{كورونا المستجدّ} يتسارع في العالم

بانوراما 2020/06/24
...

دبي/ أ ف ب
 
 
 
أحصيت أكثر من تسعة ملايين إصابة بفيروس كورونا المستجد في العالم وتجاوز عدد الوفيات في الولايات المتحدة عتبة 120 ألف حالة وفاة بالوباء الذي “لا يزال يتسارع”، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ما أجبر السعودية على تنظيم موسم الحج بعدد “محدود جداً” من الحجاج من مختلف الجنسيات من المقيمين فيها بسبب المخاوف من العدوى.
حذّر المدير العام لمنظّمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس “استغرق الإبلاغ عن أول مليون حالة أكثر من 3 أشهر، لكن جرى الابلاغ عن المليون حالة الأخيرة في ثمانية أيام فقط”.
 
“لا يزال يتسارع”
وأشار خلال مشاركته في منتدى عبر الفيديو نظّمته حكومة إمارة دبي إلى أن ذلك يُثبت أن الوباء “لا يزال يتسارع” في العالم.
وأضاف “نعلم أن الوباء أكثر بكثير من مجرد أزمة صحية، إنه عبارة عن أزمة اقتصادية وأزمة اجتماعية، وفي العديد من البلدان أزمة سياسية، وستظهر آثاره لعقود قادمة”.
كما أشارت اليونسكو في تقرير نشرته أمس الثلاثاء إلى الأضرار غير المسبوقة الذي قد يلحقها الوباء على التعليم التقليدي المهمل.
وذكرت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة أودري أزولي في التقرير “أظهرت الدروس التي تعلمناها من الماضي، كما الحال مع إيبولا، أن الأزمات الصحية يمكن أن تترك الكثيرين، ولا سيما الفتيات الأشد فقراً، خارج المدرسة”.
وفي الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضرراً من حيث عدد الوفيات والإصابات، تجاوز عدد الوفيات عتبة 120 ألف حالة وفاة من أصل مليونين و310 ألف إصابة.
وفي أميركا اللاتينية، التي أصبحت بؤرة الفيروس، سجلت الأرجنتين رقما قياسياً في عدد الإصابات اليومية (2146 إصابة) والوفيات (32 حالة وفاة)، ما يرفع إجمالي عدد الوفيات في البلاد إلى 1043 حالة.
ولا تزال البرازيل، ثاني أكثر الدول تضرّراً من الوباء في العالم بعد الولايات المتحدة، مع إحصاء 51,271 حالة وفاة بين 1,1 مليون إصابة.
ويطغى الموت في هندوراس، الدولة الصغيرة في أميركا الوسطى والتي يبلغ عدد سكانها 9 ملايين نسمة، مع تسجيل 300 حالة وفاة رسميا، وربما أكثر بخمس مرات، وفق خيسوس موران، المسؤول في جمعية مكاتب دفن الموتى.
وقال إنه في شمال البلاد “يقومون ليلا بدفن ما بين عشرة إلى اثنتي عشرة جثة (فوق بعضها) في مقطورات” مشيرا إلى انه في الأحياء الأشد بؤسا، يشكو الناس من آلام في الصدر ويموتون في المنزل دون أن يتم فحصهم.
 
إقامة الحج
قرّرت السعودية الإثنين تنظيم موسم الحج الذي سينطلق في الأيام الأخيرة من تموز المقبل، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، الذي استقطب 2,5 مليون مسلم في عام 2019.
ولكن الحجّ الذي قد يتحوّل إلى ميدان ضخم لانتشار العدوى بسبب تدفق الحجّاج من حول العالم، سيقام بعدد “محدود جدا” من الحجّاج من مختلف الجنسيات من المقيمين فيها فقط، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وأعتبر شيخ الأزهر أحمد الطيب في تغريدة على تويتر إنّ قرار المملكة هو “قرار حكيم ومأجور شرعاً”.
وأودى الوباء رسميًا بحياة ما لا يقل عن 469,060 شخصًا في جميع أنحاء العالم وإصابة أكثر من 9 ملايين، تعافى منهم 4,2 مليون، منذ أن أعلنت الصين عن ظهوره في كانون الأول.
 
