علي بدر: أخرتُ زواجي كي لا أخسرَ فني

الصفحة الاخيرة 2018/12/24
...

 
بغداد / سامر المشعل 
 
استطاع الملحن علي بدر ان يتواصل ابداعيا مع العديد من الاجيال، فقد غنى له الفنان الكبير سعدي الحلي وحميد منصور وياس خضر وماجد المهندس واسماعيل الفروه جي ومحمد عبد الجبار وحاتم العراقي وحسام الرسام وقاسم السلطان واخرون فضلا عن المطربين العرب. وظل يواصل نجاحه على مدى ربع قرن، حتى شكل له حضورا ابداعيا يحظى بالاحترام والتقدير على صعيد الساحة العراقية والعربية، من خلال ألحان عبرت جماليا وذوقيا عن امكانياته الفنية باغان استطاعت ان تمكث بالذاكرة.
واخر انثيالات موهبته اللحنية هي اغنية "حبك " التي اشترك في غناها مع المطرب اسماعيل الفروه جي والمطرب نور الزين، والتي كتب لها النجاح منذ اليوم الاول لنزولها فقد تجاوزت المليون مشاهد.. وعن فكرة الاغنية التي جمعت ثلاثة اجيال في عمل واحد، تحدث الفنان علي بدر لجريدة الصباح قائلا :" الاغنية صارت عن طريق المصادفة من دون تخطيط مسبق، فقد كنت مدعوا على العشاء عند الفنان اسماعيل الفروه جي، وبعد الانتهاء من العشاء سألني الى اين انت ذاهب؟.. قلت له الى الاستوديو في قناة الريماس، فرافقني لرؤية المخرج رأفت البدر، وعند وصولنا استقبله المطرب نور الزين وابدى اعجابه وفرحه بلقاء الفنان اسماعيل الفروه جي، وابدى رغبته بعمل مشترك معه، ولا اخفيك ان الفروه جي يتردد من الغناء مع الجيل الجديد، وعندما حضر المخرج رأفت البدر تبلورت الفكرة واقترح ان نقدم عملا مشتركا نحن الثلاثة والعمل يكون من الحاني، عملت اللحن بحيث يكون محافظا على شخصية الفروه جي من خلال "ماكس" يمزج اغنية الفروه جي المعروفة " من كان يصدق" بأغنية شبابية، بلون جديد وخلال ثلاث ساعات تم العمل وتفاعل المخرج رأفت البدر مع العمل فأتى بالمصور وانجز اخراج الاغنية، فظهرت بخلطة جميلة احبها الجمهور وكانت هذه الاغنية جسرا للتواصل بين ثلاثة اجيال، فالفروه جي من جيل الثمانينيات وانا من جيل التسعينيات ونور الزين من الجيل الحديث، والحمد لله نجح العمل منذ اليوم الاول واجتازت مشاهدات الاغنية المليون مشاهدة.
 
الحواجز بين الاجيال
وعن السر في تواصل الفنان علي بدر بين الاجيال.. بين انه يتقرب من الشباب ويحاول ان لا يشعرهم ان لديه منجز كبير ويقول"بعضهم يتخوف مني، لكنني اذوب هذه الفوارق واحسسه اني اسمع له وانا فعلا اتابع كل النتاجات الجديدة واعطي ملاحظاتي واختلط بهم، لذلك يتشجعوا ويطلبوا مني ان الحن لهم".
ويشير بدر الى ان هناك حواجز بين الاجيال، فعندما جئنا كانت هناك فجوة بيننا والجيل الذي سبقنا، طالب القره غولي لم يكن يستوعبني، الا انني اخذت اتقرب منه، وافرض نفسي عليه، حتى سمعني واقتنع بي، كل جيل يعتبر نفسه بعيد عن الجيل الجديد، باستثناء الفنان الراحل عباس جميل كان قريب من الجميع.
اما بخصوص الاعلام الذي نراه لا يتناسب مع قيمة وعطاء بعض الفنانين يقول " انا ليست لدي مؤسسة خاصة بي مثل بقية الفنانين الذين يمتلكون قنوات تلفزيونية أو قناة على اليوتيوب، انا اعمل لحن لمطرب وهو الذي يسوق الاغنية، وعندما عملنا الاغنية المشتركة بين نور الزين واسماعيل الفروه جي قلت لهم لا تروجوا للاغنية، فاستغربوا.. ما السبب؟ قلت لهم .. اريد العمل يصل الى الناس مثل ماهو بمشاهدات حقيقية. ويؤكد هناك جمهور يبحث عن أغنية، وهناك أغنية تبحث عن الجمهور.
 
الفن قبل الزواج
وفيما يخص الزواج سالنا الفنان علي بدر متى ترتبط ؟ أجابنا والابتسامة تعلو وجهه.. اتمنى الاستقرار كأنسان لكن كفنان اتخوف ان يحد الزواج من عملية الابداع عندي، سيما هناك فنانين الزواج قيدهم ابداعيا، انا اخرت زواجي، حتى لا اخسر الفن.
واضاف بدر.. حبي للفن أكثر من نفسي ومرات اعمل وانا مريض، في احد المرات كنت في الاستديو ويعصرني الم قوي في معدتي، وانا ماسك بطني واغني مع الكورال، والذين يعملون معي يقولون لي، لنؤجل العمل صحتك اهم، لكنني اصر على اكمال العمل.
ويشخص المطرب والملحن علي بدر ان هناك ازمة نص في الاغنية العراقية، تكمن في سطحية ما يكتبه الشاعر، فالشاعر لا يكتب بوعي، فالمفردة تخرج من الاستديو الى اسماع الناس، في ظل جو غابت فيه المؤسسات الرقابية مثل نقابة الفنانين.
يرى بدر ان الاغنية العراقية الان هي في صدارة الغناء العربي، وان العرب بدأو يتعرفون على اللهجة العراقية، وهناك فنانين وملحنين يعملون بشكل مبدع لتطوير الاغنية العراقية بما ينسجم ومتغيرات العصر، وقدموا فن عراقي نفخر به عالميا، وصار العالم يحب ويتحسس حتى غنائنا الشعبي وما يعرف بغناء " العراضات" الموجودة بالريف العراقي.
وعن جديده فهناك العديد من الاغاني التي سيقدمها بدر الى عدد من المطربين في العام الجديد ومنهم: الفنان حاتم العراقي وحسام الرسام ومحمد عبد الجبار وستار سعد وغيرهم بالاضافة الى أغنية جديدة سيقدمها بدر بصوته مع مطلع العام الجديد، وأغاني اخرى سيقدمها
 تباعا.