السفير الصيني لـ { الصباح }: استثماراتنا في العراق تجاوزت 20 مليار دولار

العراق 2018/12/20
...

أكد إصدار 20 ألف فيزا للعراقيين ويأمل بانشاء مركز للثقافة الصينية في بغداد
 

بغداد / عباس عبود واحمد عبد ربه
 
 
اكد سفير الصين لدى بغداد تشن ويشنغ ان الاستثمارات الصينية في العراق وصلت الى 20 مليار دولار، وهي في ارتفاع مستمر، بينما يأمل في ان تشهد الايام المقبلة انشاء مركز للثقافة الصينية في العاصمة بغداد.
وقال في حوار مع “الصباح”: ان “السفارة الصينية تصدر سنويا اكثر من 20 الف فيزا الى العراقيين، مبديا في الوقت نفسه، استعداده لتقديم الدعم والتعاون للحكومة العراقية، وفي ما يلي نص الحوار.

*كيف تقيمون العلاقات بين العراق والصين؟. 
- العراق والصين تربطهما علاقات وطيدة تمتد الى اكثر من 2000 سنة، كانت قد وصلت ذروتها في العهد العباسي من خلال زيادة التعاون والتبادل والتواصل بين الشعبين، نحن نعتبر العراق في الوقت الحاضر من اهم الاصدقاء لنا، خصوصا مع التحولات والنجاحات التي حققها العراقيون على المشهد السياسي والاجتماعي والامني، كما نبارك للشعب العراقي الانتصارات الكبيرة ضد التنظيمات الارهابية، التي جاءت من اجل المحافظة على امن المنطقة والعالم، لا سيما ان العراق كان في الصف الاول للمعركة ضد الارهاب.
نجدد مباركتنا للشعب العراقي بتلك الانجازات ونحن مستعدون لتعزيز العلاقات 
معكم.
 
*في ما يتعلق بملف الارهاب ما حجم مساهمة الصين في دعم العراق بهذا المجال؟.
- قدمت الحكومة الصينية منذ 2014 مساعدات الى العراق على شكل دفعات، بلغت قيمتها 60 مليون دولار اميركي، كمعدات إنسانية واقتصادية، توزعت بين المناطق المتضررة، كما لا تزال هناك مساعدات اخرى ستقدم الى العراق، ونحن في طور المناقشة مع الوزارات العراقية المعنية، اذ سنلتزم بكل الوعود المقدمة للحكومة العراقية.
اضف الى ذلك، هناك مساعدات تأتي من الجهات الشعبية الصينية، كالصليب الاحمر الصينية، التي قدمت مؤخرا “مستشفى متنقلا” الى جمعية الهلال الاحمر العراقية، للتخفيف من معاناة الشعب العراقي خصوصا في المحافظات المتضررة 
من الارهاب.
*من الملاحظ ان البضائع والسلع الصينية تتصدر في الاسواق العراقية، كم هو حجم التبادل التجاري بين البلدين؟.
- في العام الماضي وصل حجم التبادل التجاري بين العراق والصين الى 22.1 مليار دولار، وفي الشهور 9 الماضية من العام الحالي تجاوز حجم التبادل 21.5 مليار دولار، ومن المتوقع ان يرتفع ايضا، حيث ان العلاقات التجارية تعد ابرز مجالات التعاون التجاري بين العراق والصين.
اما بخصوص الاستثمارات الصينية في العراق، فقد ازدادت بمعدلات كبيرة خلال السنوات الماضية، اذ تجاوزت الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة 20 مليار دولار، وتتركز في مجالات النفط والكهرباء والبلديات والاتصالات حتى في مجال الاسمنت، لكن نأمل ان تتوسع لتشمل مجالات اخرى. 
توجد لدينا رؤية مستقبلية للاستثمارات الصينية في العراق، خصوصا في مجالات الكهرباء والتكنولوجيا واعادة الاعمار، المتمثلة بالجسور والمطارات والطرق والسكك الحديدية، بالمقابل نجري مشاورات كانت قد بدأت منذ مطلع العام الحالي، للتعاون بين الجانبين، لاسيما انها حققت تقدما ملموساً، على الرغم من وجود المشاكل الفنية. 
نعتقد بأن هذا التنسيق سيقدم دعماً مالياً كبيراً للعراق، في وقت كانت الصين قد اعلنت تقديم قروض بـ 20 مليار دولار للدول الاقليمية التي تحتاج الى اعادة الاعمار، اذ ان العراق سيحتل الصدارة بالاستفادة من هذه المبادرة.
 
*هل لدى الصين نية بالانفتاح علميا على العراق؟.
_ الاستثمار في هذا المجال، من اهم عوامل التنمية والبناء، ونحن نعمل على تعزيز التبادل العلمي بين البلدين خصوصا من خلال تقديم المساهمات لرفع كفاءات وخبرة الشباب والطلبة العراقيين، لذا نقدم من 40 الى 60 زمالة دراسية في الجامعات الصينية الى الطلبة العراقيين سنويا. 
كما نشجع الشركات والمنظمات الشعبية الصينية على تقديم المساهمات الى الجامعات العراقية، لا سيما ان احدى الشركات الصينية كانت قد انشأت مركزاً للاتصالات في جامعة بغداد، كما توجد مباحثات مع شركة صينية اخرى لانشاء مركز التدريب في مجال الكهرباء في الجامعة نفسها. فتستعد الشركات الصينية لتقديم فرص أكثر للتدريبات الفنية إلى الكوادر العراقيين.
 
