لندن/ بي بي سي
مع أن حصيلة الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا في ارتفاع مطرد، تتحسن صحة معظم المصابين به.
وبعض الناس تظهر عليهم أعراضٌ خفيفة نسبياً، وربما لا تظهر عليهم أي أعراض. والبعض الآخر لا خيار لديه سوى الذهاب إلى المستشفى من أجل تلقي العلاج.
تكلمنا مع ثلاثة أشخاص، في بريطانيا، نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج بعد أن ظهرت عليهم أعراض فيروس (كوفيد – 19).
«كافحت للبقاء على قيد الحياة»
كارين مانرين، وهي من هينري باي في مقاطعة كنت، حامل في الشهر السادس بطفلها الرابع.
بدأت الأم البالغة من العمر 39 عاما تعاني من سعال مزمن وحمى خلال الأسبوع الثاني من شهر آذار، لكن موظفي المستشفى كانوا قلقين بشأن نقلها للعلاج فيها. وفي اليوم الحادي عشر، تغير الوضع.
قالت كارين مانرين: «اتصلت برقم الطوارئ 999 وكان تنفسي سيئاً جدا إلى درجة أنَّ سيارة الإسعاف حضرت إلى منزلنا في غضون دقائق. كنت عملياً أجد صعوبة في التنفس، ولهذا وضعوا أنابيب الأكسجين في أنفي فوراً».
كانت نتائج التحاليل الخاصة بكارين إيجابية؛ إذ أظهرت أنها مصابة بكوفيد - 19. كانت تعاني من التهاب في كلتا رئتيها وعُزِلت في غرفة بمستشفى لمدة أسبوع.
وأضافت «لم يُسمح لأي شخص بالحضور لرؤيتي. لقد شعرت بوحدة قاتلة، وأوقات مظلمة. لقد لزمت سريري ليومين أو ثلاثة أيام. لم أتمكن حتى من الذهاب إلى الحمام. إذا أرادوا تغيير ملاءات السرير، كان عليهم أنْ يقلبوني على الجهة الأخرى».
وتابعت قائلة: «عندما وجدت صعوبة في التنفس، كنت أضغط على الزر طلبا للمساعدة، وكان علي أنْ أنتظر حتى يرتدوا معداتهم الواقية قبل أنْ يأتوا إلي. كنت دائما أتحدث عبر الهاتف مع أسرتي للحفاظ على هدوئي. كنت خائفة من احتمال موتي وقالت أسرتي إنها استعدت للأسوأ».
ومضت قائلة: «كنت أجد صعوبة مع كل نَفَس استنشقه. كنت أعاني من أجل الحفاظ على حياتي وحياة رضيعي».
وتقول كارين إنها لن تنسى أبدا الهواء النقي والبارد عندما غادرت المستشفى.
وقالت «توجهت مع زوجي بالسيارة إلى منزلنا ونحن نرتدي قناع الوجه ونوافذ السيارة مفتوحة. كان النسيم رائعاً. لقد صرت فجأة أقدِّر أبسط الأشياء».
«كنت أريد من يساعدني»
علمت جيسي كلارك، من شيفيلد، أنها ستكون معرضة للخطر إذا أصيبت بوباء كوفيد-19 لأنها تعاني من مرض مزمن في الكلى وقبل خمس سنوات أزيلت إحدى كليتيها.
وعندما بدأت جيسي، البالغة من العمر 26 عاما، في السعال وأصبحت تعاني من صعوبة في التنفس بشكل متزايد، استبد بها القلق. وفي غضون أيام، كانت تجد صعوبة في المشي.
وقالت: «عانيت أيضا الكثير من الألم في أضلعي، وظهري وبطني. شعرت وكأني تعرضت للضرب».
وقبل يومين من إعلان رئيس الوزراء، بوريس جونسون، أن المملكة المتحدة ستخضع للإغلاق التام، قادها خطيبها، توم، في سيارة إلى خدمة الطوارئ في أحد المستشفيات. وتم الفصل بينهما بسرعة بسبب القيود المفروضة على إجراءات السلامة.
