(إنها لغتي) رسالة تواصلية مع الجميع

ثقافة شعبية 2020/05/03
...

 صباح محسن كاظم
 
الشعر الشعبي العربيّ له خصوصية التفاعل لدى المتلقي بشكل عام، فهو خطاب، ورسالة، تواصلية مع الجميع، ومفهوم لدى المتلقي العام لا الخاص النخبوي، الذي يهرب من النص الغامض المعاصر بالأدب الحديث، فالشعر الشعبي له مساحات كبرى  بالمتابعة هذا مالمسته بمعظم العواصم العربية، التي حصلت على دوواين لشعراء الأدب المحلي ستكون لي قراءات لها لتعريف المتذوق العراقي بهم من خلال صفحة ثقافة الشعبية التي لها متابعيها بكل مدننا الجميلة. 
وهناك إتفاق تام على أن الشعر الشعبي العراقي له متذوقوه في عموم الوطن العربي، ولهم دراية بأسماء مهمة من مظفر النواب، ابو معيشي، شمران، الگاطع، زامل سعيد فتاح… إلى إيهاب المالكي، رغم إغراق الشعر الشعبي العراقي بمفردات محلية، وحسجة تحتاج إلى تفسيرها للغير.. الشاعر التونسي "منير بن نصر" الفائز بمسابقة شاعر المليون بدبي، بديوانه (إنها لغتي) في الطبعة الثانية التي تحتوي على نصوصه العذبة (وطني، يامشتاق، تخايلت، طريق الذات، رفيق الدرب، الليل، ندى، رنّة وتر، خطرت، همس عيونها، ريم البحر، إلى كل الماضي، تفارقنا، سراب، رغم الصعاب، إلى صديقي وزمن الغياهب، لو يعطوني، رحيل).. وفي ختام الديوان كانت هناك آراء لشعراء الأدب الشعبي بالوطن العربي بتجربته، فيما كتبت مقدمة الديوان الشاعرة والقاصة فوزية العلوي ص ٥ :(( الشعر الشعر هو ذاك الذي يدلف القلب من دون استئذان منك هو ذاك الذي يحدث فيك الطربة والهزة على تعبير القدامى من النقاد، يشعرك بلذاذة واريحية بدون أن تعرف بالضرورة من أين نبعت؟ هل هي من الوزن؟ أم من الصورة؟ أم من المعنى؟ أم من حسن انتقاء
 اللفظ؟ 
أم من هذا كله وقد اجتمع؟)) ((ويحاول منير ابن نصر أن يقول ذاته في شعره كما يقول الوطن والوجود فهو بين أشعار وجدانية مفعمة بصور شفافة)).. فيما كتب توطئة لديوانه ص٩  ذكر فيها :((..... والشعر لاتعنيه اللهجات بقدر ماتعنيه مفارقة الكلمة عن الشيء فالمعلقات كتبت بلهجة عامية وتطورت لتصبح فصحى بقواعدها التي هي مستوى من مستويات العربية وهو الشأن نفسه بالنسبة إلى عاميتنا 
المعاصرة…..)) 
في هذا الديوان وجدت سياحة تونسية بمرابع الوطن الجميل، وروح عربيّة وثابة للحريّة،  ابو القاسم الشبابي وروح الثورة، ونزار قباني بالافتنان بجمال الإنوثة، ومظفر النواب بحب الوطن نصوص منير التي فازت بجائزة المليون كتبها بإسلوب السهل الممتنع، يقتبس صوّر تلك النصوص من بيئته.. كما في نصه وطني ص١٢:
يا وطن لاتحزن على هالحال 
         واتضيع في درب الحياة  واتمل
ياوطن مهما صارفيك ارجال
           بيهم تخطّى الوقت حتى اتطل
شمس التحدي ونرسمك موال
              واقول شعري والقوافل اتهل
في نصه العاطفي الغارق بمفاتن حبيبته، ولغة الرموش،يثيره البوح، وهمس العشق الذي  يعيش بوجدانه مُعبراً عنها بنص "همس عيونها" ص ٥٦
برموش همس عيونها
غطّتني… 
وبديت نحلم… من مكان بعيد 
ووليّت نعلم... مكان عندي علم 
ساكن جناح الليل 
 
   دأب الشاعر بمعظم نصوصه بكتابة السطرين الصدر والعجز، فكل شعب لديه طريقته بالشعر الشعبي، والزجل، والموال، كما لدينا الابوذية والحسجة التي تميز أدبنا الشعبي في مخاطبة الوجدان وأوجاع الروح.. وفي نصه رحيل ص ٨٧:
 
لاعيد لا عيّدت لايعنيني
والدّمع مالي عيني 
  اللي نعرضه ياصاحبي ايعزّيني