زيارة ترامب المفاجئة.. انتقادات ودعوات لجلسة برلمانية طارئة

العراق 2018/12/28
...

بغداد / الصباح
 
أثارت الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار، جدلا كبيراً في الساحة العراقية، حيث عبّرت معظم الكتل السياسية عن رفضها وانتقادها للطريقة التي جرت بها، وعدّتها «انتهاكاً للسيادة العراقية» وأمرا «لا يتماشى مع الأعراف والتقاليد الدبلوماسية والدولية»، وبينما أعلن مكتب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، أن السلطات الاميركية اعلمت السلطات العراقية بزيارة ترامب للعراق، أشار إلى أن لقاء كان مفترضاً بين الطرفين إلا أن تبايناً بوجهات النظر حال دون ذلك، مبيناً أن عبد المهدي تلقى دعوة من ترامب لزيارة واشنطن، في وقت أعلن النائب الاول لرئيس مجلس النواب حسن كريم الكعبي أنه سيعمل بالتشاور مع هيئة رئاسة البرلمان على عقد جلسة طارئة لمناقشة زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى العراق.
 
الموقف الحكومي
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي، في بيان تلقته «الصباح»: إن «السلطات الاميركية أعلمت السلطات العراقية رغبة الرئيس الاميركي دونالد ترامب بزيارة العراق مساء يوم الـ26 من كانون الاول لتهنئة الحكومة العراقية الجديدة ولزيارة العسكريين الاميركيين ضمن قوات التحالف الدولي الداعمة للعراق في محاربة داعش»، مبينا أن «الحكومة العراقية رحبت بالطلب».
وأضاف انه «كان من المفترض أن يجرى استقبال رسمي ولقاء بين رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي والرئيس الاميركي ولكن تباينا في وجهات النظر لتنظيم اللقاء أدى الى الاستعاضة عنه بمكالمة هاتفية تناولت تطورات الاوضاع، خصوصا بعد قرار الرئيس الاميركي الانسحاب من سوريا، والتعاون المشترك لمحاربة داعش وتوفير الامن والاستقرار لشعوب وبلدان المنطقة».
وتابع المكتب في بيانه، أن «رئيس الوزراء رحب بالرئيس الأميركي بهذه الزيارة ودعاه لزيارة بغداد، كما دعا الرئيس الاميركي رئيس الوزراء لزيارة واشنطن»، لافتا الى أن «الطرفين اتفقا على الاستمرار بتوثيق العلاقات المشتركة بين البلدين»، وأكد المكتب أن «زيارة الرئيس الاميركي والسيدة الاولى شملت تهنئة العسكريين الاميركان في قاعدة عين الاسد العراقية في الانبار بمناسبة اعياد الميلاد».
وكشف مصدر مطلع عن أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي رفض لقاء الرئيس الاميركي دونالد ترامب في قاعدة عين الاسد بالانبار.وقال المصدر في حديث صحفي: إن «رئيس الوزراء عادل عبد المهدي رفض لقاء الرئيس الاميركي دونالد ترامب في قاعدة عين الاسد بالانبار»، مشيرا الى أن «عبد المهدي عد ذلك مخالفا للاعراف الدبلوماسية».
 
العمليات المشتركة
من جانبه، كشف المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول، أن قوات التحالف الدولي المتواجدة على الأراضي العراقية تعمل مع وحدات الجيش والقطاعات العسكرية العراقية بصفة مستشارين، مؤكداً أن «لا وجود لقوات أميركية على الحدود العراقية السورية».وقال رسول: إن قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، التي زارها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته السريعة إلى العراق، «تعمل ضمن إطار الاتفاق الرسمي بموافقة الحكومة والبرلمان العراقي»، وأوضح أن «القوات الأميركية الموجودة على الأراضي العراقية هي من ضمن قوات التحالف الدولي ضد داعش، وعناصرها متواجدون منذ مدة طويلة بصفة مستشارين»، نافياً في الوقت نفسه وجود أي قوات أميركية على الحدود العراقية - السورية، مبيناً أن القوات المتواجدة على طول الحدود الممتدة لنحو 650 كيلومترا، هي وحدات عسكرية مشتركة من القوات الأمنية العراقية، التي تعمل على تأمين الحدود، وسترد بقوة على أي تحرك من داخل الأراضي السورية.
 
