الأوساط السياسية تبارك بالعيد الوطني الـ 151 للصحافة

العراق 2020/06/16
...

بغداد / الصباح / مهند عبد الوهاب
 
أشادت فعاليات سياسية وحزبية في الذكرى (151) للعيد الوطني للصحافة، بدور الاسرة الصحفية الفاعل والبارز في مواجهة الارهاب، ومشاركتها مع القوات الامنية والملاكات الطبية في مواقع الصد الاولى لمواجهة جائحة "كورونا"، وبينما استذكروا الوقفة البطولية للصحفيين الذين كانوا يرابطون على سواتر الحرب ضد الارهاب، أثنوا على قيامهم بحملات توعوية وتثقيفية في بغداد والمحافظات من اجل الحد من خطورة وباء كورونا.
 
وقال رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، في بيان تلقته "الصباح": ان "الصحافة العراقية اسهمت، عبر مسيرتها الطويلة، في الدفاع عن مصالح الشعب، ويسجل تأريخها الطويل اضاءة مشرقة لها عبر دعمها للحركات الوطنية ضد الظلم والاضطهاد الذي مورس على الشعب، ودورها في عمليات الاصلاح والتغيير".
واضاف الكاظمي: " بهذه المناسبة، نستذكر الوقفة البطولية للصحفيين الذين كانوا يرابطون في سواتر الحرب ضد الارهاب، وقدّموا  التضحيات ودوّنوا اسماءهم في سجل شرف الدفاع عن العراق ووحدة اراضيه"، مؤكدا انه " لابد من الاشارة والاشادة بالعطاء المهني للصحفيين العراقيين، والموقف المشرّف لهم في المرحلة الراهنة، المتمثل بدعم الجهد الحكومي في مواجهة جائحة كورونا، ودورهم في دعم خطوات الاصلاح والتغيير، ومحاربة التطرف، ودعم العراق موحدا من شماله الى جنوبه ".
واعرب الكاظمي عن امنياته للاسرة الصحفية بالمزيد من العطاء والتألق في ميدان العمل الصحفي، متعهدا ببذل المزيد من الجهود من اجل تعزيز حرية الرأي والتعبير، وان تبقى الصحافة منصة للحقيقة.
بدوره، أعرب رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، في تهنئة لنقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي، عن اعتزازه وتقديره لهذه المسيرة العملية التي سجلت مواقف وطنية مشرفة، فكانت ولا تزال على قدر المسؤولية في مختلف القضايا والتحديات التي تواجه بلدنا العزيز، متمنياً له وللأسرة الصحفية مزيداً من التقدم والعطاء.
في حين دعا النائب الأول لرئيس مجلس النواب، حسن كريم الكعبي، في بيان تلقته "الصباح"، الى تقديم كل الدعم والرعاية لهذه الشريحة المعطاء وذوي شهدائها الذين قدموا ارواحهم فداء للكلمة الصادقة، حتى اصبح شهداء الصحافة العراقية مثالا يحتذى به ونبراسا لكل الصحفيين في العالم من دون استثناء.
واضاف الكعبي ان الصحافة العراقية كان لها دور فاعل في بناء عراقنا الجديد، والمساهمة في تعزيز الديمقراطية الحقيقية، ونحن اليوم نفتخر بوجود سلطة رابعة فاعلة بمراقبة اداء الحكومة، وتعزيز العمل في قضايا الاصلاح السياسي والاقتصادي والخدمي والاجتماعي، مثمنا التضحيات الجسيمة للكوادر الاعلامية والصحفية في معارك التحرير والدفاع عن النصر. 
وأكد الكعبي حرص مجلس النواب على تشريع كافة القوانين التي تتعلق بالاعلام، ومنها قانون الحصول على المعلومة، والقوانين الداعمة للحركة الصحفية، وحماية هذه الشريحة وضمان حقوقها الكاملة المكفولة وفق القانون.
في غضون ذلك، قال رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، في برقية تهنئة بالمناسبة: "نتقدم بالتهنئة والتبريكات الى نقيب الصحفيين والأسرة الصحفية، بمناسبة العيد الوطني للصحافة العراقية، ونقدر عاليا دور الصحفيين وتضحياتهم للدفاع عن مصالح وحقوق وطموحات الشعب العراقي، ونجدد الدعوة الى اتخاذ جميع الاجراءات المتقدمة لحماية الصحفيين ورعاية اسر شهدائهم".
بينما دعا رئيس تيار الحكمة الوطني السيد عمار الحكيم، إلى ان "تأخذ سلطتنا الرابعة في العراق مكانتها الحقيقية، في المساهمة ببناء الوطن والذود عن قضاياه الحقة، وبث روح الامل في نفوس الشعب"، مطالباً بـ"النهوض بواقع الصحافة الوطنية والاعلام بشكل عام، مع ضمان حرية الحركة له وفرصة الحصول على المعلومة التي كفلها الدستور العراقي".
