ترامب يصف الاحتجاجات في بلاده بـ «الإرهاب الداخلي»

قضايا عربية ودولية 2020/06/03
...

واشنطن/ وكالات
 

بينما تتواصل الاحتجاجات التي ترافقها أعمال عنف في معظم المدن الأميركية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في كلمة لمواطنيه، أن أعمال الشغب الحالية في الولايات المتحدة ليست مظاهرات سلمية، بل أعمال «إرهاب داخلية»، وفي وقت وصلت شرارة التظاهرات الأميركية المستمرة منذ أسبوع احتجاجا على مقتل جورج فلويد على يد الشرطة الأميركية إلى العواصم الغربية؛ قالت موسكو انه ليس من حق واشنطن بعد الآن توجيه النقد إلى أي أحد بشأن حقوق الإنسان.
 
وقال ترامب عقب تصاعد وتيرة الاحتجاجات بعد أسبوع من مقتل جورج فلويد، المواطن الأميركي من أصل إفريقي، من قبل رجل شرطة أبيض:»هذه ليست أعمال احتجاج سلمية، إنها أعمال إرهاب داخلي، إن قتل الأبرياء جريمة ضد الإنسانية وضد الرب».
ونقلت شبكة «سي إن إن» عن الرئيس الأميركي إشارته أيضا إلى أن السلطات الإقليمية والمحلية «لم تستطع حماية المدنيين من المجرمين الذين يثيرون الاضطرابات في البلاد».
ورأى ترامب أن الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة وجدت نفسها في قبضة «فوضويين محترفين، وغوغاء عنيفين، وحرق متعمد، ولصوص ومجرمين ومتمردين آخرين»، مشيرا كذلك إلى أن عددا من الولايات والحكومات المحلية لم تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المناطق السكنية.
وتابع مشدداً على أن الحكومة الاتحادية الأميركية تعتزم تعبئة جميع مواردها المدنية والعسكرية لوضع حد للاضطرابات في البلاد، وكشف ترامب أنه أوصى بأن ينشر كل حاكم ولاية في البلاد عددا كافيا من الحرس الوطني في منطقته، متوعدا بأنه «إذا رفضت مدينة أو ولاية اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أرواح وممتلكات سكانها، فسوف أقوم بنشر القوات المسلحة الأميركية وحل المشكلة بسرعة بدلا منهم».
وفي مشهد يدل على ردة فعله إزاء التقارير التي تحدثت عن اختبائه في ملجأ تحت الأرض؛ خرج الرئيس الأميركي من البيت الأبيض راجلا، وغادر ترامب البيت الأبيض ومشى متجها إلى كنيسة سانت جون في واشنطن التي سبق أن تعرضت لاعتداء الليلة الماضية. 
وحمل الرئيس الأميركي «الكتاب المقدس – الإنجيل» بينما وقف أمام الكنيسة الأسقفية قبالة البيت الأبيض، بعد جولة للحصول على فرصة لالتقاط الصور إلى جانب وزيري الدفاع والعدل.
 
إطلاق نار وانتشار قوات
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام أميركية بأن 5 أفراد من الشرطة على القل، أُصيبوا بطلقات نارية، خلال الاحتجاجات التي تشهدها عدد من المدن على خلفية مقتل الشاب جورج فلويد.
وقالت وسائل إعلام أميركية نقلا عن مصادر في الشرطة إن أحد أفراد الشرطة أُصيب بطلق ناري في رأسه خلال الاحتجاجات التي تشهدها مدينة لاس فيغاس، وفي مدينة سانت لويس بولاية ميسوري، أفادت إدارة الشرطة المحلية على «تويتر» بأن 4 من ضباط الشرطة أصيبوا بطلقات نارية خلال الاحتجاجات التي تشهدها المدينة.
في السياق نفسه، أرسلت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» وحدات من القوات المسلحة إلى منطقة العاصمة واشنطن ومدن أخرى، استعداداً للتدخل لردع الاحتجاجات المستمرة. 
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول عسكري رفيع المستوى قوله إنه تم نقل مجموعة عسكريين يخدمون في القوات المسلحة الأميركية إلى منطقة العاصمة واشنطن، إلا أنها لم تدخل بعد إلى المدينة ذاتها، بينما أوضح المصدر أن هذه الوحدات تم وضعها في حالة التأهب قصوى.
وأكد المسؤول أنه لا توجد حاليا أي وحدات من القوات المسلحة داخل حرم البيت الأبيض لضمان الأمن في ظل الاحتجاجات التي تجري أمام المقر الرئاسي.
وأفاد المصدر بإشراك كامل قوات الحرس الوطني في دائرة كولومبيا، التي تحتضن العاصمة واشنطن، كما تم استنفار عناصر الشرطة العسكرية ووحدات الهندسة في المنطقة وهم في انتظار الأوامر بالانتشار.
وذكر أنه تم إرسال عناصر لقوات الحرس الوطني من 5 ولايات إلى واشنطن لتعزيز وحداته التي تم انتشارها في المدينة حتى الآن.  
وقال المسؤول إن وزير الدفاع، مارك إسبر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة، الجنرال مارك ميلي، والمدعي العام، يليام بار، سيتابعون التطورات من مقر 
وزارة العدل.
وفي غضون ذلك أفادت قناة «CNN”، استنادا إلى 3 مصادر في البنتاغون، بأنه نقل 250 عسكريا من قاعدة فورت-بريغي بكارولينا الشمالية إلى واشنطن.
وقالت إن هذه القوات يتوقع وصولها إلى المدينة بعد عدة ساعات، مبينة أن مهامها تكمن في ضمان الأمن في شوارع العاصمة لكن من دون مساعدة الشرطة في احتجاز المشاركين في الاحتجاجات.
 