بيان البيت الأبيض
في المقابل، كشف البيت الأبيض، عن سبب عدم عقد اللقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي خلال زيارة ترامب للعراق، وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز أن «ترامب لم يلتق رئيس الوزراء العراقي لأن إبلاغ الجانب العراقي بالزيارة جاء قبل فترة قصيرة جداً»، وأضافت انه «كان من الضروري اتخاذ إجراءات لضمان أمن الرئيس الأميركي أثناء الزيارة»، وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو سيزور بغداد في 11 كانون الثاني المقبل وسيلتقي رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي.
 
مواقف نيابية
إلى ذلك، قال النائب الأول لرئيس مجلس النواب حسن كريم الكعبي في بيان تلقته «الصباح»: إنه «سنعمل بالتشاور مع أعضاء هيئة رئاسة المجلس على عقد جلسة طارئة لمناقشة بعض الأمور المتعلقة بالبلاد وعلى وجه التحديد زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب»، وأشار الكعبي، إلى أن «هذه الزيارة تعد خرقاً للسيادة العراقية»، مضيفاً أن «زيارة الرئيس الأميركي إلى العراق تمت دون علم الحكومة العراقية».
وفي مواقف الكتل النيابية من زيارة ترامب، قال رئيس كتلة الاصلاح والاعمار النيابية صباح الساعدي في بيان: انه «مع الانتهاك الصارخ من الرئيس الاميركي دونالد ترامب لسيادة العراق ودخوله للعراق إلى قاعدة عين الأسد في الانبار وكأن العراق ولاية من ولاياته دون أي احترام لسيادة الدولة، اصبح عقد جلسة طارئة لمجلس النواب أمراً محتما لبحث هذا الانتهاك الصارخ لسيادة البلاد وإيقاف هذه التصرفات الهوجاء من ترامب الذي يجب أن يعرف حدوده»، مبينا أن «الاحتلال الاميركي للعراق انتهى»، ودعا الساعدي، رئيس الوزراء ووزير الخارجية ورئيس أركان الجيش لحضور الجلسة الطارئة.
من جانبه، قال تحالف البناء في بيان: «نستغرب من زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى قاعدة الأسد العسكرية غربي محافظ الأنبار الخارجة عن كل السياقات الدبلوماسية»، مبينا أن «زيارة ترامب انتهاك صارخ وواضح للأعراف الدبلوماسية وتُبين استهتاره وعنجهيته وتعامله الاستعلائي مع حكومة العراق وهذا الامر مرفوض جملة وتفصيلاً»، داعيا «الحكومة العراقية لرفض هذه الزيارة وإبلاغ الأمم المتحدة بها واستدعاء السفير الأميركي في بغداد على وجه السرعة»، وطالب التحالف «الأطراف السياسية جميعا بالتوحد في مطلب السيادة الوطنية ووضع حد للتواجد العسكري الأميركي المشبوه على الأرض العراقية».
رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي قال في بيان: «نعرب عن رفضنا للطريقة التي تمت فيها زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب للعراق»، مشيرا الى أن «هذه الطريقة لا تتناسب مع الاعراف الدبلوماسية»، داعيا دول الاقليم والعالم الى أن تعي ان «العراق قوي وعزيز والسيادة تصب بمصلحة الامن والاستقرار بالمنطقة 
