{حكايات شعبيَّة من بلاد ألف ليلة وليلة»

ثقافة شعبية 2020/06/03
...

أحمد أدهم عبد الله
 
الباحث قاسم خضير عباس أحد الباحثين والدارسين للتراث الشعبي العراقي، عمل في مجلة التراث الشعبي البغدادية بداية العام 1978، حالياً يرأس تحرير المجلة منذ
2006.
صدر له في العام 2015 عن دار الشؤون الثقافية العامة كتاب (مراجع في الفولكلور) وكذلك نشر في مجلة التراث الشعبي كتابه الثاني (فهارس مجلة التراث الشعبي للفترة 1983 – 2013) ولديه كتاب جاهز للطبع يحمل عنوان (من إرث الذاكرة الشعبيَّة العراقيَّة).
وكتابه هذا (حكايات شعبية من بلاد ألف ليلة وليلة) الصادر عن دار الشؤون الثقافية العامة عام 2017 يقع في 103 صفحات تضمن (اثنتين وثلاثين حكاية شعبيَّة عراقيَّة)، كان الباحث قد سمعها وكتبها بلغة عربيَّة ميسرة ونشرها في مجلة التراث الشعبي. بعضها بأسماء رواتها وهذه المجموعة لا تمثل إلا الجزء اليسير من تراث ما زال في الذاكرة الجمعيَّة. هذه المجموعة تأتي استكمالاً لجهود الرواد الأوائل بداية القرن العشرين لتدوين الحكايات الشعبيَّة.
فقد قامت الليدي دراور بنشر مجموعة من الحكايات الشعبية العراقية جمعتها بنفسها حملت عنوان (حكايات العراق الشعبية) ليواصل الأب انستاس ماري الكرملي الاهتمام بتدوين الحكاية الشعبية، إذ دون اثنتين وخمسين حكاية بغدادية قام الدكتور داود سلوم بتحقيقها وكتابتها بالفصحى ونشرها في بغداد سنة 2010 تحمل عنوان (حكايات بغدادية)، بينما كان الأستاذ يوسف امين قصير قد نشر مجموعة حكايات شعبية بالفصحى بالرغم من أنَّ الحكاية الشعبية لا تكتب إلا باللهجة التي تروى بها حملت عنوان (الحكاية والإنسان)، ويبدو أنَّ قيام الأستاذ يوسف أمين بتدوين الحكايات بالفصحى يهدف الى إخراجها من محليتها الى عالم أوسع بإمكانه أنْ يفهم تلك الحكايات وتجري دراسات مقارنة تحدد المشتركات في ما بينها وتؤصل للإبداع الشعبي، وفي سنة 1962 قام الدكتور داود سلوم أيضاً بنشر كتابه (قصص بغدادية) تضمن خمس عشرة حكاية بغداديَّة جمعها الدكتور مع ترجمتها للألمانيَّة.
ولعلَّ أبرز كتاب اهتم بدراسة الحكاية الشعبية العراقية هو كتاب (الحكاية الشعبية العراقية) لمؤلفه الأستاذ كاظم سعد الدين الصادر ببغداد عام 1979. لقد درس المؤلف الحكاية الشعبية العراقية دراسة عامة وحدد علاقتها بالحكاية الشعبية الأجنبيَّة، ودرس تسمية الحكايات وأصولها وأنواعها وينتهي الى (يمكن عدُّ الحكاية الشعبية العراقية من أعرق الحكايات في العالم ولعلها هي المنبع الأول لأغلب الحكايات. وقد مرَّتْ بتطورات عديدة نتيجة للأحداث التي مرَّتْ على هذه البقعة والشعوب التي تداولتها منذ أيام السومريين والبابليين والأكديين والآشوريين والسبايا العبريين واليونانيين حتى ليصعب على العالم والباحث أنْ يبتَّ برأي قاطع إنْ كانت كثير من الحكايات ليست متأثرة بتراث ما بين النهرين).
بينما يختم المؤلف كتابه بإيراد نصوصِ مجموعة من الحكايات الشعبيَّة جمعها من منطقة الخالص في محافظة ديالى والكرادة الشرقيَّة ببغداد.
يذكر أنَّ الدكتور عمر الطالب والدكتور قيس كاظم الجنابي والسيدة بثينة الناصري والأستاذ ياسين النصير كانت لهم إسهامات يشار إليها في دراسة الحكاية الشعبيَّة، ولقد اشتهرت أسماء ولمعت في عالم الأدب الشعبي في العالم وتحديداً في الحكاية الشعبية منها:
(هانز اندرسن، والألمانيان الأخوان جريم اللذان نشرا مجموعة للحكايات الشعبية الالمانية عام 1812م تحت عنوان (الأطفال وحكايات البيوت) واعتبر هذا العام البداية الحقيقيَّة لظهور علم الفولكلور في أوروبا).
لقد احتلت الحكاية الشعبية مساحة كبيرة من الأدب الشعبي، إذ إنَّ أحد تعاريف الفولكلور هو الحكاية الشعبية.
إنَّ كل ما تقدم ذكره تضمنته مقدمة كتاب الباحث قاسم خضير عباس (حكايات شعبية من بلاد ألف ليلة وليلة) الذي يمثل إضافة مهمة لجهود تدوين الحكاية الشعبيَّة العراقيَّة تفيد القارئ العادي والدارس المختص.