موجة ثانية
أقرت كوريا الجنوبية أمس الثلاثاء بأنها تواجه منذ منتصف أيار “موجة ثانية” من انتشار فيروس كورونا المستجد مع تسجيل 35 الى 50 حالة جديدة يوميا وخصوصا في سيول وضواحيها.
في المقابل، تواصل دول أوروبية عدة تخفيف التدابير الوقائية بعد تراجع حدة الوباء.
وأرسل اتحاد كرة القدم الإسباني المحترف إلى الأندية مشروع بروتوكول صحي لعودة الجمهور المحتملة لحضور المباريات في الملاعب.
وتواصل بريطانيا، الأكثر تضررا في أوروبا، فك الإغلاق تدريجيا. وسجلت الاثنين أقل من ألف إصابة جديدة و 15 حالة وفاة، في أدنى حصيلة منذ 15 آذار، بحسب وزير الصحة مات هانكوك.
وتنوي إنكلترا إعادة فتح دور السينما والمتاحف وصالات العرض اعتبارًا من 4 تموز ، وهي خطوة جديدة في عملية فك الإغلاق.
 
التفاوت في التعليم
وحرم ما يقرب من 260 مليون طفل من التعليم في 2018 وألقت اليونيسكو أمس الثلاثاء في تقرير لها باللوم على الفقر وعدم المساواة التعليمية التي قد تتفاقم بسبب فيروس كورونا.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ومقرها في باريس إن الأطفال من المجتمعات الفقيرة وكذلك الفتيات والمعوقين والمهاجرين والأقليات العرقية، يعانون من حرمان تعليمي واضح في العديد من البلدان.
وأظهر التقرير أنه في العام 2018، “تم استبعاد 258 مليون طفل وشاب من المؤسسات التعليمية مع اعتبار الفقر العقبة الرئيسية أمام وصول هؤلاء إليها”.
ويمثل ذلك العدد 17 % من الأولاد في سن الدراسة، ومعظمهم في جنوب آسيا ووسطها وإفريقيا جنوب الصحراء.
وأفاد التقرير بأن التفاوت تفاقم مع وصول أزمة كوفيد - 19 التي أدت إلى تأثر 90 % من التلاميذ حول العالم بإغلاق المدارس.
وبينما يمكن التلاميذ الذين يعيشون ضمن أسر ميسورة مواصلة تعليمهم من المنزل باستخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف الذكية والإنترنت، هناك الملايين الآخرين الذين لا يتمتعون بهذا الرفاه وبالتالي انقطعوا بشكل كامل عن الدراسة.
وكتبت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي في مقدمة التقرير “أظهرت الدروس التي تعلمناها من الماضي، كما الحال مع إيبولا، أن الأزمات الصحية يمكن أن تترك الكثيرين، ولا سيما الفتيات الأشد فقرا، خارج المدرسة”.
 
تفاوتات اجتماعية واقتصادية
وأشار التقرير إلى أن المراهقين في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل الذين يعيشون في منازل مجهزة بالتكنولوجيا كانوا أكثر قدرة بثلاث مرات لإكمال الجزء الأول من المدرسة الثانوية (حتى سن 15) من الذين يعيشون في منازل تفتقر لتلك الوسائل.
وكان الأطفال ذوو الإعاقة أقل بنسبة 19 % من نظرائهم الأصحاء في القدرة على تحقيق الحد الأدنى من الكفاءة في القراءة في 10 من هذه الدول. وقالت منظمة اليونيسكو إنه في 20 بلدا فقيرا، خصوصا في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تكاد لا تكمل أي فتاة ريفية المرحلة الثانوية. وفي الدول الأغنى، حصل الأولاد الذين يبلغون من العمر 10 سنوات والذين يدرسون بلغة غير لغتهم الأم على نسبة 34 % أقل من المتحدثين الأصليين في اختبارات القراءة.
وفي الولايات المتحدة، كان احتمال بقاء التلاميذ من مجتمع المثليات والمثليين والمتحولين جنسيا في المنزل ثلاث مرات تقريبا أعلى من بقية زملائهم على المقاعد الدراسية لأنهم كانوا يشعرون بعدم الأمان.
وأضاف التقرير “للأسف، يتم إبعاد فئات محرومة أو طردها من أنظمة التعليم من خلال قرارات صريحة أو ضمنية ما يؤدي إلى الاستبعاد من المناهج الدراسية (...) والتمييز في تخصيص الموارد والتسامح مع العنف وإهمال الحاجات”.