الصين تتحرك في مكافحة الالتهاب الرئوي الناجم عن كورونا

قضايا عربية ودولية 2020/06/21
...

تشانغ تاو
أصدر المكتب الإعلامي التابع لمجلس الدولة الصيني مؤخرا الكتاب الأبيض تحت عنوان "الصين تتحرك في مكافحة وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فايروس كورونا المستجد". يستعرض الكتاب الأبيض بالخط الزمني الواضح والبيانات المتوفرة استعراضا متكاملا عن المسيرة العظيمة التي خاضها الشعب الصيني لمكافحة الوباء ويستخلص استخلاصا شاملا خبرات الصين وتجاربها في مكافحة الوباء ويفسر تفسيرا معمقا تحركات الصين ومفاهيمها ومبادراتها في المعركة الدولية ضد الوباء، بما يرد بقوة على النظريات الباطلة مثل " مصدر الوباء هو الصين " وتتستر الصين على الوباء" ويقدم نموذجا مفيدا لدول العالم في كيفية الاستجابة لأحداث طوارئ الصحة العامة.
يعد الالتهاب الرئوي الناجم عن فايروس كورونا المستجد أكثر مرض معد عالمي تتعرض له البشرية من حيث نطاق التأثيرات منذ قرن ويشكل أزمة خطيرة وتحديا قاسيا للعالم كله. في وجه الوباء المجهول والمفاجئ والشرس، قام الأمين العام شي جينبينغ بتوجيه وتخطيط متكامل برؤية كلية واتخاذ إجراءات حاسمة في معركة الشعب الصيني ضد الوباء، الأمر الذي يعزز ثقة الشعب الصيني ويحشد القوة ويوضح الاتجاهات. تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، أطلق أبناء الشعب من جميع القوميات بروح الفريق الواحد حربا شعبية وشاملة وشرسة وبفضل الجهود المضنية وبعد دفع الثمن والتضحيات الكبيرة، نجحت الصين في تغيير وضع الوباء بقوة والحفاظ على سلامة أرواح المواطنين وصحتهم.
منذ اندلاع الوباء، ظلت الصين تلتزم بمفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية ولم تتحمل درجة عالية من المسؤولية لسلامة أرواح الشعب الصيني وصحتهم فحسب، بل تفي بالتزاماتها المطلوبة تجاه قضية الصحة العامة العالمية أيضا، بما يقدم مساهمات بارزة في تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الوباء والحفاظ على صحة شعوب دول العالم ورفاهيتهم. كما أن الصين ظلت تلتزم بموقف منفتح وشفاف ومسؤول فأفادت منظمة الصحة العالمية والدول المعنية بالمعلومات المتعلقة بالوباء أولا بأول ونشرت المعلومات حول التسلسل الجيني في اللحظة الأولى وقاسمت خبرات الوقاية والسيطرة والعلاج مع جميع الأطراف بلا تحفظ. علاوة على ذلك، نظمت الصين أكثر من 70 فعالية للتواصل بشأن الوقاية والسيطرة مع الكثير من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية وأعدت بروتوكولات التشخيص والعلاج والوقاية والسيطرة وترجمتها إلى ثلاث لغات لمشاركتها مع أكثر من 180 دولة وبضعة عشر منظمات دولية وإقليمية كمراجع في التعامل مع الوباء، بما يقدم دعما عقليا مهما للمعركة الدولية في مكافحة الوباء.
إن الفايروس لا يحترم الحدود، كما أنه لا تعرف الصداقة إلا عند الشدائد. مد المجتمع الدولي بما فيه العراق يد العون إلى الشعب الصيني بنشاط عندما كانت الصين تمر بمرحلة حاسمة لمكافحة الوباء وذلك سيظل محفورا في قلوب الجانب الصيني. انطلاقا من الفضائل الصينية التقليدية المتمثلة في مقابلة الإحسان بالإحسان ومن أجل رد الجميل لمساعدة المجتمع الدولي والوفاء بالمسؤولية الدولية المطلوبة، أطلق الجانب الصيني أكبر حملة إنسانية عالمية طارئة في تاريخ الصين الجديدة وقدمت الكمية الضخمة من الدعم والمساعدات للدول ذات الاحتياجات. لغاية يوم 31 مايو لعام 2020م، أرسلت الصين 29 فريقا من الخبراء الطبيين إلى 27 دولة وقدمت وتقدم مساعدات مكافحة الوباء لأكثر من 150 دولة و4 منظمات دولية حيث يعتبر العراق ثاني بلد يستقبل فريق الخبراء الطبيين الصينيين الذي يأتي لتقديم المساعدة في مكافحة الوباء. الصين بوصفها "مصنع العالم" تقدمت في استئناف التشغيل والإنتاج قبل الآخرين وتعمل الشركات الصينية ليلا ونهارا على إنتاج المستلزمات الوقائية لدعم العالم في المعركة ضد الوباء. خلال الفترة بين يوم 1 مارس ويوم 31 مايو، صدرت الصين إلى أكثر من 200 دولة ومنطقة المستلزمات الوقائية بما فيها 70.6 مليار كمامة و340 مليون بدلة واقية و115 مليون نظارة واقية.
في الوقت الراهن، مازال الوباء ينتشر في العالم وقد أصبحت المعركة العالمية للوقاية من الوباء معركة للحفاظ على الصحة العامة الدولية ولحماية صحة البشرية ورفاهيتها ولضمان الازدهار والتنمية العالمية وللدفاع عن العدالة والضمير الدولي وهي تخص مصير البشرية ومستقبلها. الصين كدولة كبيرة ومسؤولة، ستواصل الالتزام بمفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية وستبذل جهودا مشتركة مع دول العالم بما فيها العراق من اجل  تعزيز التعاون الدولي للوقاية من الوباء والحفاظ على سلامة أرواح شعوب العالم وصحتهم.
رابط الكتاب الأبيض:
 http://english.scio.gov.cn/node_8018767.html