تصاعد الحرب الكلامية بين واشنطن وبكين بسبب كورونا

قضايا عربية ودولية 2020/05/19
...

عواصم / وكالات 
 


بينما تقترب أعداد الإصابات بفايروس كورونا المستجد من 5 ملايين شخص حول العالم، تصاعدت الحرب الكلامية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والصين على خلفية تفشي الفايروس ودور منظمة الصحة العالمية في التصدي لهذه الجائحة والتي أمهلها ترامب مدة 30 يوماً لإجراء إصلاحات جوهرية.

وأفادت جامعة جونز هوبكنز الأميركية في آخر إحصائية أمس الثلاثاء بأن عدد الإصابات بالفايروس بلغ 4,910,710، وعدد المتعافين 1,919,151، بينما بلغت الوفيات 320,448.
في الأثناء ردت الصين على اتهامات ترامب لمنظمة الصحة العالمية بأنها تجاهلت تقارير عن انتشار فايروس كورونا الجديد في ووهان في كانون الأول 2019، وأن الرئيس الصيني شي جين بينغ ضغط على المنظمة لتقول إن الفايروس لا يشكل خطراً على الصحة في العالم.
واتهمت بكين ترامب بالتهرّب من مسؤولياته تجاه منظمة الصحة العالمية، بعدما هدد بالانسحاب من الهيئة الأممية، وأمهلها مدة شهر لإجراء إصلاحات جوهرية وإلا فإنها ستواجه بتجميد التمويل، وتعليق عضوية الولايات المتحدة فيها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان: إن ترامب يهدف إلى «تشويه صورة الصين» و»التهرّب من مسؤولياته» المرتبطة بالتزاماته حيال المنظمة.
 
مهلة ترامب
وكان دونالد ترامب أمهل منظمة الصحة العالمية، أمس الثلاثاء، 30 يوما لإجراء إصلاحات جوهرية، وأوضح في رسالة وجهها إلى المنظمة أنها تجاهلت تقارير عن انتشار فايروس كورونا الجديد في ووهان بأواخر كانون الأول الماضي، وقال إن المنظمة «نشرت معلومات مضللة عن فايروس كورونا، خاصة أنه لا ينتقل بين البشر».
وأكد ترامب أن منظمة الصحة العالمية فشلت في دعوة الصين علانية لفتح تحقيق مستقل بشأن مصدر فايروس كورونا المسبب لوباء كوفيد-19، وبحسب ترامب فإن الرئيس الصيني ضغط على المنظمة لتقول إن الفايروس لا يشكل خطرا على الصحة في العالم.
وأعلن الرئيس الأميركي في حديث صحفي بالبيت الأبيض أنه كان ينظر في تقليص التمويل السنوي لمنظمة الصحة العالمية من 450 مليون دولار حاليا إلى 40 مليون دولار، أي إلى نفس ما تقدمه الصين تقريبا، مشيرا إلى أن بكين تقدم للمنظمة 38 مليون دولار في السنة، وأضاف أنه تراجع عن هذا القرار «لأن البعض اعتبروا أنه كثير للغاية»، وقال: «إنهم – أي منظمة الصحة العالمية- دمية في يد الصين»، مضيفا أن أداء المنظمة كان «سيئا» مؤخرا.
وليست هي المرة الأولى التي ينتقد فيها ترامب منظمة الصحة العالمية على خلفية أزمة كورونا، لكنه اكتفى حتى الآن باستخدام عبارات أقل شدة.
هذا وأصدرت إدارة ترامب في وقت سابق، تعليمات إلى إدارة المخابرات في وزارة الدفاع الأميركية ووكالة المخابرات المركزية لمعرفة ما إذا كانت السلطات الصينية ومنظمة الصحة العالمية تخفي معلومات عن بداية جائحة 
«كوفيد-19».
مشروع استرالي
من جهة أخرى قالت وزارة الخارجية الصينية: إن من السابق لأوانه الشروع في إجراء تحقيق بشأن أصول وانتشار فايروس كورونا الذي تسبب بوفاة ما يزيد على 300 ألف شخص في مختلف أنحاء العالم، وقال المتحدث باسم الوزارة: إن «الغالبية العظمى من دول العالم تعتقد أن الوباء لم ينته بعد».
كما اعتبرت السفارة الصينية في أستراليا تصريحات كانبيرا بأن دعوة منظمة الصحة العالمية لإجراء تحقيق بشأن فايروس كورونا مؤخرا هو تأييد لمسعى أسترالي بمراجعة عالمية، «ليس سوى مزحة».
وقال متحدث باسم السفارة الصينية في بيان: «مشروع القرار بشأن كوفيد-19 الذي ستعتمده منظمة الصحة العالمية يختلف تماما عن اقتراح أستراليا بمراجعة عالمية مستقلة»، وأضاف «أن تدعي أن قرار منظمة الصحة العالمية تأييد لدعوة أستراليا فهذا ليس سوى مزحة».
وأظهرت وثيقة نشرتها وكالة «رويترز» أمس الثلاثاء، أن مشروع قرار دفع به الاتحاد الأوروبي وأستراليا يدعو إلى مراجعة مستقلة لأصول فايروس كورونا وانتشاره حظي بدعم 116 دولة في منظمة الصحة العالمية، وهو ما يكفي تقريبا لتمريره.
 
حصيلة الإصابات
إلى ذلك سجلت الولايات المتحدة لأول مرة منذ عدة أسابيع 759 وفاة جديدة بفايروس كورونا، وهي أقل حصيلة يومية يتم تسجيلها في هذا البلد الأكثر تضررا من تفشي الفايروس في العالم.
وبحسب آخر إحصاءات لجامعة «جونز هوبكنز»، ارتفع بذلك عدد الوفيات في الولايات المتحدة إلى 90 ألفا و309، وتجاوز مجموع عدد المصابين فيها مليونا و508 آلاف مصاب، وتماثل للشفاء حتى الآن أكثر من 283 ألف مصاب.
وتعد نيويورك الولاية الأميركية الأكثر تضررا، فهي تحتل المركز الأول في الولايات المتحدة من حيث عدد الوفيات الذي تجاوز 28 ألفا.
ووفقا لمقياس وبائي وضعه باحثون في جامعة «ماساتشوستس» من المتوقع أن تسجل الولايات المتحدة ما مجموعه 112 ألف وفاة «بكوفيد-19» بحلول حزيران المقبل.
من جانب آخر، قالت وزارة الصحة الهندية، أمس الثلاثاء: إن إجمالي الإصابات وصل إلى 101139 والوفيات إلى 3163، واستمرت الزيادة في حالات الإصابة الجديدة بمتوسط يفوق 4000 حالة يوميا على مدى الأسبوع الأخير.
وفي ألمانيا، أعلن معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية تسجيل 513 إصابة جديدة بفايروس كورونا، في تسارع لعدد الإصابات الجديدة بعد تراجع وتيرتها في الأيام الأربعة الماضية، وارتفع إجمالي الإصابات إلى 175210 
حالات.
كما سجلت العاصمة الروسية موسكو خلال الأيام الأخيرة تراجعا في عدد الإصابات الجديدة بفايروس كورونا، إذ لم تتجاوز الحصيلة اليومية للمصابين 3600 مصاب للمرة الثالثة على التوالي.
وتعد موسكو أكبر بؤرة لتفشي فايروس كورونا في روسيا، إذ بلغ إجمالي المصابين فيها نحو 150 ألفا من مجموع نحو 300 ألف إصابة تم تسجيلها في كل 
مناطق روسيا.