إجراءات التربية ومعايير اليونسكو

آراء 2020/04/16
...

نبيل ابراهيم الزركوشي
 
وصف الجميع جائحة كورونا بمثابة طلقة الرحمة على العام الدراسي الحالي الذي شهد انقطاعاً عن الدوام للعديد من  المدارس في المحافظات التي كانت تشهد اعتصامات  وتظاهرات وبالرغم من العودة الخجولة الى المقاعد الدراسية من قبل بعض المدارس بفترة قصيرة سبقت قرارات منع التجوال بسبب هذه الجائحة ولم تستطع الهيئات التدريسية تدارك الأمر لضيق الوقت اولاً وثانياً لصعوبة انتظام الطلبة  في المدارس و التكاسل  واليأس الذي أصابهم لطول فترة الانقطاع و قامت وزارة التربية قبل أيام بإصدار مجموعة قرارات لحذف أجزاء من المناهج الدراسية للصفوف المنتهية مستندة على آراء هيئة الرأي الوزارية التي دائماً هي السلطة المطلقة ويكون الركون الى رأيها من قبل الوزارة امراً مسلماً به ، وعلى اثر ذلك شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة لنشر ما محذوف من المناهج نقلاً عن المؤتمر الصحفي للسيدة  الوزيرة ، وسادت حالة من التذمر لدى العديد من أولياء الأمور والهيئات التدريسية الذين في اكثر الأحيان ايضاً لديهم أبناء في الصفوف المنتهية، فبين  مقتنع بنسبة الحذف وبين غاضب وطامع في المزيد من الحذف لم نر إشارة او ما يدل بصورة واضحة لا في المؤتمر الصحفي للسيدة الوزيرة ولا في المواقع الرسمية للوزارة والمديريات التابعة لها عن رأي اليونسكو بشأن الآليات التي تعاملت  الوزارة بها مع هذه الأزمة وهي اي الوزارة دائماً لها تصريحات بان مناهجنا التربوية خاضعة لمعايير ووحدات اليونسكو، هذا الأمر من باب التساؤل اما اذا خضنا في جزئيات الحذف التي تم الإعلان عنها فهي لا تشكل حلاً بل يمكن عدها تطييب خواطر لابناء المحافظات التي شهدت تظاهرات حسب ما يقرأ من السياق العام لها ولو افترضنا ذلك جدلا فالطالب في المحافظات لم يستطع دراسة 25 بالمئة من المناهج حتى الان ونحن حسب التقويم المدرسي  في الحالات العادية وصلنا الى نهاية العام الدراسي  حيث يشهد شهر نيسان انقطاع طلبة الصفوف المنتهية لاستكمال الاستعداد للامتحانات الوزارية والتي يكون  موعدها عادةً في شهر حزيران وهذا العام بالتحديد أعلنت  الوزارة اليوم الاول حزيران موعداً لامتحانات السادس الابتدائي و15 حزيران للثالث المتوسط و5 تموز للصفوف المنتهية للمرحلة الإعدادية  وفي حالة البقاء على هذه المواعيد ينتهي الجدل ويكون العام الدراسي ( الدوام في المدارس) قد انتهى بالنسبة  للصفوف المنتهية ، لذا  يبدو إن الوزارة استعجلت في الإعلان عن هذه الإجراءات قبل انتهاء الأزمة والتي أشيع نقلاً عن خلية الأزمة وهي  التي تدير الأمور  خلال هذه الفترة وتحدد  فترات منع التجول التي مازالت تمدد بها على شكل أسابيع متوالية ان تداعيات  جائحة كورونا ستستمر الى ما بعد شهر رمضان اي بداية حزيران  وبهذا يكون العام الدراسي الجديد على الأبواب وطالما ان هذا الحدث اي الوباء وتداعياته امر عالمي وليس محلياً لذا ننتظر باقي الدول ونرى كيف يتم الاتفاق فيها مع اليونسكو من اجل إعطاء القرار المناسب بشأن الأوضاع التربوية فيها وكيفية علاجها كي نكون ضمن المعايير لليونسكو اولاً وثانياً تتخلص الوزارة من الانتقاد وعدم الرضا والتسييس الذي طالما اتهمت بها الوزارة  وايضاً نرى ان الحذف سوف يكون ذا اثر سلبي على المعلومات التي يحصل عليها الطالب خصوصاً في المواد العلمية، اذ ان حذف فصل يتضمن مفاهيم يمكن ان تكون ضمن الدراسة الجامعية للطالب مستقبلاً وبذلك يحرم الطالب من هذا الأمر ويعلم الجميع ان مناهج الدراسة الثانوية عادة ما تتطرق الى المبادئ الأساسية والتي يحتاجها الطالب في الدراسة الجامعية وايضاً الدراسة الثانوية تعتبر عملية متداخلة مع الدراسة الجامعية وخاصة التخصصات العلمية ، لذا فالوزارة لديها فرصة لمعالجة الازمة التربوية التي خلقتها التظاهرات ثم الوباء العالمي وما رافقه من تداعيات، يمكن ان تنقذ الأوضاع التربوية بصورة لا تتأثر معها رصانة الشهادة للطالب العراقي وتجعل منها مكسباً لصالحها  تعالج به ما أصاب العملية التربوية من امور وأيضا تستطيع تشكيل لجان من كل اختصاص من مدرسين  والاستعانة بالتربويين المتقاعدين وهم كثيرون ولم تمض فترة طويلة على تركهم العمل التربوي لوضع صورة دقيقة عن الواقع التربوي لكل محافظة وتستند على الآراء التي تحصل عليها من اجل وضع حلول ومعالجات للازمة مع الاخذ بما تم ذكره آنفاً لمعالجات الدول الأخرى واخذ رأي اليونسكو بذلك وهي ايضا تستطيع اي الوزارة إعطاء المشورة للباقين،لان تداعيات الوباء تعد ولله الحمد قليلة بالمقارنة مع الدول المجاورة الاخرى والتي  شهدت حالات اصابة 
كبيرة.