عراقي يصنع كمامات لمواجهة (كورونا) في بروكسل

بانوراما 2020/06/17
...

بروكسل/ كاظم الحناوي
 

يقوم العراقي علي الكعبي بقيادة فريق، يعمل وراء آلات الخياطة من أجل إنتاج أقنعة توزع على السكان للوقاية من (كوفيد – 19) في بروكسل. وقال علي الكعبي لـ (الصباح) وهو يلبس كمام مصنوع من قماش مزين بالوان العلم العراقي: “هناك كمامات تعمل حسب الطلب ويمكن ان نصنع لك ما تحب”.
 

مساعدة الناس
وأضاف “عملت في بيتي منذ منتصف شهر آذار كمتطوع لمساعدة الناس من أجل الحصول على كمام في بداية تفشي الوباء والذي أصبح حلماً للضعفاء لأنَّ الكمامات نفدت من السوق، إذ قمت بتوزيع الكمامات بين دور العجزة والأيتام والحي الذي أقيم فيه والعديد من أبناء الجالية 
العراقيَّة”.
وأضاف “نقوم الآن بخياطة آلاف الكمامات يومياً في صالة تم تحويلها إلى ورشة للخياطة في بروكسل، تضج بأصوات الآلات وتملؤها لفافات عريضة من الأقمشة من كل الألوان بعد أنْ قدمت طلبات لتزويد المستشفيات وعناصر الشرطة ورجال الاطفاء وعمال النظافة”.
ولاحظت الصباح ان حجم الطلبات كبير من صف العروض المسجلة على قوائم المركز الواقع بقلب العاصمة بروكسل.
ومنذ نهاية الشهر الماضي، أصبحت الأقنعة الواقية مرغوبة بشدة، إذ إن ارتداءها بات الزامياً في وسائل النقل المشتركة والمحال التجارية في بلجيكا.
ويهدف هذا الإجراء إلى منع حدوث موجة ثانية لوباء فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة ما يقارب العشرة آلاف شخص في البلاد، بينما بدأت الحكومة البلجيكية تخفف تدريجياً إجراءات 
العزل.
وأثار تدفق أعداد كبيرة من الكمامات المجانية في بروكسل اهتمام الحكومة البلجيكية ووسائل الإعلام وأسهم في صعود أسهم أبناء الجالية العراقية وأضعف إلى حد كبير النظرة الى العرب والمسلمين على أنهم ينتظرون الحلول من أهل البلد.
 
تعزيز الصلات
وقال فليب كلوز عمدة بروكسل في رسالة وجهها الى علي الكعبي وفريقه اطلعت عليها (الصباح): “إنكم بتطوعكم تعززون صلاتكم بمحيطكم وتحسنون التعامل بما تحملون من أخلاق”، واضاف: “التقيتك (موجها كلامه الى علي الكعبي) مرة واحدة فقط قبل بضعة اشهر بصفتي عمدة بروكسل، وأود أن أشكرك بصدق على هذا 
المنجز”.
وأشار كلوز في رسالته الى أنَّ “هذه الأقنعة ستحمي رجال الشرطة وعمال الطرق بشكل افضل”، وأكد أنه بدون الشرطة والعاملين على انسيابية العمل في الطرق عبر المعدات الثقيلة لن نتمكن من توفير الاساسيات في 
مدينتنا”.
وفي ختام رسالته قال: “شكراً لتضامنكم معنا ومع فريقكم في هذا النوع من الازمات تنكشف طبيعة الانسان نراكم في القريب وشكرا مرة ثانية”.
وكشفت صحيفة “لوسوار” البلجيكية الواسعة الانتشار في مقال للكاتبة فيرونيك لامكوين عن عملية توفير الكمامات وعن الجهة التي تقف وراءها.
وقالت لامكوين إنَّ كثيرين باتوا يملكون شجاعة إظهار ما يستطيعون فعله ويعززون بذلك ثقتهم بأنفسهم وكانت صورة علي الكعبي في معمل الخياطة تتصدر
المقال”. 
وعرضت القناة الأولى 24 بلجيكا في تقرير إخباري تفاصيل العمل اليومية وأهمية العمل في توفير الكمامات في الوقت الذي كانت الانظار تتجه الى الصين استطاع فريق بقيادة العراقي علي الكعبي أن يوفر الآلاف من الأقنعة قبل وصول الاقنعة التي طلبتها بلجيكا من الصين.
 
مساعدة العراق
ويؤكد علي الكعبي الذي يدير معمل الخياطة ويقوم بأعمال تطوعية لخدمة ابناء جاليته من العراقيين، أنه يريد مساعدة بلده العراق الذي علمه وان العديد من ابناء الجالية لديهم الاستعداد للمشاركة في رفد بلدهم بالكمامات ويعتبرون المشاركة في خدمة العراق واجبا لرد الجميل لبلدهم وأبناء مجتمعهم.
تتبع العدوى
وفي السياق قام معهد الصحة البلجيكي (Sciensano) بتوسيع معايير الأشخاص الذين يمكنهم إجراء الفحوصات، حسبما أفاد موقع المعهد على الإنترنت، ليكونوا قادرين على تتبع العدوى المحتملة للمرضى الذين لا تظهر عليهم أعراض.
ستتلقى جهات الاتصال القريبة رسالة نصية برمز مكون من 12 رقمًا. سيتيح هذا الرمز للطبيب المعالج معرفة أنه يجب إجراء
الاختبار.
ووفقاً للمعهد ،حتى إذا كانت نتيجة الاختبار سلبية، يجب أنْ يبقى الشخص في عزلة حتى 14 يومًا بعد آخر اتصال.وأضاف، إذا كانت نتيجة الاختبار إيجابية ، يجب على الشخص البقاء في عزلة في المنزل حتى 7 أيام بعد الاختبار.
وبحسب التقرير اليومي الصادر عن معهد الصحة البلجيكية Sciensano بتاريح 16 حزيران سجلت في الـ 24 ساعة الماضية 55 حالة إصابة جديدة بالفيروس ليصل إجمالي الاصابات في بلجيكا الى 60155 وفي مقابل تم تسجيل 4 حالات وفيات جديدة ،ليصل إجمالي الوفيات الى 9663 منذ بداية 
الوباء. 
وأعلن المعهد أنه تم إدخال 4 أشخاص الى المستشفى في الـ 24 ساعة الماضية ليصل عدد الاشخاص المواجدين حاليا في المستشفيات الى 4703. في حين لم يتم تسجيل اي إصابات في دار المسنين ليبقى الإجمالى مستقرا في 4836. 
وبحسب تقرير المعهد تم إدخال 11 شخصاً الى المستشفى ليصل إجمالي المرضى الذين دخلوا المستشفى بفيروس كورونا منذ آذار الماضي الى 17639، في حين غادرها 15 شخصاً بعد الاعلان عن شفائهم ليصل مجموع حالات الشفاء الى
16625. 
وفي الوقت الحالي يشغل مرضى فيروس كورونا 395 سريراً في المستشفيات البلجيكية ويمثل هذا انخفاضاً يقدر بـ 6 أسرة ،في حين يتلقى 74 مريضاً مساعدة في التنفس وهذا أيضا يمثل انخفاضا يقدر بـ 9 أسرة عن الفترات
السابقة.