ميسون ستار.. صانعة القرار وفارسة الممكن

اسرة ومجتمع 2020/06/09
...

بغداد/ ذو الفقار يوسف 
 
بتواضعٍ شديد استطاعت تلك النخلة الاصيلة أن تتمركز في عالمي الرقة والقوة، فكلاهما منبع للآخر، كما السماء بقوتها والقمر ببياضه، ولانها ابنة الرافدين، نجحت في اولى خطواتها نحو نصرة بنات جنسها لتعلمهن الاصرار، وأن يكونن اضداداً للهزيمة والاستسلام، بلا ملل ولا كلل امتطت جواد الممكن لتخطي كل عقبة وضعها الزمن امامها، وتدحر الضعف والعنف والأمية.
 
ديدن الحريات
عن سر النجاح تحدثنا بأن لا عمل يمكن ان تجني ثماره ما لم تكن لديك خطة مدروسة واهداف واضحة قابلة للتحقيق بمدد زمنية ثابتة، وان خبرتها بهذا المجال اختصرت لها الكثير من الوقت وحققت لها العديد من الانجازات واحاطتها بسلسلة من العلاقات البناءة والناجحة مع افراد وجهات لديها منظومة قيمية كمنظومة 
قيمها الاجتماعية . 
وتضيف بأن حريتها فكرية وان هذا ديدنها بكل خطوة تخطوها في المجتمع على المستوى الشخصي او المهني، موضحة ان قيمة وقوة الانسان بما يقدمه للمجتمع بعيداً عن التطرف 
والعنصريَّة.
 
تحالف القرار 1325
وتوضح لنا السيدة ميسون ستار كعضوة فعالة في هذا التحالف ان من ابرز اهدافه هو زيادة اشراك المرأة في حفظ السلام وحل النزاع على جميع المستويات ودمج وجهات نظر النساء في اتفاقيات السلام وحماية المرأة من الانتهاك الجنسي 
وتجريمه . 
مؤكدة ان عملية تنفيذه الخطة الوطنية الاولى قد تعثرت بسبب قلة الموارد المالية ، اضافة الى الهجمة الشرسة التي تعرض لها البلد المتمثلة بداعش وأذنابه، الأمر الذي دعا المنظمات لتقديم خطة طوارئ لتنفيذ هذا القرار وفق ما يتلاءم مع الوضع الجديد 
والحاجات المستجدة.
 
الإلهام بداية الإبداع
الملهم هو ذلك الكائن الذي نراه شعلة لاهدافنا وهذا مارأته ميسون في امها وابيها باعتبارهم مصدراً مهما في نجاحها، اما في دخولها العمل المجتمعي والانساني فقد ترأس الهامها كل من السيدة الام تيريزا والسيدة اوبرا ونيفري، فقصص نجاحهما جعلتها تتطلع اليهما بين الحين والاخر 
دون ملل. 
وكمراقبة للانتخابات تقول ميسون بان مشاركة المرأة في صنع القرار مرحلة مهمة بالرغم من التهميش المتعمد لها، وكل امنياتنا ان يكون لفريق العمل الحالي المنتخب (9) من القضاة ومن ضمنهم امرأة واحدة فقط ، و بالرغم من وجود كفاءة وامكانية تنافس فيها المرأة الرجل بهذا المجال، الا ان نسبة ما يجب تخصيصه للمرأة 
هي 25 % على الأقل.
 
إنجازات لا حصر لها
الحديث عن الانجازات لا يمكن ان يتبناه الشخص المنجز نفسه هذا ما قالته بتواضع لكونها مسؤولة عن بناء مجتمع، فقد اسست جمعية هدفها الدعم المعنوي والمالي لاسر الشهداء، ثم تم تشكيل رابطة انصار الفضيلة التي تعنى بنشر مفاهيم الدين الاسلامي، الا ان ظهور حزب آخر يحمل الاسم نفسه، ولدواعي الاستقلالية تم تأسيس (مؤسسة خير النساء لضمان حقوق المرأة) في عام 2004، مهمتها تبني قضايا المرأة القانونية والاجتماعية، اضافة الى مد يد العون لها في الجانب المادي والنفسي.  
وتضيف بأنها توقفت عن العمل بالمؤسسة بعد نشاطات كبيرة ومتعددة لمدة 5 سنوات بسبب قلة الموارد ثم عادت للعمل المؤسساتي وبقوة اكبر سنة 2015 ، بالرغم من استمرار العمل نفسه ولكن بامكانيات محدودة جدا وبدون اسم المؤسسة، ما اجبرها على ضرورة التسجيل باسم جديد وهو ( جمعية خير النساء للاغاثة والتنمية ) ولكنها احتفظت بقلب الاسم (خير النساء)، فقد عادت للعمل بالاهداف والطموحات نفسها وباكثر شمولية، اذ تناولت جانب الاغاثة والتنمية الاجتماعية والقانونية ، اذ تم اشراك الشباب بكل خطط العمل المستقبلية، وتم تشكيل فريق تطوعي من رحم الجمعية يحمل اسم (لعراقنا نحيا) وبشعار (خلقنا لنبذل لا لنذبل) رغم ان الدعم محدود 
والتحديات صعبة. 
 
لا للمستحيل
وكعضوة مجلس ادارة بمركز الجسر للتدريب والتنمية قالت: ان التنمية لا يمكن ان تهمل لكونها مفصلا مهما وحساسا بحياة كل فرد بالمجتمع، ولا تعني او تخص فئة دون اخرى ، فلا يوجد لدينا تخصص بمجال محدد بمجال التنمية ولكن لدينا شهادة مدرب بالتنمية بمجال التفكير الستراتيجي، ومازلنا نشارك بالتدريبات التي تسهم في صقل وبناء شخصية الفرد بشكل افضل ليقول لا للا ممكن. 
اما في مجال تدريب الفتيات فتقول، تم تسليط الضوء على الفتيات بشكل اكبر، لان فيهن من القدرات والامكانيات المثيرة ان تخدم وتطور المجتمع، ونحن كجمعية لدينا برامج تدريبية متفرقة على مدار السنة، تعنى بتطوير المهارات الحياتية لهن وتوجيههن الى الطريق الصحيح، وتبني 
افكارهن المستقبليَّة. 
موضحة بأن لها العديد من النشاطات في الجانب الاغاثي وعلى مدار السنة، اضافة الى برامج توعوية للمرأة والطفل، اذ يوجد مركز دعم نفسي واجتماعي بالجمعية وبشكل طوعي، وايضاً برامج تنموية تخص الطفل، وقد شاركت بعملية مراقبة الانتخابات منذ اول عملية انتخابية لمجلس النواب ومجالس المحافظات، ولديها مشاركة في التثقيف على الدستور، وايضا برنامج توعية حول البرلمان ودوره بالمجتمع العراقي، وبرامج تمكين اقتصادي للمرأة، وكل ذلك حسب امكانياتنا المتوفرة. 
وتختم ميسون حديثها بأن المرأة العراقية لم تعط بعد فرصتها الحقيقية لأخذ دورها بعملية البناء والتغيير، لهذا نطمح ان يتم ذلك من خلال تعديل البعض من القوانين لخدمتها، ومن ابرزها قانون الاحزاب وقانون العقوبات وبعض فقرات قانون 
الاحوال الشخصية.