من جهتها، أكدت هيئة الحشد الشعبي، الدور الكبير للصحفيين العراقيين في مواكبة انتصارات القوات الامنية والحشد الشعبي طيلة اربع سنوات من مواجهة عصابات داعش الارهابية، داعية الى شمول شهداء وجرحى الاعلام الحربي والمراسلين الحربيين من كافة المؤسسات الاعلامية الذين استشهدوا واصيبوا وهم يغطون الانتصارات، بقوانين وامتيازات ضحايا الارهاب.
وبينما طالب وزير الثقافة والسياحة والآثار حسن ناظم، بـ"بذل مزيد من الجهود لتعزيز حرية الرأي والصحافة وتيسير عمل الصحفيين"، أكد وزير التخطيط خالد بتال النجم، "اهمية المحافظة على حرية الصحافة التي كفلها الدستور، وضمان حقوق الصحفيين، وفسح المجال أمامهم لأداء مهامهم، بوصفهم سلطة فاعلة وشريكا حقيقيا في تحقيق التنمية وخدمة المواطن". 
على صعيد ذي صلة، أشاد وزير الداخلية عثمان الغانمي، بـ"الدور الكبير للصحفيين العراقيين في مزاولة عطائهم والجهود المقدمة من قبلهم، للدفاع عن حقوق وطموحات الشعب العراقي، ودعم انتصارات العراق في حربه ضد عصابات داعش الإرهابية"، مؤكداً " اهمية التعاون التام مع الصحفيين وتسهيل مهمة عملهم وتأمين البيئة المناسبة لهم والتواصل الدائم معهم، لكونهم قدموا الكثير من التضحيات خلال مسيرتهم المعطاء، وكانت اناملهم فوهة بندقية في صدور أعداء العراق".
في حين قال وزير الدفاع جمعة عناد، ان "الصحافة العراقية سجلت منذ تأسيسها لغاية اليوم، دوراً كبيراً في الدفاع عن مصالح الشعب وحقوقه، وكان لها دور كبير في عملية الاصلاح والتغيير عبر المراحل المختلفة، من خلال تسليطها الضوء على كل ما هو سلبي ولا يتوافق مع مصلحة الشعب".
وكانت نقابة الصحفيين العراقيين قد استذكرت، في بيان بالذكرى (151) للعيد الوطني للصحافة العراقية، الخطوات الاولى لولادة صحيفة الزوراء في الخامس عشر من حزيران عام 1869، لتأخذ اسما من حبيبتهم مدينة بغداد، التي ابتدأت مع تعيين الوالي العثماني مدحت باشا على العراق، إذ جلب مدحت باشا معه مطبعة من باريس لطبع الجريدة فيها، ثم اسس بعدها مدرسة صناعية في بغداد، وكان الهدف الأساس للجريدة هو اعادة الثقة المفتقدة بين المواطن والسلطة انذاك. 
وأضاف البيان، " ويأتي الاحتفال بعيد الصحافة العراقية هذا العام متميزا، إذ اثبتت الاسرة الصحفية من خلال مسيرتها الحافلة بالتضحية والعطاء المهني، انها قادرة على ان تعيد لهذا البلد رونقه ومجده، بالكلمة الصادقة المعبرة عن ضمير المواطن ومعاناته وصدق انتمائه"، وأعلن البيان أن نقابة الصحفيين العراقيين سوف تستقبل في مقرها بكرادة مريم السادة المهنئين، وتتلقى برقيات التهنئة اعتباراً من صباح يوم الاثنين 15 /6 /2020 والايام التالية، وان النقابة تعتذر عن اقامة احتفاليتها السنوية بهذه المناسبة نتيجة للظروف الصحية القائمة.
إلى ذلك، هنأ عضو لجنة الثقافة والاثار والسياحة النيابية، بشار الكيكي، الأسرة الصحفية العراقية بعيدها الوطني، مبينا انها الاسرة التي وقفت بوجه كل التحديات وقدمت التضحيات من اجل الحفاظ على سلامة الوطن ووحدة اراضيه، وسنعمل كنواب على مساندة الاسرة الصحفية من خلال اصدار التشريعات التي تعطيها مساحة اكبر في العمل.
وقال الكيكي، في حديث لـ"الصباح": ان " الأسرة الصحفية قدمت الشهداء من اجل تحرير العراق، وكانت على الدوام في المقدمة لبناء البلد ودعم مؤسساته وترسيخ التلاحم الاجتماعي بين ابنائه"، مشيراً إلى " أن مجلس النواب يعمل على تحقيق مكاسب للصحفيين، ويدعم تحقيق ضمانات اقتصادية واجتماعية لهم تنسجم وحجم التضحيات التي قدموها".
