احتجاجــات «فلويـد» تجتــاح أميركــا وتغلــق البيــت الأبيــض

قضايا عربية ودولية 2020/05/30
...

 
 
واشنطن / وكالات 
 
تصاعدت في الأربع والعشرين ساعة الماضية وتيرة الاحتجاجات وأعمال الشغب التي تشهدها عدة ولايات أميركية منذ عدة أيام على خلفية مقتل الرجل الأسود جورج فلويد على يد الشرطة، حيث أعلن عمدة مينيابوليس بولاية مينيسوتا حظر التجوال الشامل واستدعى قوات الحرس الوطني لفرض النظام في المدينة التي احترقت فيها عشرات البنايات والأمكنة العامة، بينما قرر جهاز الخدمة السرية إغلاق البيت الأبيض بعد وصول الاحتجاجات إلى العاصمة واشنطن.
 
ووجهت السلطات في مدينة منيابوليس الأميركية تهمة القتل لأحد أفراد شرطة المدينة بعد أن ظهر في تسجيل مصور وهو يضغط بركبته على عنق رجل أسود أعزل مما تسبب في وفاته.
وبعد يوم من الواقعة، ألقت السلطات القبض على الشرطي ديريك تشوفين بتهمة القتل من الدرجة الثالثة والقتل غير العمد لتسببه في وفاة جورج فلويد (46 عاما) يوم الاثنين الماضي. وقد أقالت السلطات الشرطي وثلاثة من زملائه شاركوا في الواقعة.
وفي لقطات مصورة التقطها أحد المارة بهاتفه المحمول وانتشرت على الإنترنت على نطاق واسع، ظهر الشرطي وهو يضغط بركبته على رقبة فلويد الذي كان يحاول التنفس ويتأوه
وبعد عدة دقائق بدا فلويد بلا حراك ثم أعلنت وفاته لاحقا في أحد 
المستشفيات.
وأشعل المقطع المصور فتيل غضب يقول ناشطون في مجال الحقوق المدنية إنه يستعر منذ وقت طويل في منيابوليس وعدد من المدن في أنحاء البلاد بسبب التحيز العنصري المستمر في نظام العدالة 
الجنائية الأميركي.
ووجه المدعون في مقاطعة هينبين الاتهامات للشرطي بعد ليلة ثالثة من الحرق والنهب والتخريب أضرم فيها المحتجون النار في مركز للشرطة مما استدعى نشر الحرس الوطني للمساعدة في إعادة النظام في أكبر مدن ولاية مينيسوتا.
وقررعمدة مينيابوليس جيكوب فري فرض حظر تجوال في المدينة وينص القرار على تطبيق عقوبات تشمل الغرامة من 1000 دولار أميركي وأكثر والسجن مدة 90 يوما وما يفوق بحق مخالفي الحظر.
 
توسع الاحتجاجات
وتوسعت دائرة الاحتجاجات في أميركا لتطول ولايات جديدة أمس السبت، ففي دالاس استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق التظاهرات، كما وقعت أعمال عنف وشغب وحرق ممتلكات وعمليات نهب رافقت الاحتجاجات في: نيويورك، أتلانتا، جورجيا، ألبوكيركي، نيو مكسيكو، فونتانا، سان خوسيه، كاليفورنيا، وهيوستن
وتكساس.
في نيويورك، تجمع آلاف المحتجين عند مركز باركليز، وألقت الشرطة القبض على عشرات المحتجين في المظاهرة الضخمة التي شهدتها منطقة بروكلين.
وشارك نحو 1000 شخص في احتجاج بمدينة اتلانتنا، التي شهدت أعمال عنف، حيث اندلعت النيران في وسط المدينة قرب مقر شبكة سي.إن.إن الإخبارية.
وفي مدينة ديترويت، انضم مئات المحتجين إلى «مسيرة ضد وحشية الشرطة» خارج مقر السلامة العامة بالمدينة ورددوا «لا عدالة لا سلام».
كما اندلعت احتجاجات مماثلة في مدن دنفر، حيث تم إغلاق احدى الطرق السريعة، وفي هيوستن ولويزفيل بولاية كنتاكي، دارت اشتباكات في الوقت الذي كان عدد من السكان يطالبون بالعدالة لبريونا تايلور وهي امرأة سوداء قتلتها الشرطة داخل شقتها في آذار الماضي.
ومن المتوقع أن يكون أول ظهور لديريك تشوفين وهو الضابط المتهم بقتل جورج فلويد أمام المحكمة في مينيابوليس بتهمة القتل (غداً الاثنين)، وهو واحد من بين أربعة رجال شرطة طردوا من عملهم على إثر وفاة فلويد.
 
