كورونا «أسوأ» من بيرل هاربور بالنسبة لترامب.. وفرنسا تتهيأ لرفع العزل

بانوراما 2020/05/08
...


باريس/ أ ف ب
 
كشفت فرنسا أمس الخميس عن الجزء الأخير من خطتها لرفع العزل بعد شهرين من فرض قيود هادفة لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد الذي اعتبره الرئيس الأميركي دونالد ترامب «أسوأ» من هجوم بيرل هاربور وهجمات 11 أيلول 2001.
 

رقم قياسي
في الوقت نفسه أعلنت روسيا أمس الخميس أنها سجلت رقماً قياسياً جديداً في عدد الإصابات بالفيروس بلغ 11 ألفاً و231، بينما ما زال عدد الوفيات منخفضا وبلغ 88 خلال 24 ساعة، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 1625.
من جهتها، وجهت الأمم المتحدة أمس الخميس نداءً جديداً لجمع 4,7 مليارات دولار من الأموال «لحماية ملايين الأرواح والحد من تفشي فيروس كورونا المستجد في دول هشة».
وكان رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب أكد أنَّ عملية العزل ستتم بشكل «تدريجي» و»على مراحل».
وقدم الشروط اللازمة لإعادة فتح الحضانات والمدارس الابتدائية، واستئناف العمل بوسائل النقل العام، وفي الشركات، والسماح بالتنقل لمسافة تصل إلى 100 كلم.
 
بيرل هاربور
في الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضرراً من الوباء في العالم مع أكثر من 73 ألف وفاة، اعتبر ترامب الجائحة «أسوأ» من هجوم بيرل هاربور وهجمات 11 أيلول.
وأعلن الرئيس الأميركي «هذا أسوأ هجوم تواجهه بلادنا على الإطلاق. أسوأ من بيرل هاربور»، وهو الهجوم الياباني المفاجئ ضد قاعدة عسكرية أميركية في هاواي عام 1941، دفع الولايات المتحدة إلى دخول الحرب العالمية الثانية.
وأضاف ترامب «أسوأ من برج التجاري العالمي»، في إشارة إلى هجمات 11 أيلول 2001 التي أسفرت عن مقتل نحوثلاثة آلاف شخص.
وكرر ترامب مهاجمته للصين التي ظهر فيها الفيروس في كانون الأول الماضي، معتبراً أن «ذلك ما كان يجب أن يحصل على الإطلاق».
وأكد من جانبه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من جديد حيازته على «أدلة مهمة» تثبت أن (كوفيد - 19) انتشر من مختبر في ووهان في وسط الصين، برغم إقراره أنه ليس «متيقنا» من ذلك.
 
تهم أميركية
رفضت بكين بشكل حازم التهم الأميركية وكذلك اقتراح إجراء تحقيق دولي قدمته واشنطن وتدعمه عدة دول غربية.
وأسفر الوباء حتى الآن عن وفاة 260 ألف شخص في العالم وأرغم أكثر من نصف البشرية على البقاء في المنزل.
بعد الولايات المتحدة، تسجل المملكة المتحدة أعلى عدد وفيات (30076)، تليها إيطاليا (29684)، وإسبانيا (25857) وفرنسا (25809).
في نيويورك، وللمرة الأولى منذ عام 1904، أوقف مترو «المدينة التي لا تنام أبداً» لغرض تعقميه خلال الليل.
ويرى المرشد السياحي غاري دينيس النيويوركي العاشق لمدينته ومحطات قطارات الأنفاق فيها الـ420، أن تلك السكك الرمادية هي مقياس الحياة في هذه المدينة. وأضاف هذا الرجل البالغ من العمر 59 عاماً «بدون المترو، تموت نيويورك».
 
أوروبا.. تحت السيطرة
في الأثناء، يبدو أن الوباء في أوروبا بات تحت السيطرة. وبدأت القارة التي تعدّ أكبر عدد وفيات، منذ نحو أسبوعين خروجاً حذراً من العزل.
وأعطت ألمانيا الضوء الأخضر لاستئناف البونديسليغا بعد شهرين من التوقف، بسبب فيروس كورونا المستجد الذي أجبر الرياضية العالمية على وقف أنشطتها. وسيكون ذلك أول دوري كبير لكرة القدم يعاد عقده لكن دون جمهور.
وبينما أعلنت فرنسا إنهاء موسمها الكروي، تأمل إيطاليا وإسبانيا وإنكلترا استئناف مواسمها في حزيران.
وقررت برلين رفع معظم القيود التي فرضت منذ منتصف آذار، مع تمكن أول اقتصاد أوروبي من السيطرة على تفشي الوباء ومع تسجيلها أرقام جديدة للعدوى «مرضية جداً».
لكن ألمانيا ستبقي على إغلاق الحدود ومنع الجمعات الرياضية والثقافية والاحتفالية الكبرى التي تضم جمهوراً.
 
