أوروبا تشرع بخروج حذر من العزل

من القضاء 2020/04/27
...

جنيف/ ا ف ب
يستعد الأوروبيون لبدء تنفيذ أولى خطوات الخروج من العزل، إذ إلى جانب فتح سويسرا لأبواب متاجرها، عاد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى ممارسة عمله، لكنَّ المعركة مع فيروس كورونا المستجد لم تنتهِ بانتظار إيجاد لقاح أو علاج ملائم. 
3 ملايين مصاب
وحتى الآن، تخطت الوفيات الناجمة عن الفيروس 200 ألف، وعدد المصابين به ثلاثة ملايين حول العالم، لكنَّ تفشي الوباء ووفياته بدأ بالاستقرار في الدول الأوروبية الأربع الأكثر تضرراً منه. وسجلت تلك الدول الأحد انخفاضاً ملحوظاً بعدد الوفيات اليومية، فقد سجلت إسبانيا 288 وفاة، وإيطاليا 260 وفاةً، وفرنسا 242 وفاة، بينما توفي 413 شخصاً في مستشفيات المملكة المتحدة وهي الحصيلة الأدنى منذ أواخر آذار. 
أما الولايات المتحدة، وهي البلد الأكثر تضرراً في العالم من الوباء على مستوى الإصابات والوفيات، فقد سجلت مساء الأحد 1330 وفاة إضافية خلال 24 ساعة. 
الحلاقون في سويسرا
بات بإمكان السويسريين زيارة مصففي الشعر مع فتح بعض المتاجر الاثنين الفائت. 
وبشرط احترام التدابير الصحية، سمح للحلاقين والمعالجين الفيزيائيين والأطباء وصالات التدليك ومحال الزهور ومعدات الحدائق، وكذلك دور الحضانة، باستئناف أنشطتها في سويسرا. 
وفي إسبانيا، سمح للأطفال اعتباراً من الاثنين الخروج من بيوتهم بعد ستة أسابيع من الحجر واللعب في الخارج، لكن وسط قيود تفرض عدم التقارب. في لندن، عاد بوريس جونسون الذي أصيب بالفيروس، إلى العمل الاثنين الفائت، في خطوة ينتظرها البريطانيون بشدة، لمعرفة مشاريع رئيس وزرائهم بشأن دعم الاقتصاد والخروج من العزل. 
تقدم الحكومة الإسبانية بدورها اليوم الثلاثاء خطتها لتخفيف تدابير العزل الذي مدد حتى 9 أيار، يتوقع أن يبدأ تنفيذها منتصف أيار. 
يكشف رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب في اليوم نفسه عن «الستراتيجية الوطنية لخطة رفع العزل»، التي يفترض أن تبدأ في 11 أيار خصوصاً مع فتح تدريجي لكن مثير للجدل للمدارس.  
ويفترض أن تعلن إيطاليا أيضاً مطلع الأسبوع عن الإجراءات التي تخطط لاتخاذها اعتباراً من 4 أيار. لكن المدارس في هذا البلد تبقى مغلقة حتى أيلول. 
في النرويج، فتحت المدارس أبوابها الاثنين. وحان دور الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ست وعشر سنوات ليعودوا إلى مقاعدهم، بعد أسبوع من فتح الحضانات، لكن الصفوف ستضم 15 تلميذاً فقط. 
في الصين التي ظهر فيها الفيروس أواخر العام الماضي، عاد طلاب الثانويات والجامعات الاثنين إلى صفوفهم، وسط قيود مشددة مثل فرض ارتداء الأقنعة وقياس الحرارة، في بكين وشنغهاي، بعد أربعة أشهر من الغياب. 
وقالت الطالبة هانغ هوان البالغة من العمر 18 عاماً من أمام ثانوية شينجينغلون في شرق العاصمة الصينية «أنا سعيدة، لم أرَ زملائي في الصف منذ وقت طويل»، مضيفةً لفرانس برس «اشتقت إليهم كثيراً».
وسمح فقط لطلاب المرحلة النهائية في الثانوية في بكين العودة إلى الدراسة للتحضير لامتحانات الدخول إلى الجامعة. 
وكانت المدارس أغلقت أبوابها في مختلف انحاء البلاد منذ كانون الثاني. لكن تمكنت الصين من السيطرة على المرض مذاك، بعدما سجلت 4633 وفاة وفق الأرقام الرسمية. مع ذلك، تخشى السلطات موجة جديدة من الإصابات «المستوردة»، غالبيتها لصينيين عائدين إلى البلاد. 
 
لا مؤتمر صحافيا لترامب
لم يعقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد مؤتمره الصحافي اليومي بشأن الفيروس، بعدما أثار السخرية بتوصياته حقن المعقمات في أجساد المرضى، التي قال لاحقاً إنها جاءت في إطار المزاح. 
واكتفى ترامب بانتقاد وسائل الإعلام عبر تويتر، قائلاً «تجهد وسائل الإعلام على خلق انطباع بالفوضى».
وتستعد الولايات المتحدة أيضاً لاستئناف بعض الأنشطة الاقتصادية، كما في ولاية نيويورك، حيث يمكن لبعض الأنشطة التصنيعية وأعمال البناء أن تبدأ بعد 15 أيار. 
ويحاول العاملون في «شاحنات الطعام» في البلاد البحث عن الزبائن المحجورين ليتمكنوا من الاستمرار. 
وتقول إليز بلايك أستاذة الموسيقى البالغة من العمر 37 عاماً «نحب أن نطبخ، لكننا نشتاق إلى تعددية المطاعم في المدينة، لذا نخاطر قليلاً»، وذلك فيما كانت تستعد لتسلم طلبيتها من «ديرتي ساوث ديلي»، شاحنة طعام حطت في بروكلاند في شمال شرق العاصمة الأميركية. 
 
أميركا اللاتينية
في أنحاء أخرى من العالم، تبدو العودة إلى الحياة الطبيعية بعيدة. ففي البيرو، أعرب الرئيس مارتن فيزكارا عن استيائه من تشكل الطوابير الطويلة من دون احترام تدابير التباعد الاجتماعي. 
وقال في فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي «بدا كأننا في يوم سبت احتفالي»، مضيفاً «لم ندرك بعد فعلاً حجم المشكلة». ويفترض  أن يستمر الحجر الصحي في البيرو، التي سجلت 728 وفاة، حتى العاشر من أيار، مع حظر تجول ليلي وإغلاق للحدود.
في البرازيل، أطلق الزعيم القبلي راوني، الذي يعد رمزاً في مكافحة إزالة الغابات في الأمازون، نداء لطلب مساعدات بهدف دعم السكان الأصليين العرضة للتضرر بشكل خاص من الفيروسات والأوبئة مثل كوفيد - 19. 
ويدخل العالم الإسلامي يومه الرابع من الصوم الاثنين، من دون السماح بالصلوات الجماعية، أو مشاركة الإفطار، فالمساجد أغلقت أبوابها، والتجمعات العائلية محظورة. 
لكن يخشى أن يؤدي خرق تلك التدابير إلى قفزة في تفشي الفيروس من جديد، لا سيما في باكستان، حيث تجمع المصلون في المساجد متجاهلين التوصيات الصحية. 
خففت السعودية من جهتها جزئياً من حظر التجوال العام، باستثناء مكة المكرمة. 
في لبنان، تجاهل متظاهرون حظر التجول، وجالوا الطرقات مساء الأحد تنديداً بتدهور الوضع الاقتصادي.