العمل من المنزل... الخيار المتاح في زمن«كورونا»

اسرة ومجتمع 2020/04/08
...

بغداد/ سرور العلي
وجد ملايين الموظفين في العالم أنفسهم معزولين داخل منازلهم أمام شاشات الحواسيب والأجهزة المحمولة، إذ دفع انتشار فيروس كورونا بهم للعمل من منازلهم تجنباً للعدوى القاتلة.
 فرصة ثمينة
وقال الموظف علي أحمد(31)عاماً،:»العمل في المنزل أعطى فرصة لاداء الكثير من المهام والأنشطة دون جهد وتوتر، كان من الصعب القيام بها أثناء وقت الدوام، وعلى الموظف الذي ما زال يتقاضى راتبه أثناء الحجر الصحي أن يستغل الوقت ويستثمره بتحقيق مصدر دخل 
اضافي».
وأضاف» يجب الحرص على التعرض للهواء الطلق والمشي وشرب المنبهات وعدم الجلوس لفترات طويلة، والتقليل من التركيز على شاشة الحاسوب». وتنصح فاطمة الحسن(33)عاماً، وهي موظفة في شركة أهلية:»من الضروري في تلك الفترة من العزلة المنزلية تنمية المهارات، والتكثيف والتثقيف بالقراءة الكثيرة ضمن المجال الذي يعمل به الشخص، إذ تعد فرصة جيدة لزيادة الخبرة، وبعيداً عن الاستيقاظ مبكراً وزحمة الذهاب إلى العمل أصبح بإمكاننا الجلوس أمام الحاسوب، وانجاز مهامنا وتوفير بيئة آمنة ومريحة تسهم في مضاعفة الإنتاجية»
وتابعت»لتسهيل أداء أعمالنا يجب أن نفصل بين الحياة المنزلية والمهنية، وأن نضع جدولاً نحدد فيه أوقات العمل، والابتعاد عن تناول الأطعمة وقت ممارسة العمل»
كما تحدثت الموظفة الخمسينية سعاد ناصر بحماس:»يعد ذلك خياراً آمناً في ظل تفشي عدوى الفيروس والخوف من إصابة الموظفين والعاملين، وقد خصصت ركناً مريحاً في منزلي للعمل والتواصل مع زملائي دون انقطاع عبر تطبيق»واتساب» لإتمام مهام العمل بنجاح ومشاركتهم الأفكار والأهداف، حتى انني أحياناً ارتدي ملابس العمل لأشعر بأنني في المكتب». وتؤكد ناصر»ان العمل بعيداً عن أماكن العمل التقليدية من شأنه أن يعطي استقلالية للموظف، ومرونة في الأداء وعدم التقيد بوقت محدد، لاسيما ان التطور التكنولوجي سهل المهمة عبر الاتصالات المكثفة، والإطلاع على كل جديد وزيادة الإنتاج وتحقيق التوازن»
 
سلبيات
بينما يخالفها الرأي فراس إبراهيم(42)عاماً، موظف حكومي اذ يقول ان:»العمل من المنزل له آثاره السلبية، ومنها عدم التواصل مع زملاء المهنة في الواقع، ما خلق تباعداً اجتماعياً، وقلة النشاط البدني ما يجعلنا أكثر عرضة للإصابة بالسمنة، وبعض المدراء والمسؤولين لا يثقون بموظفيهم خارج أبواب الشركة، ويركزون على حضورهم الفعلي، ما يسبب شكوكاً في عدم تأديتهم المهام على أكمل وجه». ويشير إبراهيم إلى»ضرورة اتباع نظام صحي في المنزل، واخذ فترات راحة والابتعاد عن التوتر والأخبار السيئة»
وترى هدى عبد(38)عاماً، موظفة في القطاع الخاص:»أن بعض المنازل غير مؤهلة للعمل بداخلها، وخاصة من لديهم أطفال مشاغبون، إذ سيؤثرون في سير العمل، وأحياناً يكون الانترنت غير متوفر»
وأوضحت»حين أقرر الجلوس والتفرغ للعمل فقط، أحرص على أن يكون طفلاي نائمين أو أشغلهما بمختلف الأنشطة الترفيهية من ألعاب وتحريك المجسمات، والتلوين أو مشاهدة أفلام الرسوم المتحركة»
وقال الأربعيني خالد جاسم، موظف في البنك:»هناك أعمال تتطلب وجود العاملين في مكان العمل الفعلي كسائقي الأجرة، والبائعين المتجولين، وعمال الخدمة والبناء، وموظفي المتاجر، لذا خيار العمل من المنزل ليس متاحاً لهم». ولم تكن تجربة العمل من المنزل جديدة، بل اتبعتها معظم الشركات الكبرى في دول العالم، ومنها الصينية، إذ وجدت نجاحاً كبيراً في زيادة الإنتاجية، وتحقيق الارباح، والشعور بقدر من السعادة
 
مشاهد عفوية وطريفة
ورصدت عدسات الهواتف المحمولة لقطات لأشخاص من مختلف دول العالم، وهم يؤدون وظائفهم من داخل العزل الصحي و تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي، وتضمنت بعض المشاهد العفوية والمحرجة لأطفال يحيطون بابائهم أثناء العمل وطلب مشاركتهم اللعب، فيما استغل بعض الأطفال الفرصة للعبث بشاشات التلفاز أو رمي علب التعقيم والمطهرات في دورات المياه والمراحيض، حيث اوضحت الثلاثينية حنان جواد ضاحكة:»العمل في المنزل خلق لحظات حرجة، خاصة حين تكون على اتصال عبر الفيديو مع شركائك في المهنة، إذ غالباً ما يفاجئك طفلك بموقف محرج أو مضحك»
وترى الشابة زينب نعيم، مصممة في شركة أهلية:» أن مناخ الأسرة ومن حولها والديها يجعلها تبدع في عملها، وانجاز مهمتها بشكل أسرع بعيداً عن القلق»
ووجدت الشابة سرى أياد، موظفة في القطاع العام، فرصتها في التخلص من الخجل الذي ينتابها أثناء مشاركتها في الأحاديث، وتناول الطعام مع رفاقها في المهنة، وأضافت، مبتسمة «شعرت بحرية أكبر إذ غالباً ما يداهمني الخجل والتردد في العمل، والذي عجزت عن كبحه، لكن الان الوضع تغير لاني انجز عملي في المنزل واتواصل مع الزملاء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.