{الصحة العالميَّة} بين تهديدات ترامب ودعم بكين

بانوراما 2020/05/19
...

واشنطن/ أ ف ب
 
هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتعليق التمويل الأميركي لمنظمة الصحة العالمية بصورة دائمة، كاشفاً عن أنه يتناول، على سبيل الوقاية، عقار هيدروكسي كلوروكين المضادّ للملاريا، في وقت تظهر نتائج مشجعة للقاح تجريبي ضد فيروس كورونا المستجدّ. وكثّف ترامب انتقاداته لمنظمة الصحة العالمية بسبب إدارتها للأزمة وأمهلها مدة شهر للتوصل إلى نتائج مفيدة.
تحسينات جوهرية
وقال ترامب في تغريدة “إذا لم تلتزم منظمة الصحة العالمية إدخال تحسينات جوهرية كبيرة في غضون الثلاثين يوماً المقبلة سأحوّل تجميدي المؤقّت لتمويل الولايات المتحدة لمنظمة الصحة العالمية إلى تجميد دائم وسأعيد النظر في عضويتنا في المنظمة”.
وتسبب تفشي وباء كوفيد - 19 بأضرار هائلة في الاقتصادات العالمية الكبيرة. وتبذل الكثير من الدول جهوداً لإنعاش النشاط الاقتصادي، على غرار الاتحاد الأوروبي، إذ إنَّ باريس وبرلين اقترحتا خطة نهوض بقيمة 500 مليون يورو لمساعدة القارة العجوز في تجاوز الأزمة التاريخيَّة.
واقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن تموّل المفوضية الأوروبية هذا الدعم للنهوض الاقتصادي عبر الاقتراض من الأسواق “باسم الاتحاد الأوروبي”، قبل تحويل هذه الأموال إلى الدول الأوروبية و”القطاعات والمناطق الأكثر
 تضرراً”.
ورحّب ترامب بالتقدّم الذي حققته الشركة التي تستثمر الإدارة الأميركي فيها قرابة نصف مليار دولار وأثار صدمة بكشفه أنه يتناول عقار هيدروكسي كلوروكين المضادّ للملاريا والذي انقسم المجتمع الطبي حول مدى نجاعته في مكافحة فيروس كورونا المستجدّ. 
وأكّد ترامب للصحافيين في البيت الأبيض “أتناوله منذ نحو أسبوع ونصف، أتناول حبّة يومياً” مشيراً إلى أن أية عوارض للمرض لم تظهر عليه.
وقال إنّ تناوله هيدروكسي كلوروكين “لن يؤدّي إلى ضرر”،وفي خضمّ خصومة أميركية أوروبية حول لقاح مستقبلي، أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ من جهته، أن أي لقاح تطوره بلاده ضد كورونا المستجد سيكون “للمصلحة العالمية
 العامة”.
وجاء كلامه أثناء الجمعية السنوية لمنظمة الصحة العالمية المنعقدة عبر خدمة الفيديو، والتي كررت الولايات المتحدة خلالها انتقاداتها للمنظمة. ومن البيت الأبيض، اتهم ترامب المنظمة بأنها “دمية في يد الصين”.
وكرر ماكرون موقف الرئيس الصيني، فقال إذا تم اكتشاف لقاح، فيجب أن يكون “للمصلحة العالمية العامة، ويجب أن يتمكن الجميع من الوصول إليها”.
“التهرّب من المسؤولية”
من جانبها اتّهمت بكين الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الثلاثاء بتشويه صورة الصين والتهرّب من مسؤوليات بلاده تجاه منظمة الصحة العالمية، بعدما هدد بالانسحاب من الهيئة الأممية.
وردّ المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان أمس الثلاثاء بالقول: إن “رسالة الرئيس الأميركي المفتوحة مليئة بالتلميحات.. وتحاول استخدام أساليب مخادعة لتضليل العامة وتحقيق أهداف تشويه جهود الصين في مكافحة الفيروس والتهرّب من المسؤولية عن استجابة الولايات المتحدة التي لم تكن كافية” للوباء.
واتّهم واشنطن بمحاولة “استخدام الصين كمسألة للتهرّب من المسؤولية والمساومة على التزاماتها الدولية تجاه منظمة الصحة
 العالمية. 
هذه خطوة غير محسوبة واختارت الولايات المتحدة الهدف الخاطئ”. وقال تشاو إن الولايات المتحدة تحاول صرف الأنظار عن إجراءاتها “غير الكافية للوقاية من واحتواء” الفيروس.
 
الاتحاد الأوروبي
وفي السياق أعلنت المفوضية الأوروبية أمس الثلاثاء دعمها لمنظمة الصحة العالمية بعد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقطع تمويل بلاده نهائياً للمنظمة التي انتقدها مراراً بسبب إدارتها لأزمة فيروس
كورونا المستجدّ.
ورداً على سؤال حول تصريحات ترامب الأخيرة بشأن منظمة الصحة، قالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية فيرجيني باتو في مؤتمر صحافي “هذا وقت إظهار التضامن بدلا من توجيه أصابع الاتهام أو تقويض التعاون متعدد
 الأطراف”.
وأضافت “الاتحاد الأوروبي يدعم التعاون الدولي خلال هذه الأزمة” مشيرةً إلى أن “الجهود متعددة الأطراف هي الخيارات الوحيدة القابلة للتطبيق للفوز في هذه
 المعركة”.
 
تقييم مستقل
الى ذلك وافقت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية أمس الثلاثاء على فتح تحقيق بشأن استجابة الوكالة الأممية لتفشي فيروس كورونا المستجد في ظل تصاعد الانتقادات الأميركية لكيفية تعاطيها
مع الوباء.