واشنطن / وكالات
سادت حالة من الهدوء الحذر الاحتجاجات الضخمة التي تشهدها منذ أكثر من أسبوع أغلب المدن الأميركية عقب مقتل الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد على يد الشرطة، في وقت نفت وزارة الدفاع "البنتاغون" أن يكون الوزير مارك إسبر ورئيس الأركان مارك ميلي قد رفضا الإدلاء بإفادتيهما أمام مجلس النواب بشأن أوامر نشر الجيش في المدن لمواجهة الاحتجاجات، بينما نقلت وسائل الإعلام الأميركية عن مصادر رفيعة في "البنتاغون" بأن الرئيس دونالد ترامب واجه معارضة شديدة لمطالبته بنشر قوات من الجيش في واشنطن ومدن أخرى.
واحتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين في واشنطن ومدن أخرى في أنحاء الولايات المتحدة، مساء أمس الأول السبت وصباح أمس، مطالبين بوضع حد للعنصرية ولوحشية أجهزة إنفاذ القانون، مع دخول الاحتجاجات التي اندلعت عقب وفاة جورج فلويد على إثر معاملة شرطة مينيابوليس العنيفة له يومها الثاني عشر.
وخرجت تظاهرات في عدد من المدن الكبرى منها: نيويورك وأتلانتا وفلادلفيا وشيكاغو ولوس انجلوس وسان فرانسيسكو وبوسطن وميامي، إضافة الى احتجاجات شهدتها تجمعات سكانية ريفية صغيرة في أنحاء البلاد.
وسار عشرات الآلاف في مسيرات مع تقارير قليلة عن مشكلات في مشاهد كانت في أغلب الأحيان احتفالية وليست متوترة، واجتمع المتظاهرون، وهم يرتدون الأقنعة والكمامات، ودعوا إلى تغييرات أساسية في عشرات الأماكن من الساحل إلى الساحل، بينما انتظر مشيعون في ولاية كارولينا الشمالية لساعات لإلقاء نظرة على التابوت الذهبي الذي يضم جثة ابن الولاية جورج فلويد، الرجل الأسود الذي تسبب مقتله على يد شرطة مينيابوليس في تعزيز الحركة الاحتجاجية.
وشهدت واشنطن أكبر تظاهرة، حيث أغرق المتظاهرون الشوارع المغلقة أمام حركة المرور، بينما حوّل عدد من المحتجين بعضهم التقاطعات إلى صالات رقص، وعرضت خيام منصوبة وجبات خفيفة ومياه.
وسمعت أمام البيت الأبيض الذي تم تحصينه بسياج جديد وإجراءات أمنية إضافية، هتافات وصيحات في موجات.
معارضة في "البنتاغون"
إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام أميركية، أن وزيري العدل والدفاع ورئيس هيئة الأركان المشتركة عارضوا طلب الرئيس، دونالد ترامب، بنشر قوات من الجيش للسيطرة على الاحتجاجات.
ويأتي ذلك بعد طلب البيت الأبيض في بداية التظاهرات نشر 10 آلاف جندي، لكن وزير الدفاع، مارك إسبر، وافق على نشر 1600 فقط.
وفي السياق نفسه، نفى البنتاغون صحة الأنباء بشأن رفض وزير الدفاع ورئيس الأركان، مارك ميلي، الإدلاء بإفادتهما أمام مجلس النواب بشأن انتشار القوات في واشنطن.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، جوناثان هوفمان: إن إسبر وميلي "لم يرفضا الإدلاء بالإفادة أمام لجنة شؤون القوات المسلحة بمجلس النواب، مثلما نقل البعض".
وأشار هوفمان، إلى أن الفريق المختص بالشؤون القانونية للبنتاغون لا يزال يبحث الموضوع مع اللجنة في مجلس النواب بشأن طلبها، وأن البنتاغون ملتزم بأن يوفد وزير شؤون الجيش، رايان ماكارثي، ورئيس أركان القوات البرية، جيمس ماكونفيل، وقائد الحرس الوطني في واشنطن، ويليام ووكر، باطلاع اللجنة على الأمور الخاصة بانتشار الحرس الوطني في واشنطن الأسبوع المقبل.
وكان الديمقراطيون بمجلس النواب قد انتقدوا إسبر وميلي لرفضهما المثول أمام لجنة شؤون القوات المسلحة، وطالبهما رئيس اللجنة النائب الديمقراطي، آدم سميث، بذلك على خلفية تهديد الرئيس، دونالد ترامب، بنشر قوات الجيش في المدن لوقف أعمال العنف التي اندلعت مع الاحتجاجات ضد عنف الشرطة والعنصرية إثر مقتل جورج فلويد على يد الشرطة في مينيسوتا.
تقدم بايدن
من جانب آخر، أظهر استطلاع أعدته شبكة "سي إن إن" الأميركية، تفوق جو بايدن نائب الرئيس السابق، على الرئيس الحالي دونالد ترامب في سباق الانتخابات الرئاسية 2020.
وتشير أرقام الاستطلاع إلى "حصول بايدن على 51 بالمئة من أصوات الناخبين المسجلين على مستوى الولايات المتحدة، مقابل 41 بالمئة لترامب"، ما يمثل تحولا كبيرا في حجم الدعم لبايدن الذي كان يحظى بـ 48 بالمئة، مقابل 43 بالمئة لترامب في استقصاء شهر نيسان الماضي.