الكوت/ محمد ناصر
نجاة "32" عاما أم وربّة بيت من الأحياء الشعبية في محافظة واسط طرقت أبواب المنظمات المجتمعية لتستدرك فرصة تعلم القراءة والكتابة التي فاتتها وهي صغيرة.
تنحدر "نجاة" من أسرة محافظة لا تؤمن بتعليم الفتيات، لكنها نجحت مؤخرا بفك الخيط الاول ضمن حلمها بتعلّم القراءة والكتابة.
وتقول: "شاركت في أكثر من دورة لمحو الأمية، لكن المشكلة ان ما أتعلمه اليوم أنساه غدا.. والسبب هو عدم الاستمرارية في مواصلة الدورس".
تتابع: "كوني ربّة بيت وأم لاربعة اولاد.. عندي مسؤولية كبيرة.. لكن ذلك لا يمنعني من تحقيق حلمي بتعلّم القراءة والكتابة رغم ضيق الوقت ومشاغل الحياة".
وتكمل: "لجأت الى جارتي "المثقفة" "أم علي" لتساعدني فقترحت ان ننجمع كنسوة الحي ونأخذ عندها دروسا مجانية بين الحين والاخر".
تختتم بالقول "استغلينا فترة الحجر المنزلي وحظر التجوال بسبب فيروس كورونا.. ونتواصل عبر "كروب واتساب" كون معلمتنا لا تريد ان ننجمع كلنا معا خوفا من انتقال العدوى ولتطبيق شروط الحجر الصحي".
"أم علي".. متطوعة لتعليم النساء تتحدث عن فكرتها قائلة: "احببت ان افيد "جيراني" خلال فترة الجلوس في المنزل حيث هناك متسع كبير من الوقت، وبدأنا بتعليم القراءة والكتابة وتطوير معلومات النساء.. فلاقيت اقبالا جيدا من نساء الحي..
لكن وخوفا من انتشار مرض كورونا.. ارتأينا ان ننجمع في كروب للمراسلات، وفعلا كانت طريقة ناجحة". لكنها بسيطة في ذات الوقت على أمل أن تأخذ الجمعيات والمنظمات المجتمعية دورها في هذا الجانب.. وتعود برامج محو الامية كما كانت في السابق..
الناشطة المدنية ورئيسة تجمع المدى النسوي ازهار زيد الجبوري اشادت بالفكرة وقالت: "من الجيد ان تكون هناك مبادرات بهذا الشكل.. لكن في هذا الوقت أفضل عدم الاختلاط لأن الوباء منتشر .. ومن شروط محاربته عدم اختلاط الاشخاص تحت سقف واحد.
وتضيف: "كانت لدينا دورات مماثلة هدفها الارتقاء بالمرأة الواسطية وجعلها متعلمة ومثقفة وواعية..
وبصراحة هنالك الكثير من النساء فقدن فرصة التعلم.. وخصوصا في القرى والارياف.. لكن الوعي اليوم افضل بكثير من سنوات مضت.. باتت اغلب الأسر تدفع بناتها للتعلم..
وتختم بالقول: "التعلم يحتاج الى معلم ومدة كافية للتدريب والممارسة، ومن ثم يتدرج ويتقوى وذلك بحسب اختلاف الذكاء والقابلية على الحفظ والتذكر".