جوائح العالم تاريخياً

ثقافة شعبية 2020/04/18
...

باسم عبد الحميد حمودي
 

هو أمر لا يحب المرء الحديث فيه، لكن ظرف البلاد والظرف العالمي الذي أحاط بنا، يوجبان أن يتذكر الانسان ما لا يرتاح اليه من حديث، وليست (القنزة ونزة) التي الف شوقي كريم رواية بعنوانها الا واحدة من هذه الجوائح .لكنها الاقل أثراً من سواها.
شوقي كريم يصور الانفلونزا الاجتماعية التي حلت في الوطن روائياً، فيكشف الشكل الداخلي عن الواقع السيو - اجتماعي.
 الدكتور علي السعدي استاذ علم الاجتماع يكتب عن اصل التسمية فيقول رواية عن مؤرخ مفترض ان أصل (القنزه ونزة) هو اسم الدون الونزو ,وهو أمير اسباني (مفترض ) كان في انفه لحمة صغيرة سببت له رشحاً دائماً اصاب مجايليه!
واقع الجغرافية والاقتصاد يقول ان (الونزة) بلدة جزائرية جميلة تتبع ولاية تبسة ولا علاقة لها بالانفلونزا الموسمية بقدر علاقتها بالريف والصناعة الجزائرية الناهضة.
مع كل ذلك تظل الانفلونزا داء مقدوراً عليه مقابل الكورونا القاتلة, لكن تاريخ الجوائح العالمية تاريخ مؤلم وغير مشرف ومن ذلك:
في العام 2014 وعند نهر (أيبولا) الصغير في غينيا ظهر داء الايبولا القاتل في قرية من قراها واستمر عامين، ليحصد آلاف البشر حتى عام 2016.
أول حالة مكتشفة لمرض(الايدز)كانت عام1981 وهو مرض يسبب نقص المناعة ويدمر الذات ان لم يخضع المصاب به لعلاج قاس وقد سقط فيه الكثير من العرق الاسمر وغيره.
أقدم الاوبئة هو طاعون جستنيان الذي وقع في بيزنطة في القرن السادس وسقط فيه بين30-50 مليون انسان.
وفي أوروبا بين عامي1347-1351 كان الموت الاسود الذي سقط فيه في أوروبا وحدها ما يربو على الـ25 مليون نسمة, ويسمى أيضاً (الطاعون الدملي)!
ويعدُّ (السارس) طاعوناً متطوراً قدم الى عالمنا من مقاطعة بونان في الصين عام1855, فيما حصد الجدري بين القرنين 15 - 17 نحو 20 مليون إنسان في الاميركيتين.
ولمرض الكوليرا تاريخ غير مشرف لدى البشر فقد توضح كجائحة طبياً في العالم اول مرة عام 1817 واستمر سبعة اعوام, واستمرت الكوليرا الوبائية على شكل أجيال تتنقل من منطقة الى أخرى ولست مرات حتى عام 1947عندما انتشرت في مصر والتي قامت حملة عالمية من قبل الهيئات الطبية في العالم ومنها العراق لمساعدة البلد الشقيق على الخلاص منها.
سينمائياً وفي عام 1941 اخرج أحمد بدرخان فيلم (عاصفة على الريف) ليصور وباء عصف بالريف المصري وفي عام 1962 قام توفيق صالح باخراج فيلم (صراع الابطال) ليصور فيه تأثير الكوليرا على الريف من خلال حكاية حب كان بطلها الطبيب شكري سرحان.
في العراق حل الطاعون ببغداد مع غرقها خلال الصراع بين السلطان محمود العثماني والوالي داود باشا ودخول علي رضا باشا العاصمة المنكوبة عام 1830.
يقول استاذي الدكتور علي الوردي في كتابه (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق) ان حاخامات اليهود في بغداد والموصل والبصرة امروا اتباعهم ان يلزموا منازلهم ففعلوا , بينما قال علماء المسلمين لاتباعهم (قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا) دون ان يقولوا لهم (ولا تلقوا بأنفسكم الى التهلكة ) فوقعت الواقعة وظل من بقي يتجول فحل بهم الموت!
اللهم أنج عبيدك من هذا الموت المجاني واهدهم سواء السبيل، ليلتزموا بتعليمات أمنهم الصحي سعياً للعيش في عالم نظيف من الأمراض والأوبئة واللصوص.