عزتْ وزارة الصحة كثرة الوفيات الحاصلة بفيروس كورونا إلى امتلاء المستشفيات بالمصابين وضعف توفر العناية المركزة، وبينما اكدت ان التلكؤ الحاصل بإجراء المسحات مؤقت وسيزول قريبا، دعت المواطنين إلى عدم تناول أي أدوية لعلاج الجائحة من دون استشارة الجهات الطبية المختصة.

وقال عضو خلية الأزمة في دائرة صحة الرصافة، عباس الحسيني لـ “الصباح”: إن فيروس كورونا تسبب بازدياد اعداد الوفيات في بغداد والمحافظات والتي تجاوزت 60 حالة وفاة وقبلها 58 حالة المعلن عنها ضمن الموقف الوبائي اليومي وخصوصا خلال اليومين الماضيين، عازيا ارتفاع معدلات الوفيات الى امتلاء المستشفيات وزحامها، ما يدفع البعض للجوء الى العلاجات الثانوية، فضلا عن عدم توفير العناية المركزة.

وبين ان الفيروس تحول الى وحش قاتل أخذ يؤدي الى الوفاة بعد مدة قصيرة من دخوله الى جسم المصاب وخصوصا اصحاب الامراض المزمنة، الذين يعانون من اعتلالات مرضية. واشار الى امكانية خفض اعداد الوفيات شرط متابعة المتشافين من الفيروس والطلب منهم بالتعهد خطيا للتبرع لمرة او مرتين ببلازما الدم لانقاذ المصابين الذين يعانون من تدهور حالتهم الصحية، لأن بعض المتعافين من الفيروس يخافون من التبرع، وكذلك يجب تقليل عدد الملامسين للشخص المصاب من خلال التباعد الاجتماعي والالتزام بالاجراءات الوقائية والرعاية والاهتمام بالفئات الأكثر خطورة من القاطنين بالمناطق المكتظة بالسكان وخصوصا الذين لديهم مناعة اقل من غيرهم والتي تزيد أعمارهم عن الستين ويعانون من الامراض المزمنة.

واوضح ان المستشفيات وصلت الى مرحلة تجاوزت تشخيص الاصابات بفيروس كورونا بالفحص المختبري، حيث اصبح التشخيص حاليا بالفحص السريري عند مراجعة المصابين بسبب زيادة اعدادهم وكذلك المشتبه بهم، مما سبب التاخير باعلان المسحات لأيام طويلة، لافتا الى ان الارقام المعلن عنها بشكل يومي للإصابات بالفيروس غير حقيقية قياسا للواقع، لان اغلب المواطنين لا يأتون لإجراء اي فحوصات وهم مصابون من دون ان تظهر على اغلبهم اي اعراض.

 

تلكؤ مؤقت باجراء المسحات 

الى ذلك، قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، سيف البدر لـ “الصباح “: ان وزارة الصحة باستطاعتها التعامل مع الارقام المعلن عنها ضمن الموقف الوبائي اليومي والتي تجاوزت الالف اصابة يوميا بكورونا منذ بداية الشهر الحالي، فضلا عن حالات الشفاء التي اخذت بالارتفاع وقد وصلت الى 1150 حالة شفاء وهو انجاز يعد الاول من نوعه خلال يوم واحد، اما مجموع حالات الشفاء الكلي بلغت 9862 حالة منذ بداية الازمة وحتى الآن.

وذكر أن الوزارة لا تستطيع ان تعطي موعدا محددا بانحسار عدد الاصابات من ناحية زيادتها او انخفاضها، لأن هذا الامر يعتمد على الالتزام بالتعليمات والاجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات والكفوف عند الخروج الى الشارع او مراجعة الدوائر.

