ترجمة: ليندا أدور
ذكرت منظمات خيرية تعمل على منع الزواج القسري أن هناك زيادة كبيرة في عدد الاتصالات التي تتلقاها طلبا للمساعدة خلال إجراءات الاغلاق، بسبب النظر، الى الفتيات بشكل خاص، على انهن عبء وان خططا توضع لتزويجهن حال انتهاء الحظر الصحي. حذرت جمعية الحرية الخيرية على لسان رئيسها، انيتا بريم، من انها تتوقع تصاعدا في اعداد الفتيات اللواتي يسفرن للخارج او اللواتي يجبرن على الزواج فور انتهاء الاغلاق، مشيرة الى ان احد عوامل هذه الزيادة هو تواجد جميع افراد الأسرة في المنزل، على نحو مفاجئ» ما يزيد من النظر الى الفتيات على انهن عبء مضاف وانهن يشكلن ضغطا على موارد الأسرة المالية في ظل معاناتها جراء عمليات الاغلاق. تقول بريم: «قد تكون هذه هي المرة الاولى التي تجتمع فيها الاسرة، اذ غالبا ما يكون الآباء، على وجه الخصوص في العمل خارج المنزل لمعظم الوقت»، مضيفة «تلجأ الكثيرات منهن الى تجنب اسرهن، خاصة الاباء، بسبب ظروف الاغلاق التي حتمت عليهم التواجد معا للمرة الاولى».
حديث عن الزواج
تقول بريم ان احدى المتضررات وهي فتاة بعمر 17 عاما، فضلت عدم ذكر اسمها حفاظا على سلامتها، ابلغتهم بانها تشعر وكأنها «عبء» اثناء الاغلاق حيث اخبرتها اسرتها انها لم يعد لديها امتحانات، فعليها التفكير في مستقبلها، تقول الفتاة: «اخبروني عندما ينتهي الاغلاق لن اكون بحاجة للدراسة، وساتزوج»، تقول الفتاة مضيفة «طوال الوقت، كان ابي يتحدث الى اخيه في الباكستان، وقد سمعت اسمي والزواج يرد في حديثهما، احسست حينها بالذنب والخجل من ان والدي يشعران بانني سبب العبء المالي الذي يعانيانه، ولم يخطر ببالي ان والدي يريدان التخلص مني، اعلم انهما لن يسمحا لي بترك المنزل واستئجار غرفة والحصول على عمل، لكن مسألة تزويجي رغما عني تخيفني»، لا سيما ان قبل الاغلاق، لم يأت اي احد من افراد اسرتها على ذكر الزواج.
تذكر جمعية كارما نيرفانا الخيرية بانها شهدت زيادة تصل الى 150 بالمئة باعداد الفتيات اللواتي يبلغن عن حالات الزواج القسري منذ فرض اجراءات الاغلاق في اذار الماضي. تشير بريم الى انه بالنسبة للكثير من الفتيات، وجودهن في المنزل اثناء الاغلاق، يعني زيادة في الاحاديث عن الزواج التي برزت الى الواجهة، والتي غالبا ما كانت تبرز خلال شهري تموز وآب. تقول انيتا: «انها مجرد ستكون تحت الملاحظة اكثر، فان كانت خارجها او غير موجودة، لن تكون جزءا من ذلك الضغط او العبء، لكن بمجرد تواجدها هناك، ستكون ملاحظة من قبل الجميع، ماذا تفعل، وماذا سيحدث في المستقبل، وستبرز تلك الحوارات الى المقدمة».
فرض قيود قاسية
تشير بريم في حديثها الى وجود عدد من المراهقات ممن علقن في منازلهن بظروف مشابهة لكن مع فرض قيود شديدة القسوة عليهن، تقول: «لدينا ابلاغات عن فتيات لم يتمكنّ من الخروج حتى لساعة واحدة لممارسة الرياضة بعد ان منعهن اباؤهن من الخروج، كما وضعوا قيودا عليهن في ما يتعلق باستخدام الهاتف او الانترنت وكل شيء». ولفتت بريم الى ان احدى الحالات هي لفتاة ذكرت في اتصالها ان اهلها منعوا عنها الطعام لانهم يرونها كعبء عليهم وان واجبهم الآن هو اخراجها من المنزل وتزويجها باسرع وقت ممكن، «كانت الام تترك لها صينية الطعام خارج غرفتها، في الوقت الذي كان والدها وشقيقها يعارضونها بالقول: لماذا تقدمين لها الطعام؟ لا يمكننا تحمل هذا العبء» والحديث لبريم.، التي نوهت لنقطة مهمة وهي الضغط الممارس من قبل الاقارب الموجودين في الخارج على اباء الفتيات بأنَّ الوقت قد حان لتزويجهن. تشير انيتا الى ان بعض الفتيات اللواتي تمكن من الفرار، تتم اعادتهن الى اسرهن بالقوة بعد أنْ يتم رصد مكافآت أو مبالغ مالية لمن يعثر عليهن ويعيدهن ثانية.
يقول آنوب مانوتا، من جمعية كارما نيرفانا، ان الاغلاق منح سيطرة كاملة للاسر التي تريد زواجا قسريا لبناتها: «بسبب الاغلاق، أصبح التفاعل بين افراد الأسرة اكثر وتصاعد معه سوء معاملة الآباء لبناتهن والتهديد بالزواج قسرياً»، مشيرا الى أن معظم الحالات التي تعاملت معها الجمعية كانت من مجتمعات مختلفة لكن ما نسبته (60-70) بالمئة منها هي من مجتمع جنوب آسيا والبقية الباقية من مجتمعات الشرق الأوسط وافريقيا، الى جانب حالات من مجتمع الغجر.
* مجلة نيوزويك الاميركية