منى محمد زيارة
وأنا أتصفح اليوتيوب وقع نظري على أغنية ظهرت خلال تسعينيات القرن الماضي،وقد حققت وقتهانجاحاً منقطع النظير، الأغنية هي (كلمات) للفنانة ماجدة الرومي، انتابني أحساس مفاجئ لسماعها مرة أخرى، يقول مطلعها:
يــُسمعني حين يراقصني كلمات ليست كالكلمات
يأخذني من تحت ذراعي يزرعني في أحدى الغيمات
كلمات تقــلب تأريخي تجعلني امرأة في لحظات
وأنت تسمعها تشعر كأنّها أنشودة حبّ تائهة تبحث عمّن يسمعها ويتغلغل في دواخلها ليستشعر معانيها. تبادر إلى ذهني موضوع غاب عن بال الكثير من المتزوجين،ألَا وهو الكلمات، وأقصد بها الرومانسية وغيابها عن حياتنا في ظلّ ما نمرّ به من بحث عن منصب وظيفي أفضل وإنجاب الأطفال والانتقال إلى بيت أكبر، وهكذا مع تزايد المسؤوليات يبدأ هذا الموضوع بالتلاشي شيئاً فشيئاً, فما أن يتزوج الحبيبان حتى يأخذ الملل والانجرار وراء المادّيات مأخذه منهم.
تقول حنان حميد ( صديقتي منذ الطفولة ),طوال فترة خطوبتي لم أكن أسمع إلّا الكلام الجميل، حسب تعبيرها ( عسل في عسل ), خمسة أشهر مرّت كأنّها خمس دقائق, حقّقت حلمي الوردي وتزوجت، وما أن مرّ شهرُ زواجي الأول حتى شعرت أنّ ما عشته أيام الخطوبة لم يكن سوى حلم لم يستمر إلّا لحظات ولن يعود مجددا, ومع وصول طفلي الأولحتى بدأت أعتاد على الأمر، الحياة الروتينية المملة, والشعور بعدم الطمأنينة
والأمان!
أمّا سناء غازي فكان لها رأي آخر، قالت أنا مررت بكل ما مرّت به النساء اللاتي أعرفهن.
لكنّي لم أقف متفرّجة لا حول ولا قوة, كنتُ قد قرأتُ عن الملل الذي يقتل الحب ويحوله في كثير من الأحيان إلى كره ينتهي بالطلاق وتمزيق أسر لا ذنب لها, فقلّة حيلة الزوجين،أو لنقل الاستسلام للروتين اليومي، قد يؤدي إلى أكثر من ذلك، وقبل أن تصل الحالة إلى ما ذكرت قررت أن اكون أنا المبادرة، فبدأتُ برفع الغبار عن حياتي الأسرية, أتقنت فنّ الكلام فوجدت أن الكلمة النابعة من القلب قد تــــُـعيد الحياة لمن فقدها فلا بأس أن نتعلم طرقاً جديدة لانعاش حياتنا الزوجية التي بدأت تلفظ أنفاسها
الأخيرة.
الباحثون يؤكدون أنّ الكلام المليء بالحنان والعاطفة له تأثير عجيب على الآخرين،لا سيّما بين الأزواج، ويجنّبهم الوقوع في الكثير من الأزمات, فالكلمة الطيّبة تمنح الإنسان نظاماً مناعياً كبيراً، وتجعله أكثر قدرة على مواجهة الحياة بكل ما فيها من معوقات وأزمات، فللكلمة تأثير (عالي الفولتية) في وجدان كلّ امرأة يجعلها كالنسمة، أو يحوّلهاإلى بركان يثور في أيّة لحظة إنْ لم تجد من يهدّئ روعها.