النشرات الضوئيَّة لمساجد تركيا تُرسل رسائل للصائمين

اسرة ومجتمع 2020/05/03
...

ترجمة: شيماء ميران
من العادات التقليدية في تركيا استخدام نشرات الانارة الضوئية التي تُعلق بين منارات المساجد اثناء أداء الصلوات في ليالي شهر رمضان الفضيل، اما اليوم فهي وسيلة لإرسال رسائل تحث الاتراك على البقاء في منازلهم بسبب محاربة بلادهم لجائحة فيروس 
كورونا.
هذا التقليد الفريد من نوعه في تركيا والمُتبع منذ مئات السنين والمعروف باسم (المحيا)، يتم عن طريق تعليق رسائل تعبدية باستخدام مصابيح النشرات الضوئية المتدلية من المنارات المرتفعة لمساجد الحقبة العثمانية في  اسطنبول.
ويُشرف على هذه العملية مجموعة من الاساتذة في مجال الفن، من خلال تنفيذ تصاميم معدة مسبقا إذ يقومون بتعليق المصابيح على اسلاك بترتيب معين يوضح الرسالة المطلوبة، قبل لفها على الحبال وتعليقها بين منارات المسجد باستخدام البكرة.
وعادةُ ما تعلن الاضواء المتدلية بين المنارات عن رسائل دينية بأحرف ضخمة لتكون مرئية من بعيد، المقصود منها مكافأة وإلهام المؤمن الذي امضى ساعات نهاره بالصيام.
أما خلال هذا العام ومع ذروة تفشي جائحة فيروس كورونا في تركيا عند بداية صيام شهر رمضان فيبدو ان الرسائل مختلفة.
يرتدي كهرمان يلدز، وهو أحد آخر الخبراء المتبقين في هذا الفن، القناع لاول مرة في مسيرة عمله الطويلة، وهو يقوم بتعليق الاضواء بين منارتي مسجد عثماني يعود بناؤه الى اربعمئة عام في منطقة فاتح في اسطنبول. 
واثناء تعليقه لسلسلة المصابيح التي تُقرأ (الحياة ملائمة في المنزل) يقول يلدز: «لقد كنا نبعث رسائل دينية لطيفة خلال شهر رمضان، لكن خلال هذا الشهر حدث شيء مختلف بسبب هذه الجائحة، واصبحنا نتشارك مع آخرين رسائل متعلقة بذلك».
بعدها بدأ يلدز بتعليق المصابيح، الواحد تلو الاخر، على حبل بين المنارتين بمساعدة زميله، وكانا ملتزمين بقوانين التباعد الاجتماعي في المدينة التي تحملت وطأة حالات الاصابة المؤكدة بفيروس كورونا في تركيا والبالغ عددها 112 ألفاً. 
تُضاء أنوار هذه النشرات الضوئية كل مساء خلال شهر رمضان عند موعد آذان المغرب لتعلن نهاية صيام النهار.
يقول مدير عام المؤسسات برهان ارسوي: “لقد كانت اضواء المحيا وعلى مدى قرون تبعث برسائل جميلة تتضمن مقتبسات من آيات القران. لكن هذا العام وللمرة الاولى نعلق نشرات المحيا الضوئية لكي تبعث رسائل تهدف الى حماية صحتنا”. واعطى ارسوي بعض الأمثلة لهذه الرسائل منها (كن مسؤولا، وحافظ على صحتك)، و(ابق في المنزل لكي تبقى بصحة جيدة).
 
* عن يو اس نيوز