وقالت جيسي: «كنت خائفة من أكون بمفردي، لكن كنت في وضع مزر وكنت أرغب في وجود شخص يساعدني».
وتابعت «لقد أُعطِيت قناعا أخضر به قليل من الأسلاك حول الأنف لإبقائه مستقيما. نقلت إلى وحدة يبدو أن لمرضى كوفيد - 19. تم تطبيق التباعد الاجتماعي، ولهذا كانت هناك جدران لعزل أجنحة المرضى وكان ثمة سرير في كل جناح».
ومضت قائلة «لم أخضع لاختبار كوفيد-19. قال لي طبيبي «ليس بإمكاننا أن نفحص كل شخص، لكن من الأفضل التعامل على أنك مصاب».
وقال طبيبي إن الألم الذي أشعر به هو التهاب في رئتي، وعلي أن أحافظ على العزل الذاتي وآخذ مسكنات الألم.
وأوضحت جيسي أنها لم تواجه مشكلات في التنفس من قبل، لذا «كان من المخيف عدم معرفة إن التنفس سيتوقف أم ما أشعر به شيء عادي بالنسبة لمصاب بالفيروس».
وظلت في المستشفى لمدة ستة ساعات وانتظر توم خطيبته في موقف السيارات، وهو غير متأكد مما يحدث. ويعتقد الزوجان أنه قد يكون خاليا من الأعراض، وربما نقل الفيروس لجيسي عن طريق الصدفة.
وبعد خمسة أيام من مغادرة المستشفى، لا تزال جيسي تعاني أثناء المشي وتنام لما يصل 18 ساعة في اليوم. وأحيانا تعاني من نوبات السعال لكنها تتنفس بشكل أسهل.
«اعتقدت أن وقتي قد اقترب»
ستيوارت بويل واثق تقريبا من أنه أصيب بفيروس كورونا خلال أحد اجتماعاته مع فرقته الموسيقية قبل أسابيع قليلة مضت.
ويقول «كنا نتقيد بإجراءات التباعد الاجتماعي عندما التقينا يوم الخميس، لكن بحلول الأحد حضر عدد كبير من الناس الاجتماع بأعراض تشبه الإنفلونزا».
وخلال الأيام العشرة التالية، تدهورت صحة الرجل البالغ من العمر 64 عاما.
ومضى قائلا: «لم يكن الأمر واضحاً في البداية. لكن عندما كنت أحاول الصعود على الدرج، وأعاني صعوبة في التنفس مثل رجل مسن. وسرعان ما افتقدت القدرة على ممارسة الرياضة أو الحركة على الإطلاق. كان الفيروس يهاجم رئتي وكنت افتقد القدرة على المقاومة».
اتصلت أسرة ستيوارت برقم الطوارئ ونُقِل إلى المستشفى.
وقال «لقد كان الأمر أشبه بأحداث فيلم. نُقِلت إلى «المنطقة الحمراء» وأجريت لي العديد من الاختبارات كما أُخِذت عينات طبية من جسمي. اعتقدوا أنني أعاني من فيروس كورونا، ولهذا زادوا من كمية الأكسجين الخاص بي. مرت ساعتان، واعتقدت «ربما وقتي قد اقترب». لكنني رغبت في البقاء حيا.
وأضاف قائلا «كنت أشعر بالمعركة الجارية في رئتي. الأكسجين الإضافي منح رئتي راحة، وأعطاني طاقة إضافية لطرد الوباء. موظفو هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة كانوا مذهلين، لكن أقصى ما يمكن أن يقوموا به هو مساعدتك على مكافحة الفيروس. ليس ثمة تطعيم أو جرعة سحرية يمكن أن تنقذ حياتك. يتعلق الأمر بقدرتك على التحلي بالمرونة».