والعالم». كما عبّر رئيس كتلة صادقون النيابية حسن سالم، عن استنكاره الشديد لزيارة ترامب، مبينا أن «تلك الزيارة ينبغي الا تمر مرور الكرام وعلى الحكومة العراقية ووزارة الخارجية ألا تقف صامتة وأن يتم اصدار بيان استهجان ورفض لتلك الزيارة غير القانونية»، داعياً مجلس النواب للتعجيل بتشريع «قانون إخراج القوات الأميركية من العراق». وأشاد امين عام حركة عصائب اهل الحق، الشيخ قيس الخزعلي، بموقف رئيس الوزراء عادل عبد المهدي «الرافض» لاستقبال الرئيس الاميركي، بينما أكد تضامنه مع عقد جلسة طائرة للبرلمان لمناقشة «خرق السيادة»، وقال الخزعلي في تغريدة له على موقع «تويتر»: «رغم عنجهية وحماقة ترامب وكشفه حقيقة أسباب التواجد العسكري الأميركي في العراق، الا اننا نشيد عاليا بموقف رئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي، عندما رفض الذهاب لاستقباله»، وأضاف، «نعلن تضامننا مع عبد المهدي، وكذلك مع مجلس النواب في عقد جلسة طارئة واتخاذ قرار عراقي وطني وشجاع».
النائب عن تحالف الفتح حامد الموسوي، قال في تصريح صحفي: إن «رئاسة البرلمان قد تدعو خلال الايام القليلة المقبلة الى عقد جلسة طارئة على خلفية دخول ترامب الى العراق خلسة وبشكل غير رسمي، واتخاذ موقف حيال ذلك».
أما النائب عن كتلة سائرون جمال فاخر، فقال: إن «زيارة ترامب الى العراق والتي جاءت دون اعلان مسبق وبشكل مفاجئ هي دليل على مدى استهتار وتكبر واشنطن»، مشددا على ان «الزيارة غير مرحب بها»، داعياً الرئاسات الثلاث إلى اتخاذ موقف رسمي منها.
المتحدث باسم حركة النجباء هاشم الموسوي، ذكر في تصريح صحفي، «ما فعله ترامب من زيارة الى العراق نعتبرها زيارة اللصوص، جاء خلسة، ودخل الى قاعدة عين الاسد، وهذا الخوف والرعب الذي عبرت عنه الادارة الاميركية بأنهم قاموا بإطفاء مصابيح الطائرة وجاؤوا خلسة ينتهك انتهاكاً واضحاً وصريحاً سيادة العراق».
القيادي في التيار الصدري حاكم الزاملي، أكد أن زيارة ترامب «خلسة» الى العراق جاءت بعد فشله عسكريا في العراق وسوريا وتراجع دوره عالميا، مبينا أن «هذه الطريقة التي قام بها ترامب انتهاك للاعراف والتقاليد الدولية وانتهاك لسيادة البلاد»، داعياً الحكومة العراقية والبرلمان إلى أن «يتم تحديد العلاقة مع الحكومة
الاميركية».
زيارة مفاجئة
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قام مساء الأربعاء الماضي بزيارة مفاجئة إلى قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار، والتقى ترامب وزوجته ميلانيا بالجنود الأميركيين في القاعدة، واحتفل معهم بمناسبة أعياد الميلاد، واستمرت زيارته 3 ساعات فقط غادر على إثرها إلى 
ألمانيا.
وأقرّ الرئيس الأميركي في مؤتمر صحفي عقده في قاعدة عين الأسد، بأنه ألغى سابقا زيارتين للعراق بسبب انكشاف أمرهما، واعترف بمخاوف أمنية و»بحزنه الشديد» لحاجته لكل هذه السرية للقاء الجنود الأميركيين هناك، ونقلت محطة «سي أن أن» عن ترامب قوله: «كانت لدي مخاوف لدى زيارتي الى قاعدة عين الاسد في الانبار العراقية»، مشيرا الى أن «مخاوفي حول مؤسسة الرئاسة وليس ما يتعلق بي شخصيا، وكذلك كانت لدي مخاوفي بشأن السيدة الأولى»، وأضاف، «إننا نقلنا بطائرة مظلمة وجميع النوافذ مغلقة بدون اضاءة على الاطلاق وكل شيء أسود»، وتعد هذه أول زيارة لترامب إلى العراق منذ تولي منصبه كرئيس للولايات المتحدة الأميركية قبل 
عامين.