واردف ان جميع المستشفيات في بغداد والمحافظات بامكانها اجراء المسحات للمشتبه باصابتهم بالفيروس، ولكن في الفترة الاخيرة وبحسب ما تمت اشاعته في مواقع التواصل الاجتماعي بشأن النقص الحاصل بعدد المسوحات هذا غير صحيح، لانه نتيجة الزخم الكبير على المستشفيات حصل تلكؤ وهي حالة مؤقتة وهذا الامر يحدث في كل دول العالم، داعيا المواطنين ممن لم تظهر عليهم اعراض او يعتقدون انهم مصابون من دون اعراض بعدم مراجعتهم لاكثر من مستشفى خلال يوم واحد، حيث يؤثر هذا في حقوق المصابين الاخرين ممن يشكون من اعراض الفيروس وبحاجة الى اجراء مسوحات فورية اكثر من غيرهم.  

ووجه البدر دعوة الى المواطنين بعدم تناول أي دواء يوصف لهم لعلاج كورونا من دون مراجعة الجهات الطبية المختصة واعطاء علاج خاص بالوباء، وايضا تناول الفيتامينات، والاعتماد على الاغذية الجيدة لانها داعمة وتقوي المناعة.

 

تطوير معمل الأوكسجين الطبي 

وفي السياق نفسه، تستعد محافظة بغداد لابرام اتفاق مع وزارة الصناعة والمعادن لتطوير معمل بغداد للغازات الطبية او انشاء معمل جديد لتامين حاجة المستشفيات الى هذه المادة ضمن جهود مواجهة كورونا.

واوضح محافظ بغداد المهندس محمد جابر العطا لـ “الصباح” ان مصنع بغداد لانتاج الغازات الطبية التابع الى وزارة الصناعة والمعادن يعد من المصانع المهمة والكبيرة التي كانت في السابق تغطي حاجة البلاد من انواع الغازات الخاصة بالاستخدامات الطبية، بيد ان اهماله ادى الى تاخره عن الحداثة بسبب عدم تاهيله او تطويره والاعتماد على المواد المستوردة 

في التجهيز.

ونبه على ان الحاجة الى الاوكسجين الطبي الذي ينتجه المعمل اصبحت حاجة ملحة لرفد المستشفيات به ضمن جهود مواجهة فيروس كورونا، مبينا ان المحافظة بصدد ابرام اتفاق مع وزارة الصناعة والمعادن من اجل تطوير المعمل وتأهيل خطه الانتاجي الحالي ومكائنه ورفع مستوى قدراته البشرية، بينما يدرس الجانبان انشاء معامل اوكسجين جديدة بمناشئ عالمية حديثة لتغطية حاجة 

المستشفيات.

 

 اجراءاتٌ وقائيَّةٌ في مخيمات النازحين

وفي كركوك، قال مدير دائرة الهجرة في المحافظة عمار صباح للصباح: إن الدائرة وفي ظل ظروف جائحة كورونا فرضت  الاجراءات الوقائية الصحية على  النازحين في المخيمات من خلال توزيع 10 الاف كمامة منذ ظهور الجائحة في كركوك وحتى الان، فضلا عن اجراء عمليات تعفير وتعقيم بالتنسيق مع الدفاع المدني، وكذلك قيام فرق دائرة الصحة المختصة بالتوعية بالتعاون مع موظفي الهجرة  بضرورة التزامهم باجراءات الوقاية والنظافة.

واضاف ان الاجراءات تضمنت ايضا شمول الأسر النازحة في المخيمات او خارجها حتى الاقضية والنواحي بالحصص الغذائية وشملت 8000 حصة وزعت بين أربع دفعات.

 

تسريع توزيع الأراضي 

من جانبه، دعا محافظ كربلاء الى سرعة انجاز التصاميم القطاعية الخاصة بقطع أراضي الملاكات الطبية والصحية المتصدين لجائحة كورونا.

وقال المهندس نصيف جاسم الخطابي انه عقد اجتماعا مع مدير بلدية كربلاء المهندس عبير سليم ومدير التخطيط العمراني في المحافظة المهندس حسن خلف لمناقشة التصاميم القطاعية لقطع الاراضي الخاصة بملاكات خط الصد من القوات الامنية والملاكات الطبية والصحية وعمال النظافة.

وذكر انه دعا الى الاسراع بانجاز  المخططات وتذليل المعوقات من اجل اكمالها وتوزيعها بأقرب وقت.