الأمم المتحدة تنتقد {وحشيَّة» الشرطة الأميركيَّة

قضايا عربية ودولية 2020/06/11
...

واشنطن / وكالات بروكسل / كاظم الحناوي 
 
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن وحشية الشرطة الأميركية في واقعة مقتل جورج فلويد، وراء الاحتجاجات في الولايات المتحدة والعالم، فيما شن المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية هجوماً عنيفاً على الرئيس دونالد ترامب متهماً إياه بإساءة استخدام السلطة واللجوء لنظرية المؤامرة بمواجهة الاحتجاجات الأخيرة في محاولة منه لإبعاد تهمة الممارسات العنصرية من قبل الشرطة في عموم البلاد. 

يأتي ذلك في وقت، أزالت البلديات البلجيكية تماثيل الملك الراحل ليوبولد الثاني، من الساحات، بعد تخريبه من قبل المحتجين على مقتل الأميركي جورج فلويد.
وأضاف غوتيريش في رسالة إلى موظفي الأمم المتحدة والصحفيين المعتمدين بالمنظمة الدولية في نيويورك، أن "العمل الإجرامي ووحشية الشرطة، أديا إلى الاحتجاجات الواسعة النطاق في الولايات المتحدة الأميركية، والآن في جميع أنحاء العالم".
وتابع: "نواجه تحديا عاجلا، وهو وباء العنصرية، وموقف الأمم المتحدة من العنصرية واضح جدا، وهذا البلاء ينتهك ميثاق الأمم المتحدة ويضعف قيمنا الأساسية كل يوم".
وأشار إلى قيام "مكتب الأخلاقيات التابع للأمم المتحدة بتوزيع مجموعة من توجيهات السلوك على موظفي الأمم المتحدة مؤخرا. وتلك التوجيهات لا تشير بأي شكل من الأشكال إلى أن الموظفين بالأمم المتحدة سيظلون محايدين في مواجهة العنصرية، بل على العكس من ذلك، لا يوجد حظر على التعبيرات الشخصية للتضامن أو أعمال المشاركة المدنية السلمية".‎
بدوره، هاجم المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة جو بايدن سوء استخدام السلطة من قبل ترامب، وذلك تعليقاً على تغريدة نشرها الأخير دافع فيها عن شرطيين اعتديا على متظاهر مسن خلال احتجاجات ضد العنصرية وعنف الشرطة في مدينة بافالو، مما تسبب بإصابته. 
وانتقد بايدن رئيس البلاد عبر حسابه في "تويتر"، مستخدما عبارات دينية، وقال: "لقد قال والدي إنه لا توجد خطيئة أكبر من إساءة استخدام السلطة، سواء كان ضابطا يصيب المتظاهر السلمي حتى ينزف، أو رئيسا يدافع عنه بنظرية المؤامرة التي شاهدها على شاشة التلفزيون".
واستذكر بايدن في تغريدته مارتن لوثر كينغ الابن، المناضل ضد التمييز العنصري ضد المواطنين من أصول أفريقية في الولايات المتحدة، الذي قتل عام 1968 على يد رجل أبيض، وقال: "إنني كاثوليكي مثل مارتن، ويؤكد إيماننا أنه لا يمكننا قبول لا هذا ولا ذاك".
وأعرب بايدن، عن اعتقاده بأن التمييز العنصري المنهجي، موجود في كل مكان في الولايات المتحدة، وليس فقط في هيئات الحفاظ على القانون.
وقال بايدن، الذي ضمن ترشيحه لتمثيل الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ردا على سؤال هل توجد عنصرية منهجية في هيئات حماية القانون الأميركية: "العنصرية موجودة بدون أي شك".
وأضاف: "الأمر لا يقتصر فقط على هيئات حماية وتطبيق القانون، إنه في كل مكان، في مجال السكن وكذلك التعليم. التمييز موجود في كل قطاعات نشاطنا. هذه حقيقة...هذا أمر جدي".
وشدد بايدن، على أنه "ليس كل ضباط تطبيق القانون عنصريين، يوجد رجال شرطة جيدون للغاية، لكن خلال عمل هذه المؤسسات الآن، شاهدنا الكثير من الأمثلة على هذه العنصرية".
وأكد المرشح الديمقراطي، أنه لا يؤيد الدعوة إلى تقليص تمويل الشرطة، وقال: "أنا أؤيد تقديم التمويل الفدرالي للشرطة، شريطة أن تمتثل لمعايير أساسية معينة في مجال السلوك والأخلاق".
في سياق متصل، قال وزير العدل الأميركي وليام بار، إن السلطات تعتزم اعتقال عدد من الأشخاص بتهمة تنظيم أعمال شغب خلال الاحتجاجات في الأسابيع الأخيرة في الولايات المتحدة.
وأضاف الوزير، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، تم بثها أمس الأربعاء، "جرت محاولات من جانب جماعات اليمين المتطرف، لانتحال هوية اليسار المتطرف، وتظاهر اليساري المتطرف بأنه يميني متطرف، حاول ممثلو الجانبين التحريض على العنف".
ورد وزير العدل الأميركي بالإيجاب عن سؤال عما إذا كان من المخطط اعتقال أشخاص قاموا بدور المنظمين، وقال: "لا يمكنني تحديد جدول زمني لهذه التحقيقات، ومع ذلك، أعتقد أننا نعتزم بالكامل كبح جماح هذه الجماعات".
من جانب آخر، وافق مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع على تعيين تشارلز براون جونيور، رئيسا لأركان سلاح الجو، ليصبح بذلك أول ضابط أسود في تاريخ الولايات المتحدة يقود أحد فروع القوات المسلحة الستة.
الى ذلك، أزالت البلديات البلجيكية تماثيل الملك الراحل ليوبولد الثاني، من الساحات، بعد تخريبه من قبل المحتجين على مقتل الأميركي جورج فلويد.
وقد بدأت عمليات التخريب للتماثيل في العاصمة بروكسل ومقاطعة غنت ومقاطعة إيكرين والنصب المقام امام متحف أفريقيا. وجاءت الاحتجاجات بعد مقتل جورج فلويد في اميركا والذكرى الستين لاستقلال الكونغو الذي يصادف الثلاثين من الشهر الحالي والتي قتل منها مايقرب من خمسة ملايين شخص اثناء الاحتلال البلجيكي لها.
وذكرت وكالة الانباء البلجيكية أن التماثيل قد تم نقلها بعد تشويهها من قبل المحتجين الى المستودعات، لترميمها.
وقال رئيس مقاطعة إيكرين، إن فرصة عودة النصب الى مكانها غير ممكن على الأغلب، إذ ستتم إعادة بناء الساحات التي تقف فيها التمثايل وإعادة تصميمها من دون عناوين لشخصيات جدلية.