغلاق دور السينما بأوامر حكومية بدأت منصات مثل: نتفلكس، وأمازون برايم فيديو، ويوتيوب في اكتساب أعداد أكبر من المستخدمين كل يوم.
 
الحوسبة السحابية
أظهر التحول إلى العمل في المنزل أيضا مزايا الحوسبة السحابية، وبالنسبة للشركات التي تعتمد على بنية تحتية معلوماتية داخلية فقد أصبح التحول إلى حلول الحوسبة السحابية أمرا ضروريا لاستمرار أعمالها.
قامت الكثير من الشركات بتحويل بنيتها التحتية وبدأت في الاعتماد على خدمات الحوسبة السحابية التي تقدمها كل من غوغل وأمازون ومايكروسوفت. ومن المرجح أنْ يتسارع هذا التحول حيث يضطر ملايين الموظفين للعمل من المنزل.
حتى شركة آبل؛ التي كانت تبدو الأكثر تعرضا للخطر بين الشركات الأميركية بسبب اعتمادها على المصانع الصينية لتصنيع أجهزتها، إلا أنها تبدو في وضع جيد الآن، إذ عادت العديد من مصانع آبل إلى طبيعتها تقريبا، كما يقضي الناس المزيد من الوقت في استخدام خدماتها الرقميَّة، وينفقون المزيد من الأموال على اشتراكات هذه الخدمات، حتى أنها أعلنت عن إصدارات جديدة من أجهزتها خلال شهر مارس.
مدى الخسائر
كل ما سبق؛ لا يعني القول بأنَّ كبرى شركات التكنولوجيا يجب ألا تقلق، حيث تعاني صناعة الإعلانات الرقمية – التي تعدُّ المصدر الأساسي لكل من غوغل وفيسبوك – أثناء فترات الركود الاقتصادي. كما خسرت أسهم كل من آبل ومايكروسوفت، وأمازون، وفيسبوك وغوغل بشكل جماعي أكثر من تريليون دولارِ في القيمة السوقية قبل شهر مع تداول الأسهم الأميركية عند مستويات قياسيَّة. وقد خفضت كل من مايكروسوفت وآبل توقعاتها المالية على المدى القصير بسبب تباطؤ إنفاق المستهلكين.
 
الشركات الأكثر تضررا
تأثرت شركات خدمات النقل التشاركية مثل: (أوبر) Uber، وLyft، ومواقع تأجير العقارات مثل Airbnb بشدة بسبب التزام العملاء بسياسات العزل المنزلي التي فرضتها 
الحكومات.
وأعلنت شركة Airbnb أنها ستدفع 250 مليون دولارِ كتعويضات للمضيفين بسبب إلغاء الحجوزات، فعندما يقوم النزيل بإلغاء حجز الإقامة بسبب ظروف تتعلق بفيروس كورونا للحجوزات التي كانت مقررة بين 14 آذار و31 أيار فسوف تدفع الشركة 25 % من قيمة الحجز للمضيف بناء على سياسات الإلغاء الخاصة بها، وسيبدأ سداد هذه المدفوعات خلال
 شهر نيسان الحالي.
 
النتائج المتوقعة
ستعاني صناعة التكنولوجيا العالمية التي تبلغ قيمتها 3.9 تريليون دولار هذا العام، وعلى الرغم من عدم وضوح حجم الخسائر حتى
الآن.
توقعت شركة الأبحاث IDC خلال شهر كانون الأول أنْ تحقق مبيعات الأجهزة والبرامج والخدمات خلال العام 2020 نموا بنسبة 5 % على مستوى العالم، ولكن قبل شهر واحد اتضح أنَّ فيروس كورونا سيعطل الإمدادات ويخفض المبيعات في الصين. وبناء على ذلك قالت IDC: "إنَّ الإيرادات السنوية قد تنمو بنسبة 1 % فقط"، وعلق فرانك جينس كبير المحللين في IDC قائلا: "إنَّ هذا النمو البالغ 1 % به قدر كبير من التفاؤل
بالتأكيد".
تشير التوقعات إلى أنه يمكن لكبرى شركات التكنولوجيا الاستفادة من التغيرات في عادات المستهلكين عندما يتحسن الاقتصاد في نهاية المطاف. 
كما أنه من المتوقع أن تنهي كبرى شركات التكنولوجيا هذا العام وهي في وضع أقوى من أي وقت مضى.