حديث ترامب
الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أكد انه طلب من وزارة العدل الإسراع في التحقيق الخاص بمقتل المواطن من ذوي البشرة السوداء، جورد فلويد، وقال: «أود أن أعرب عن خالص تعازينا وأعمق تعاطفنا لأسرة جورج فلويد. ما حدث هو أمر مروع للغاية».
ووصف ترامب في تغريدة مثيرة للجدل على «تويتر» المشاركين بالاحتجاجات في مينياوبوليس بأنهم «مخربون»، وتوعد بأن السلطات الفيدرالية ستأخذ الوضع تحت السيطرة، محذرا من أنه «عندما تبدأ أعمال النهب يبدأ إطلاق النار».
إلى ذلك، أصدرت قوات الخدمة السرية في الولايات المتحدة قراراً أمس السبت، بإغلاق البيت الأبيض بسبب الاحتجاجات خارج البوابات على مقتل فلويد، وقالت وسائل إعلام أميركية إنه ومع وصول المتظاهرين إلى شارع بنسلفانيا - لافاييت بارك، تم إغلاق البيت الأبيض، إضافة إلى قاعة المؤتمرات الصحفية ومكاتب الصحفيين، وأضافت أن ضباط الخدمة السرية لم يسمحوا لأحد بالخروج من البيت الأبيض.
 
انتقادات بايدن وموسكو
في السياق نفسه، قال المرشح الديمقراطي المحتمل لانتخابات الرئاسة الأميركية، جو بايدن: إن «غضب الأميركيين السود وإحباطهم وإنهاكهم لا ينكر»، مشيرا إلى أن البلاد تحتاج إلى مواجهة «جرحها العميق المفتوح» المتعلق بالعنصرية.
وتابع بايدن، في إشارة إلى ترامب: «هذا ليس وقت التغريدات الملتهبة. إنه ليس وقت التشجيع على العنف»، وأضاف: «هذه أزمة وطنية ونحتاج إلى قيادة حقيقية في الوقت الحاضر. قيادة تأتي بالجميع إلى المائدة ليكون بإمكاننا اتخاذ إجراءات لاجتثاث 
العنصرية المنظمة».
وفي أول تعليق لها على الأحداث الأميركية؛ دعت وزارة الخارجية الروسية إلى التحقيق في مقتل المواطن الأميركي جورج فلويد، وجاء في بيان للخارجية الروسية: «ندعو السلطات الأميركية لاتخاذ إجراءات جدية لتصحيح الوضع والعودة إلى تنفيذ التزاماتها الدولية وتكييف تشريعاتها مع المبادئ الأساسية للأمم المتحدة لاستخدام القوة والأسلحة النارية من قبل الأجهزة الأمنية والتحقيق في مقتل جورج فلويد».
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى في «سلسلة مظاهر التعسف والعنف غير المبرر من قبل الأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة».
وأضافت أن هناك «تراكما للمشكلات الهيكلية في مجال حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، من بينها التمييز العنصري والإثني والديني وتعسف الشرطة وتحيز منظومة العدالة وامتلاء السجون واستخدام الأسلحة النارية بلا رقابة وغيرها».
باراك اوباما
واعتبر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما من جهته، أنّ وفاة فلويد يجب ألا تُعتبر «أمرًا عاديًّا» في الولايات المتحدة. وأضاف أوّل رئيس أسود للولايات المتحدة «إذا أردنا أن يكبر أولادنا في بلد يكون على مستوى أعظم قيَمه، بإمكاننا ويجب علينا القيام 
بما هو أفضل».
وتظهر بيانات نشرتها صحيفة «واشنطن بوست»، أنّ 1014 شخصاً أسود، قتلوا على يد الشرطة في عام 2019. وتبيّن عدّة دراسات أن الأميركيين السود، أكثر عرضة لأن يقعوا ضحايا للشرطة مقارنة بالأعراق الأخرى.
وأعلنت منظّمة Mapping Police Violence غير الحكومية، في دراسة أجرتها، أنّ السود يقتلون على يد الشرطة، أكثر بثلاث مرات من البيض.