من جانبه، عد النائب عن كتلة صادقون سعد الخزعلي الاحتفال بيوم الصحافة العراقية، بأنه يمثل الاحتفاء بالتضحيات التي قدمتها الاسرة الصحفية، من اجل ترسيخ كلمة الحق من خلال القلم والصورة، للتصدي للارهاب والعنف ونقل الحقيقة كما هي.
وأضاف الخزعلي، في حديث لـ"الصباح"، أن على الاسرة الصحفية  الحفاظ على خطاب الوحدة الوطنية ولمّ شمل العراقيين ومحاربة الفساد والمفسدين، والعمل على ترسيخ مبادئ الوحدة الوطنية، مطالباً الكتل السياسية بالعمل على دعم الاصلاحات، لأن العراق اسمى واكبر من أن ينال منه الضعفاء، وكل من سيشارك بتجزئة العراق سيكون خاسرا. 
من ناحيته، أكد النائب عن تحالف سائرون جواد حمدان، في حديث لـ"الصباح"، أن من واجب السلطة التشريعية دعم الصحافة والصحفيين، والعمل على اصدار التشريعات القانونية المهمة التي تسهم في تطوير عملهم، اضافة الى توفير الحماية ودعم امكانياتهم الاقتصادية وتوفير الحياة الكريمة لهم، متمنيا على الصحفيين الالتزام بحيادهم وعدم الانحياز إلا لمصلحة الوطن والمواطن.
بينما قال النائب ممثل الصابئة المندائية نوفل الناشئ: اننا كجهة تشريعية علينا ان نعمل على حماية شريحة الصحفيين والاعلاميين، مشيرا الى ان الصحافة العراقية وبالتضامن مع ابطال الجيش والحشد الشعبي، حققوا الانتصار في سوح المعارك ضد الإرهاب، كما في المعارك ضد الشائعات والتجهيل. 
واضاف الناشئ، لـ"الصباح"، ان على الحكومة رعاية الصحفيين والاعلاميين، من خلال اعادة النظر في التشريعات الخاصة بهم، والتاكيد على ضمان حقوقهم الاجتماعية في السكن والضمان الاجتماعي والتقاعد، اضاف الى توفير الحماية المطلوبة من الدولة لهذه الشريحة التي يعقد عليها الامل في اعادة بناء الانسان من خلال الكلمة.
بينما اشار النائب عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني ديار برواري إلى حرص النواب على دعم العمل الصحفي ونقل الخبر بحيادية ودقة، وبنقد بناء يساعد في دعم بناء الدولة في اداء مهامها في التشريع والرقابة.
واكد برواري، لـ"الصباح"، اهتمام السلطة التشريعية باصدار القوانين الخاصة بحماية الصحفيين، وتوفير سبل العيش الكريم لهم، مبينا ان البرلمان يرفض اية ممارسة وخرق لقانون حماية الصحفيين. من ناحيته، يرى رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية في نقابة الصحفيين العراقيين،  هادي جلو مرعي، انه  يمر من عمر الصحافة العراقية العام الحادي والخمسون بعد المئة، وقد اشتبكت عليها الازمنة وما زال عودها اخضر ينبت على قبور الضحايا من الصحفيين الذين قضوا باعداد كبيرة بعد العام 2003 ، وهناك عديد منهم قضوا في عهود سابقة وشاركوا في حركة النضال التحرري نهاية ايام الاحتلال العثماني ثم الإنكليزي، ولا ننسى أن أول صحيفة اسست كانت الزوراء عام 1869 ، ولم يكن الصحفيون والكتاب والشعراء بعيدين عن ساحة التأثير، بل سجلت للصحفيين مواقف مشرفة طوال العقود التي تلت، مع تتابع انظمة الحكم حتى يومنا هذا. وأضاف مرعي، لـ"الصباح" انه "مع تنوع التحديات وتشابك التهديدات وسقوط المئات من الصحفيين والاعلاميين، والمرور بمحن شتى، حتى وصلنا الى ازمنة الوباء التي تحكم العالم، إذ يقف الصحفيون في الخط الامامي من المواجهة، معاضدين جهد الاجهزة الطبية والقوات الامنية"، مبيناً انه "بالرغم مما يهدد حياة الصحفيين من مخاطر صحية خشية الإصابة بكورونا، وما يمكن أن يسببه ذلك من اذى لهم ولأسرهم، لكنهم مصرون على مشاركة الناس في المعاناة والمواجهة والصبر حتى تنجلي المحنة، فتحية وتقدير لكل صحفي في الميدان وسلام لتلك الارواح الطاهرة التي حلقت في افق المجد".