«كيف وصلنا إلى هنا؟»
في الدنمارك، تقدّر السلطات أن (كوفيد - 19) سيختفي قريباً على أراضيها بفضل تدابير العزل، لكنها لا تزال تخشى موجة إصابات ثانية.
وأعلنت بلجيكا من جهتها فتح المتاجر غير الضرورية الاثنين.
في هولندا، تفتح المقاهي والمطاعم والمتاحف اعتباراً من الأول من حزيران ، في إطار خطة رفع العزل، لكن بيوت الدعارة ستبقى مغلقة حتى أيلول، كما أعلن رسمياً رئيس الوزراء مارك روتيه.
بدوره، اعتبر رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز أن رفعا «متسرعاً» للعزل في البلاد سيكون «خطأ كبيرا وتاماً ولا يغتفر»، في حين مدد البرلمان حال الطوارئ حتى 23 أيار.
في بريطانيا، هاجم زعيم المعارضة العمالية رئيس الوزراء بوريس جونسون بطرحه تساؤلات عن سبب الارتفاع الكبير في عدد الإصابات والوفيات في البلاد.
وقال الزعيم الجديد لحزب العمال كير ستارمر «كيف وصلنا إلى هنا؟»، أمام مجلس العموم الذي جلس أعضاؤه على مسافات بعيدة، محذراً أيضاً من «الارتفاع» الكبير في عدد الوفيات داخل بيوت رعاية المسنين.
وتعهد جونسون بالكشف الأحد عن استراتيجيته لرفع العزل.
من جهة أخرى، يتوقع بنك انكلترا انخفاضا حادا في إجمالي الناتج الداخلي للمملكة المتحدة يبلغ 14 بالمئة هذه السنة بسبب الصدمة الناجمة عن انتشار فيروس كورونا المستجد، وابقى في الوقت نفسه على معدل الفائدة عند 0,1 بالمئة وهو معدل قياسي في الضعف.
لكن هذه الهيئة المالية قالت في تقريرها الفصلي إنها تتوقع انتعاشا كبيرا في 2021 يبلغ 15 بالمئة.
 
بانكسي
في الاقتصاد أيضا، توقعت منظمة السياحة العالمية تراجع عدد السياح في العالم في 2020 بين ستين وثمانين بالمئة. وأوضحت أن عدد هؤلاء السياح تراجع 22 بالمئة في الفصل الأول على مدى عام و57 بالمئة في آذار.
وتعرض قطاع السياحة للضربة الأقسى في هذه الأزمة، فهو يشغل 300 مليون شخص حول العالم، ويشكل 10 % من الناتج الإجمالي العالمي، وذلك بسبب خلو العواصم الغربية الكبرى مثل برلين وباريس ولندن ونيويورك من السياح.
بينما يعاني الاقتصاد العالمي جراء الوباء، توقعت المفوضية الأوروبية ركوداً «تاريخياً» في الاتحاد الأوروبي هذا العام، مع انخفاض قياسي بنسبة 7,7 % للناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو، قبل ارتفاع بنسبة 6,3 % عام 2021.
وأكثر الدول تضرراً هي دول جنوب الاتحاد التي تعتمد على السياحة، كاليونان، التي يتوقع أن تسجل انخفاضاً بناتجها الإجمالي بنسبة 9,7 %، وإيطاليا التي ستخسر 9,5 %، وإسبانيا التي ستسجل تراجعاً 
لاقتصادها بنسبة 9,4  %.
من جهة أخرى، عرض عمل جديد لفنان الشارع البريطاني بانكسي في مستشفى تحية للطواقم الطبية التي تحارب فيروس كورونا المستجد وسيجري بيعه في مزاد علني يعاد ريعه إلى نظام الصحة الوطني، كما أعلنت وكالة «برس أسوسييشن» للأنباء.
مقابل الأرقام الكبيرة للإصابات والوفيات في أوروبا، أعلنت جزر القمر أمس الخميس تسجيل أول وفاة بالفيروس من بين 8 إصابات مسجلة على أراضيها.