جثة رجل أسود في كاليفورنيا تزيد الغليان في أميركا

قضايا عربية ودولية 2020/06/16
...

عواصم / وكالات 
 
 
 
بينما تشهد مناطق أميركية عدة حالة من الغليان بعد واقعة جورج فلويد، أثارت جثة رجل أسود متدلية من شجرة في ولاية كاليفورنيا، تساؤلات غاضبة بشأن الطريقة التي توفي بها، بينما لم تقنع رواية السلطات الأميركية الحشود الغاضبة من جراء الحادث.
وقالت السلطات المحلية في مدينة بالميدل بمقاطعة لوس أنجلوس، إن التحقيقات الأولية تشير إلى وفاة روبوت فولر (24 عاما) منتحرا، بحسب ما أوردته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية مساء أمس الأول الأحد، وأشار المصدر إلى أن شخصا لاحظ جثة متدلية من شجرة، وسارع إلى استدعاء الشرطة.
وذكر مجلس المدينة أن النتائج الأولية تشير إلى انتحار فولر، مؤكدا أنها ليست الحالة الأولى في المدينة منذ تفشي فيروس كورونا المستجد.
لكن هذا التعليق لم يقنع الحشود الغاضبة التي تجمعت أمام المجلس، وطالبت بإجراء تحقيق أوسع في وفاة فولر، في ظل الخشية من أن يكون قتل على خلفية العنصرية.
وفي محاولة لتهدئة الغاضبين، قال أحد مسؤولي المدينة: "نحن نعمل بجد لمحاولة معرفة ما حدث بالضبط"، وأكد مجلس المدينة أن التحقيق لا يزال جاريا في وفاة فولر، مشيرا إلى أن تشريح جثته يسير على قدم وساق.
أما ما أثار شكوك المحتجين أكثر فهو أن السلطات نفت وجود تسجيلات لكاميرات المراقبة في المكان، في خطوة تهدف، من وجهة نظرهم، إلى طمس أدلة تقود إلى حقيقة ما حدث.
واشتعلت الولايات المتحدة باحتجاجات ومواجهات، وصلت حد أعمال شغب واسعة النطاق، منذ أواخر أيار الماضي، بعد مقتل الرجل الأسود جورج فلويد خنقا إثر معاملة عنيفة من الشرطة.
وخلال الأيام التالية، تحدثت تقارير إعلامية عن حوادث عنصرية بحق السود، كان آخرها فيديو اظهر قتل عنصرين أبيضين من الشرطة رجلا أسود في مدينة أتلانتا، وأدى الحادث إلى تأجيج الاحتجاج في ولاية جورجيا، ما دفع قائد شرطة المدينة إلى 
الاستقالة.
من جانب آخر، وقع مئات المغاربة والإسبان، عريضة إلكترونية تطالب سلطات مدريد بإعادة التحقيق في مقتل شاب مغربي، يدعى، إلياس الطاهري، قبل عام، أطلقت عليه وسائل إعلام إسبانية لقب "فلويد المغربي".
ولقى الطاهري (18 عاما) حتفه في مركز احتجاز القاصرين في مدينة ألميريا بجنوب شرقي إسبانيا، على أيدي 6 من عناصر الشرطة الإسبانية، وذلك "اختناقا" خلال محاولة الإمساك به وتثبيته أرضا، على طريقة مقتل الأميركي جورج فلويد.
وجاء إطلاق العريضة عقب نشر وسائل إعلام إسبانية، أمس الأول الأحد، بينها الموقع الإلكتروني لصحيفة "إلباييس"، تسجيلا مصورا، يوثق عملية مقتل الطاهري، الذي لقبته بـ"فلويد المغربي".
ودعا نشطاء مغاربة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وزارة الخارجية المغربية إلى الضغط على السلطات الإسبانية، والتدخل لتحقيق العدالة، عبر استئناف محاكمة الضالعين في مقتل الطاهري.
وأعلنت مؤسسة الثقافة العربية (غير حكومية) في إسبانيا، عبر بيان، تنصيب نفسها طرفا مدنيا في القضية، بعد اطلاعها على التسجيل المصور.
وأضافت أن الضحية الشاب المغربي تعرض لمعاملة "لا إنسانية قبل وفاته اختناقا.. الأمر يتعلق بجريمة قتل عمد غذتها الكراهية والعنصرية، وليست وفاة عرضية عنيفة، كما قضت محكمة بلدة بورشيما، في كانون الثاني الماضي".
وقضت المحكمة بأن وفاة الطاهري كانت حادثا عرضيا، واعتبرت أن محاولة تثبيته على الأرض لفترة طويلة كانت "ضرورية" لمنع "أعمال عنف أو إصابة النزيل نفسه". ‎
إلى ذلك، قرر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، تشكيل لجنة واسعة هدفها النظر في عمق العنصرية في المجتمع البريطاني.
وستنظر اللجنة في قطاعات التعليم والأجهزة الأمنية لدراستها ثم إيجاد الحلول المناسبة لها بغرض القضاء على هذه الظاهرة.
واتخذ بوريس جونسون القرار بعد أحداث العنف الأخيرة التي تسببت فيها عناصر تابعة لأقصى اليمين البريطاني واستمرار الاحتجاجات المناهضة 
للعنصرية.