أ.د عامر حسن فياض
هل التمسك بالديمقراطية هو المفكك الفاصل للرابط الإرهابي بين داعش وإسرائيل؟ وهل انتصار الديمقراطية هي الدواء للشفاء من داء ثلاثية الإرهاب والتخلف والتطرف؟
لأنَّ المستقبل يعني، بالنتيجة، الديمقراطية فإنَّ مهمة الديمقراطيين هي مهمة مستقبلية. وفي الازمنة المعاصرة تتوزع مسارات كل مجتمع سياسي على ثلاث مدد هي مدة الماضي ومدة الحاضر ثم مدة المستقبل. المدتان الأولى (الماضي) والثانية (الحاضر) تحتضنان سيئات وحسنات.
وفي هذا المجتمع السياسي المعاصر أو ذاك، هنالك مجموعات مجتمعية تقدس الماضي بحسناته وسيئاته وتتوق الى عودته مع الرفض وربما العداء للحاضر بحسناته وسيئاته، تقابلها مجموعات مجتمعية تقدس الحاضر بحسناته وسيئاته وتتمسك به مع الرفض وربما العداء للماضي بكل حسناته وسيئاته.
إنَّ هذا التقديس المتبادل والرفض أو العداء المتبادل يعطل مسار الفترة الثالثة (يعطل المستقبل) في حياة هذا المجتمع السياسي أو ذاك. ويجعل من المجموعات المجتمعية المستقبلية أمام مهمة صعبة هي مهمة صناعة مستقبل خالٍ من سيئات الماضي والحاضر من دون التخلي عن
حسناتهما.
أما أفضل حسنات المستقبل فهي حسنة الديمقراطية بحكم أنَّ الأخيرة هي (عمل ونظر) الى المستقبل، بينما يظل (عمل ونظر) مقدسي الماضي هو الماضي فقط، كذلك يظل (عمل ونظر) مقدسي الحاضر هو الحاضر فقط.. أما مقدسي المستقبل فإنهم لا يعرفون سوى (العمل والنظر) الى المستقبل ومن
أجله..
ولعلَّ أبشع سيئات ماضي مجتمعات المنطقة العربية هو التخلف وأبشع سيئات حاضرها هو التطرف وحاصل جمعهما يعني الإرهاب، وما هدف المشروع الصهيوني الداعشي سوى تكريس التخلف ونشر التطرف في المنطقة.
إنَّ العدوان الإسرائيلي الإرهابي المجنون على البشر والحجر في غزة المحاصرة لا يمثل قوة بقدر ما يعبر عن توحش العاجز أمام ضربات ومفاجآت وإبداعات المقاومة الوطنية الفلسطينية الحرة المستقلة عن صناع القرار في العالم.
وفي حسابات المستقبل سنبقى نقول: مثلما لا مكان في فلسطين المستقبل لمن لم يشارك برد العدوان الإسرائيلي ومشروعه الاستيطاني المتوحش فلا مكان في عراق المستقبل لمن لم يحارب داعش ومشروعها الإرهابي التكفيري المتخلف.
أخيراً فإنَّ قضية فلسطين مع الرد على العدوان الإرهابي الصهيوني ودحره هي قضية ديمقراطية. وإنَّ القضية العراقية مع محاربة عصابات داعش الإرهابية ودحرها هي قضية ديمقراطية، عليه فإنَّ محاربة الإرهاب، أينما كان، هي مهمة
ديمقراطيَّة.