قد يواجه الشاب العديد من المشكلات التي تبدو عائقاً أمام نهضة المجتمع، وتطوير ذاته، اذ تعتبر تلك المرحلة من أهم المراحل العمريّة التي يعيشها الفرد، ويشعر بها، حيث يبدأ تأمين مختلف احتياجاته، ويسعى للاعتماد على نفسه في بناء حياته، والنهوض بالمجتمع.
ويؤكد خبراء التنمية البشرية بأن العديد من الشباب يعانون من كثير من المشكلات والقضايا التي تواجههم في حياتهم العلميّة، والعمليّة، والاجتماعيّة، ويقومون بمواجهة هذه القضايا بشتى والوسائل لإزالتها من طريقهم، إلّا أنّ طريق الشباب دائماً هو مليء بهذه المشكلات والقضايا.
ولذلك يمكن ان نحدد مشكلات اغلب الشباب البارزة والتي ولا يمكن استغرابها وتعد تلك طبيعية بهذه المرحلة خاصة في بدايتها ومنها:
•تشكّل البطالة مشكلة رئيسة من مشكلات الشباب، فتعدّ مهمّة البحث والحصول على وظيفة مهمّة حاسمة بالنسبة لهم باعتبارها الخطوة الأولى لقبولهم في عالم الكبار، بالإضافة لكونها إحدى مهارات العيش والحفاظ على الحياة، فهي تشكّل المصدر الرئيسّ للحصول على الدّخل والاستقلال المالي، كما تشكّل خطوّة أساسيّة في تعلّم المسؤوليّة، وتنظيم الوقت والجهد، وتساعد على تكوين خبرة عمليّة مهمّة أيضاً، ويُذكر أيضاً انّ الحصول على وظيفة خلال مراحل الدراسة الثانوية يشكّل قفزة إيجابيّة في حياة الشباب، إذ من شأن هذا الأمر التأثير إيجاباً بما يخصّ موضوع التسرّب من المدارس، وتحسين مستوى المعيشة للشباب ذوي الدّخل المنخفض، والمساهمة أيضاً في تحسين ظروف العمل الماديّة مع مرور السنوات، فيحصل الشّاب على معدّل أجر أعلى بعد عدّة سنوات من عمله رغم صغر سنه مقارنة بغيره.
•الرغبة الكبيرة في فرض السيطرة على الاخوة والأصدقاء، واللجوء إلى استعمال العنف في التعامل، وسوء استغلال الإنترنت، من خلال تصفح مختلف مواقع التواصل الاجتماعي لساعات طويلة، الأمر الذي يؤثر سلباً في مهاراتهم في الاتصال والتواصل مع
الآخرين.
•محاولتهم التخلص من جميع القيود التي تفرضها الأسرة عليهم، حيث تزداد رغبتهم بالتمتع باستقلال تام. وشعور المراهق أنّه لم يعد محتاجاً إلى مشورة والديه، وأنّه قادرٌ على اتّخاذ مختلف قراراته بنفسه دون مساعدة أي شخص.
•التعرض للإصابة بأنواع عديدة من الاضطرابات النفسية، مثل: الاكتئاب، والرغبة في الانطواء والعزلة، والابتعاد عن الحياة الاجتماعية.
•الفشل في انتقاء الأصدقاء، فيقع العديد من المراهقين فريسة لأصدقاء السوء، ويتأثرون بسلوكياتهم، وعاداتهم، الأمر الذي قد يؤثّر في مستقبلهم الأكاديمي بطريقة سلبية.
• اضطرابات في الشهية تجاه الأكل، فتزداد رغبة البعض بتناول المزيد من الطعام، أو على العكس بتقليل كمية الطعام المتناوَلة، أو حتى الإضراب عن تناوله.
•التدخين في عمر مبكر، وغالباً ما يكون ذلك اقتداء بأصدقاء السوء، وتقليداً لهم في سلوكيّاتهم، وقد تتطور عملية التقليد حتى تصل إلى السرقة، أو تعاطي المخدّرات.
•العصبية الزائدة، ذلك أنّ المراهق يظنّ نفسه على حقّ في كلّ تصرفاته، كما أنّه يكون شديد الحساسية في كثير من الأحيان تجاه انتقادات الآخرين، فيقابلها بعصبية
وغضب.