حسن السلمان
ضمن أخبار فيروس كورونا الذي أصبح حديث الساعة والشغل الشاغل للعالم أجمع، عرضت إحدى القنوات الفضائية مشهداً لتعليقِ سلالٍ غذائية في أحد الميادين العامة ليتمكن ذوو الدخل المحدود والفقراء ومن اصبحوا عاجزين عن تحصيل قوتهم اليومي بسبب هذه الجائحة العالمية من الحصول على الغذاء والمساعدات لكي لا تُجرح مشاعرهم الشخصية وتتعرض كرامتهم للإذلال في لفتةٍ إنسانيةٍ قلَّ نظيرها وتستحق الاشادة
والتثمين .
بينما بتنا نشاهد في بلدنا مشاهد مؤسفة حينما يقوم بعض المتبرعين بالسلال الغذائية في الاحياء الشعبية المعدمة بالتقاط صورٍ للاسر الفقيرة وهم يتسلمون التبرعات الغذائية والأنكى من ذلك التقاط صورمن قبل المتبرعين مع الاسر الفقيرة وعرضها على مواقع التواصل الاجتماعي وشاشات القنوات الفضائية غير مبالين بجرح مشاعر الناس وحفظ
كرامتهم .
بل إن المؤلم والمخجل في ذلك حينما تتم المتاجرة بهذه الفعاليات الاجتماعية لأغراض دعائية رخيصة ذات طابع سياسي
وشخصي.
وما يزيد من تشويه هذه المبادرات التي تقع ضمن مسمى التكافل الاجتماعي في ظل عجز الحكومة عن القيام بواجبها تجاه المتضررين من تداعيات هذا الوباء الفتاك، قيام الكثير من المكلفين بإيصال هذه المساعدات بشكل عشوائي وغير عادل حيث تُحرم الكثير من الاسر المحتاجة فعلاً لهذه المساعدات وتُوزع لغير المحتاجين خصوصاً حينما توزع تحت ضغط المحسوبيات ووفقاً للأهواء الشخصية، الأمر الذي يستدعي التدخل السريع من قبل الجهات المتبرعة للمتابعة والإشراف المباشر لتوزيع المساعدات لمن يحتاجها فعلاً وبشكل عادل ومنصف مع مراعاة الجوانب الإنسانية وقيام الدولة بوضع حلول ناجعة ومدروسة لمعالجة الواقع الاجتماعي المتردي وهي ملزمة بذلك غير مخيّرة إذ وعلى ما يبدو أن مشوار هذه الفيروس المميت سيمتد طويلاً ومع إطالة فرض حظر التجوال والإغلاق ستتزايد أعداد العاطلين عن العمل من ذوي اصحاب الدخل المحدود والأجر اليومي، الأمر الذي سيجعل من كسر حظر التجوال وعدم التقيد بالتعليمات الصحية أمراً قيد الحدوث وبالنتيجة عدم السيطرة على ايقاف جماح هذا الفيروس وتزايد أعداد الإصابات والوفيات والوصول إلى إعلان حالة " الكارثة " في ظل محدودية وتهالك مؤسساتنا الصحية ونقص الاحتياجات العلاجية لهذا الوباء
الخطير.