مواقف دولية
في غضون ذلك، جابت تظاهرات شارك فيها الآلاف، مدن أمستردام وباريس ولندن والمدن الكندية والاسترالية، تنديداً بالعنصرية وتضامناً مع احتجاجات
 الشعب الأميركي.
وفي المواقف الدولية؛ حث الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأميركيين على الاحتجاج بشكل سلمي، كما دعا الزعماء الأميركيين والسلطات للإنصات لهم والتحلي بضبط النفس.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، للصحفيين، “يجب الإنصات إلى المظالم، لكن يتعين التعبير عنها بطرق سلمية ويجب على السلطات أن تتحلى بضبط النفس في الرد على التظاهرات”.
وأضاف: “في الولايات المتحدة، كما هو الحال في أي بلد آخر، التنوع ثراء وليس تهديدا، لكن نجاح المجتمعات المتنوعة في أي دولة يتطلب استثمارا هائلا في الترابط الاجتماعي”.
وبخصوص اتهام الشرطة باستخدام القوة المفرطة في مواجهة المحتجين، صرح دوجاريك بأنه يتعين التحقيق في جميع الوقائع.
وأردف قائلا: “نقول دوما إن قوات الشرطة في جميع أنحاء العالم بحاجة لتلقي تدريب كاف على مراعاة حقوق الإنسان، كما أن هناك ضرورة للاستثمار في الدعم الاجتماعي والنفسي للشرطة حتى تتمكن من أداء عملها كما ينبغي”.
المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا، علقت على الاحتجاجات الأميركية بالقول: “ابتداء من أواخر أيار وأوائل حزيران 2020 تفقد الولايات المتحدة أي حق في توجيه أي ملاحظات إلى أحد في الكرة الأرضية بشأن قضايا حقوق الإنسان”.
وأضافت زاخاروفا، تعليقا على تعامل السلطات الأميركية مع المتظاهرين المشاركين في الاحتجاجات ضد العنصرية وعنف الشرطة في الولايات المتحدة: “انتهى!، بدءا من هذه اللحظة لا يوجد لديهم هذا الحق”.
أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو لي جيان، فقال: “نحن نتابع تطور الوضع المتعلق بوفاة جورج فلويد، ولدى الأميركيين من أصل إفريقي حق في الحياة ويجب حماية حقوقهم​​​. والتمييز العنصري للأقليات القومية هو مرض مزمن في المجتمع الأميركي، وقد كشف الوضع الحالي مرة أخرى عن شدة التمييز العنصري ووحشية رجال إنفاذ القانون، وضرورة حل هذه المسائل بالطريقة السلمية”.
من جانبها، قالت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، إنها شعرت “بالذعر” لوفاة الأميركي جورج فلويد، ورحبت باحتجاجات التضامن معه في البلاد، إلا انها حذرت من عدم الاستهانة بالتباعد الاجتماعي.
ولفتت أرديرن إلى أن تعامل بلادها مع هذا الهجوم أوضح أن شعب نيوزيلندا ينبذ العنصرية والكراهية، مضيفة أنها تتفهم شعور المحتجين.