منذ أن وقفت المرأة العراقية وقفتها المشهودة في ثورة العشرين من اجل التحرر والاستقلال ونيل الحرية وهي تسعى في كل بقاع البلاد للمساهمة في التخفيف من معاناة الناس في محنهم وازماتهم وحاجاتهم للتعليم والصحة ان كان في حراكها الاجتماعي الانساني الفردي او من خلال انخراطها في التجمعات النسوية والجمعيات المنظمة في توجهات عديدة، لاسيما ما يتعلق بخدمة المرأة التي تعاني من قيود الاعراف والتقاليد او من عدم فسح المجال لها ليكون لها حضور فاعل من قبل سلطة الانتداب البريطاني في انحاء البلاد كافة ومنها الموصل.
وتناولت الدكتورة وفاء كاظم ماضي الكندي في احد ابحاثها عن الحركة النسوية في العراق الجمعيات النسوية في البلاد عموماً، ومن بينها الجمعيات في الموصل حيث تقول: ان ايمان المرأة العراقية بوجوب نهضتها ومساهمتها في خدمة وطنها جعلها تسعى لابراز اثرها في مجالات الحياة كافة فلم يقتصر نشاطها على العاصمة بغداد بل شهدت الوية -محافظات - العراق الاخرى نشاطاً نسوياً بارزاً وفي مفاصل الحياة كافة، فقد بادرت مجموعة من المثقفات في لواء الموصل وبعد ان شعرن بالفراغ الذي تعيشه المرأة العراقية ورغبة منهن بتبديد هذا الفراغ ،فقد عملن على القيام بقسم من الاعمال لحماية الاطفال واسسن جمعية باسم الاتحاد النسائي في الموصل وبينت الباحثة الكندي ان الجمعية حددت اهدافها بخمس نقاط هي خدمة ايتام وارامل فلسطين ومدهم بالمساعدة المتحصلة عن طريق المشاريع واليانصيب والحفلات ورفع مستوى المرأة عن طريق مكافحة الامية والامراض والتأكيد على النظافة والاتصال بالجمعيات النسائية
داخل وخارج العراق والقيام بالاعمال الخيرية عند الحاجة والاعتماد على التبرعات والاشتراكات واقامة المناسبات واليانصيب وغيرذلك مما يدخل صندوق الجمعية بمختلف الطرق التي تقررها الهيئة الادارية لتحقيق اغراضها وغاياتها المنشودة وتوضح بان لا شأن للجمعية بامور الدين والسياسة.
وذكرت بان الجمعية اجيزت من قبل وزارة الداخلية في 17 - اذار- 1940 وتألفت هيئتها الادارية من السيدة لطيفة سالم - رئيسة - والسيدات ماجدة مجدي نائبة وصوفي نوئيل رسام سكرتيرة وسعدية خير الدين العمري مراقبة حسابات - والانسة فخرية ميرزا - امينة للصندوق واربع عضوات اخريات هن السيدتان معزز سعد الدين زيادة وفوزية الخياط والانستان علية النقيب وليلى سرسم.
واشارت الباحثة وفاء ماضي الى ان جمعية حماية الطفل التي تأسست في 20 اذار 1928 من اجل حماية الاطفال والسعي لانشاء جيل يربى تربية صحيحة من خلال مجموعة من المثقفين فتحت لها فرعاً في الموصل عام 1944 برئاسة السيدة فخرية عمر نظمي وعضوية سعدية العمري وفخرية ميرزا ونجية سرسم وساجدة النقيب ولطيفة سالم نامق وباكزة فائق شاكر
وفوزية الصابونجي، وكانت خطوة اولى برأسمال مقدر بـ 120 ديناراً و550 فلساً وتمخض نشاطها عن افتتاح مستوصف للاطفال بلغ مجموع مراجعيه 150 طفلاً يومياً، فضلاً عن اضطلاع الفرع بالاعمال الخيرية والتي يعود نفعها الى الطفولة فبلغت الاموال التي تم صرفها على هذه الاعمال 834 ديناراً وافتتح الفرع مستوصفاً ثانياً اجره لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية ليكون تحت تصرفها لتشابه اهدافهما وبلغ مجموع مراجعيه من الاطفال 150 طفلاً يومياً وبمعدل 5آلاف و 475 طفلاً سنوياً يتلقون العلاج فيه وبالمجان.