*ماذا عن التبادل الثقافي بين العراق والصين؟.
_بالتزامن مع تحسن الوضع الامني في العراق، تشهد العلاقات بين البلدين، تواصلا كبيراً في مجال الثقافة والسياحة والاثار، حيث اجرى وزير الثقافة والسياحة والاثار العراقي السابق ووكيل الوزارة زيارات عدة الى الصين لمناقشة كيفية المحافظة على التراث وصيانة المخطوطات وتبادل الفعاليات والانشطة الفنية والثقافية بين البلدين. كما استقبلت وفد شبكة الاعلام العراقي، وتم الاتفاق على تقديم مسلسلات صينية الى شاشة العراقية، كما وجهنا دعوة لشبكة الاعلام العراقي لارسال وفد الى الصين للتبادل المعرفي والثقافي وتعزيز التعاون ونعتقد ان هناك فرصاً واعدة.
اقدر شبكة الاعلام العراقي خصوصا جريدة “الصباح” وانا من قرائها، وحسب اطلاعي فان الجريدة تقدم الاخبار بأسلوب مهني دون الانحياز الى اي طرف، وتنطلق من المبادئ الوطنية، كما تحرص على ادامة الامن والاستقرار وتحقيق المصالحة الوطنية، لذلك نقدر عملكم ونحن مستعدون للتواصل معكم وتشجيع الاعلام الصيني للقيام بتواصل اكبر.
 
*هل هناك حركة لترجمة الكتب الصينية الى اللغة العربية او بالعكس؟.
_الجانب الصيني يبذل حاليا جهودا لترجمة الكتب الصينية الى العربية وترجمة الكتب العربية الى اللغة الصينية وتحققت بعض المنجزات بهذا المجال، ويوجد حاليا منتدى للتعاون بين الصين والدول العربية، كما ان الحكومة الصينية قدمت دعما الى بعض الجامعات في الصين من اجل ترجمة الكتب العربية المهمة، لكن لا يزال العمل محدوداً، ونأمل في المستقبل ان يقرأ الصينيون الكتب العربية خصوصا العائدة لكتاب عراقيين بمعدلات اكبر، لا سيما ان الادب والثقافة العراقية محبوبان ان لدى الشعب الصيني، كما ان الاساتذة العراقيين محترمون في الصين.
اود ان اذكر، أني رشحت مؤخرا استاذاً عراقياً مختصاً باللغة العربية ليكون تدريسيا في احدى الجامعات الصينية، لا سيما ان هذا الاستاذ محبوب وله سمعة علمية جيدة.
 
*هل سنرى مركزاً ثقافياً صينياً في بغداد قريبا؟
- الكثير من الاصدقاء العراقيين تحدثوا عن هذا الموضوع، واشكر النية الحسنة منهم وهذه الاقتراحات تدل على حب الشعب العراقي للثقافة الصينية، 
وانا بدوري سأنقلها الى الجهات المختصة، ونعتقد ان هذا المركز سينشأ مستقبلا في بغداد باعتبارها من اهم العواصم الثقافية في المنطقة وانشاء هذا المركز امر 
ضروري.
*يشكو بعض العراقيين وجود صعوبة في الحصول على الفيزا الى الصين، ما سبب ذلك؟.
- نعم .. تصلني شكاوى كثيرة بهذا الخصوص والسبب الرئيس يعود لضيق المكان في السفارة وقلة اعداد الموظفين، انا بدوري اقدم اعتذاري عن ذلك، بالمقابل نعمل على تقديم اقصى الجهود والتسهيلات من اجل منح اكبر عدد من سمات الدخول الى العراقيين، حيث تمنح سنويا اكثر من 20 الف تأشيرة، كما اتخذنا بعض الاجراءات الجديدة من اجل تلبية الطلبات المتزايدة.
 
* ماذا عن طريق الحرير ودور العراق فيه؟.
- هذا الطريق التاريخي الرابط بين الصين والشعوب الاخرى هذه المنطقة، خصوصا العراق يعود الى القرن السابع، الان الجانب الصيني طرح المبادرة لبناء طريق الحرير الجديد لزيادة التعاون، ولدينا خمسة اهداف من انشائه، وهي التواصل السياسي وتأهيل البنى التحتية وتعظيم العلاقات التجارية والمالية والاجتماعية، من خلال التشاور المستمر والتشارك في البناء وتقاسم الارباح.
وفي هذا الإطار تدعم الصين دول المنطقة  لانشاء شبكة طرق وسكك حديد ومطارات وموانئ ناهيك عن انشاء مصانع مشتركة.
 
*هل ستنافس السيارات الصينية نظيراتها اليابانية والكورية في السوق العراقية؟.
- في مجال صنع السيارات الصينية، هناك تطور كبير، كما ان تلك الصناعات دخلت في السنوات الاخيرة الى العراق بقوة لكن في المستقبل نتطلع ونعمل على انشاء مصانع مشتركة مع العراق من اجل انتاج السيارات بأعداد اكثر وبكفاءة افضل.