فحص ضمير للأميركيين من أصول آسيوية

بانوراما 2020/06/23
...

واشنطن/ أ ف ب
 
أثار مقتل جورج فلويد تظاهرات عمت الولايات المتحدة فضلا عن فحص ضمير في صفوف الأميركيين من أصول آسيوية الذين لطالما كانت علاقتهم متوترة بالسود.

النضال من أجل العدالة
يقول فييت هواي تران (27 عاما) المولود في فيتنام لكنه ترعرع في الولايات المتحدة “إذا أردنا النضال من اجل العدالة والتحرر والتغيير علينا أنْ نكون جزءا من هذه الحركة” أي التظاهرات المناهضة للعنصرية بعد مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد اختناقا بعدما ضغط شرطي أبيض لفترة طويلة على عنقه.
ويؤكد فييت هواي تران “ثمة الكثير من العنصرية تجاه السود في صفوف الأميركيين من أصول آسيوية ومن جزر المحيط الهادئ”.
ولا تزال ذكرى أعمال الشغب في لوس انجليس العام 1992 راسخة في أذهان كثيرين بعد تبرئة أربعة عناصر بيض من الشرطة انهالوا بالضرب المبرح على السائق رودني كينغ وألحقوا به إصابات خطرة.
وجرت غالبية التظاهرات يومها في حي يسمى كوريتاون. وقد اطلق تجار من أصول كورية شعروا بأن الشرطة المحلية تخلت عنهم، النار على المتظاهرين السود من أعلى أسطح أبنيتهم لحماية متاجرهم.
ويقول كيفن كواش من جمعية الدفاع عن الأميركيين من أصول آسيوية “او سي ايه ناشونال”، “نحن الأميركيين من أصول آسيوية ساهمنا في استمرار الشعور المعادي للسود واستفدنا من تفوق البيض”.
 
“الخطر الأصفر”
ويشدد كواش على وجود فحص ضمير لما يعرف ب”الأقلية المثالية” وهي فكرة نمطية مفادها أن الآسيويين “هم أفضل” أقلية ما يعني ضمنا أن الأقليات الأخرى قد تكون أقل مستوى ويؤدي إلى تمييز حيال الأشخاص أصحاب البشرة الداكنة أكثر. ويرى كيفن كواش أن اللافتات التي كتب عليها “الخطر الأصفر يدعم القوة السوداء” أو “الأميركيون من أصول آسيوية يدعمون “حياة السود مهمة””، تتجاهل أو تخفف من الضرر الذي ألحقته الجاليات من أصول آسيوية بالسود في السنوات الخمسين الأخيرة” حتى لو كان ذلك غير متعمد. واستخدم مفهوم “الخطر الأصفر” في نهاية القرن التاسع عشر لتهميش الشعوب الآسيوية لا سيما خلال موجات الهجرة الصينية الأولى باتجاه الولايات المتحدة.
وحوّرت العبارة واستحالت شعارا لدعم حركة “بلاك بانثر” للمرة الأولى العام 1969 من قبل الأميركي من أصل ياباني ريتش أوكي الذي تبين لاحقا أنه مخبر لمكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي).
وتقول بو ثاو-أورابي إحدى مؤسسات جمعية “سي ايه ايه أل” للأميركيين من أصول آسيوية ومقرها في مينيسوتا “من المهم لجالياتنا ألا تجد نفسها في مواجهة بعضها بعضا”.
وأجرت منظمات كهذه التي تتعاون كثيرا مع مجتمعات السود ومن أصول أميركية لاتينية، تحركات عدة دعما للتظاهرات المناهضة للعنصرية مثل تنظيم قمة افتراضية حول التضامن بين السود والآسيويين.
 
تفكيك الخوف
وراح الكثير من الأميركيين من أصول آسيوية يتشاركون مقالات عبر الانترنت ورسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي مترجمة إلى الصينية والكورية والفيتنامية بشأن مواضيع مثل “التكلم إلى الأهل الآسيويين عن العنصرية النُظمية والدفينة”.
وتقول جيني تام الطالبة في جامعة مينيسوتا توين سيتيز “العنصرية ضد السود ليست أمرا يمكن تحديده ومحوه بسرعة”.
وتضيف الشابة البالغة 21 عاما وهي من أصول صينية وفيتنامية شكلت مجموعة عبر “فيسبوك” باسم “إيجين أميركا فور بلاك باور”، إنها ناجمة عن الخوف والخوف يحتاج إلى تفكيك”.
وتشدد على أن الجائحة شكلت إنذارا للأميركيين من أصول آسيوية الذين واجهوا موجة عنصرية مناهضة للآسيويين إذ اعتبرت الصين المسؤولة عن ظهور الفيروس.
وتؤكد جيني تام التي هاجر والداها إلى مينيسوتا بعد حرب فيتنام أن العنصرية “يمكن أن تقمعنا بطرق مختلفة لكن ثمة عدو مشترك دائما. ونحن نكافح الشيء نفسه”.وتختم قائلة “نحن لسنا من البيض ولا يمكننا تاليا الدفاع عن نظام صمم لدعم البيض ويضر” بالأميركيين السود.