إقامة المجتمع الصيني العربي المشترك

قضايا عربية ودولية 2020/07/16
...

 
* تشانغ تاو
 
عقدت الدورة التاسعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في 6  تموز/يوليو الجاري عبر الدائرة التلفزيونية بنجاح حيث بعث الرئيس الصيني شي جينبينغ رسالة التهنئة للاجتماع.
ترأس الاجتماع مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي وحضر الاجتماع الوكيل الأقدم لوزارة الخارجية العراقية عبد الكريم هاشم مصطفى وغيره من المسؤولين على مستوى الوزراء من 21 الدول الأعضاء لجامعة الدول العربية، علاوة على أمين عام جامعة الدول العربية أبو الغيط. أصدر الاجتماع ثلاث وثائق تعاون بما فيها “البيان المشترك لتضامن الصين والدول العربية في مكافحة وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا المستجد” وإعلان عمان” والبرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون الصيني العربي بين عامي 2020 - 2022”.
عقدت الدورة التاسعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي علي خلفية اجتياح وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا المستجد العالم والتغيرات العميقة التي تشهدها المعادلة الدولية وتزايد التحديات المشتركة التي تواجه الصين والدول العربية، وبتالي يكتسب هذا الاجتماع أهمية بالغة. تكلل الاجتماع بنجاح بفضل الجهود المشتركة للجانبين وبعث الإشارات الإيجابية المتمثلة في تضامن الصين والدول العربية لمكافحة الوباء بروح تقاسم الشدائد والسعي المشترك وراء التنمية يدا بيد، بما يرسي الأسس المتينة لإقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، فأود تعريف نتائج الاجتماع للأصدقاء العراقيين من حيث المجالات الثلاثة التالية:
أولا، أظهر الاجتماع العزيمة الصلبة للجانبين الصيني والعربي في هزيمة الوباء يدا بيد. مازال وباء كورونا يتفشى في الوقت الراهن ويترك التأثيرات العميقة في العالم العربي بما فيه العراق، بما يجعل مكافحة الوباء مهمة أكثر إلحاحا لجميع الدول. أشار الرئيس شي جينبينغ في رسالة التهنئة إلى أن الصين والدول العربية ظلتا تتضامنان بروح الفريق الواحد وتتبادلان الدعم بثبات وتجريان التعاون الوثيق منذ ظهور الوباء، الأمر الذي يجسد تجسيدا حيا ترابط المصيرين الصيني والعربي. أشار مستشار الدولة وانغ يي في كلمته الرئيسة إلى أن الجانب الصيني سيظل يقدر الدعم الثمين الذي قدمته لنا الدول العربية عندما كانت الصين تمر بأصعب مرحلة لمكافحة الوباء في القلوب. من أجل مساعدة الدول العربية على مكافحة الوباء، ساندنا الجانب العربي بنشاط على شراء مواد مكافحة الوباء في الصين وتبرعنا للجانب العربي بأكثر من مليون طقم تشخيص الفيروس و13 مليون كمامة وعقدنا اجتماع الخبراء عبر الدائرة التلفزيونية مع 21 دولة عربية وأرسلنا فرق الخبراء الطبيين إلى 8 دول عربية. 
تجاوب ممثلو الدول العربية تجاوبا إيجابيا مع رسالة التهنئة للرئيس شي جينبينغ وكلمة مستشار الدولة وانغ يي خلال مشاركتهم في الاجتماع حيث أشادوا كثيرا بالنتائج الستراتيجية التي حققتها الصين في مكافحة الوباء وشكروا الصين على تقديم المواد الوقائية بشكل غير أناني ومشاركة خبرات مكافحة الوباء والبرتوكولات العلاجية.
ثانيا، أبرز الاجتماع الإرادة القوية للدعم المتبادل وترابط المصير للجانبين الصيني والعربي. يعتبر تبادل الدعم في القضايا التي تخص المصالح الجوهرية للجانب الآخر تقليدا رائعا للتبادلات الصينية العربية وواجبا مطلوبا لإقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك. عبر مستشار الدولة وانغ يي عن شكره للجانب العربي على دعمه الثابت لجهود الصين للحفاظ على الأمن القومي في هونغ كونغ وفقا للقانون واتخاذ الإجراءات الاحترازية لمكافحة الإرهاب ونزع التطرف وأكد أن الجانب الصيني سيدعم بثبات الدول العربية في الحفاظ على استقرارها وأمنها وسلك طريق التنمية بالإرادة المستقلة ويدعم بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني ويلعب دورا بناء في تعزيز سلام المنطقة واستقرارها. سنبذل جهودا مشتركة يدا بيد في إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك والدفع بترقية العلاقات الصينية العربية باستمرار.
قال ممثلو الجانب العربي المشاركون في الاجتماع: أن الجانب العربي يدعم بثبات الصين في الحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها ويلتزم بثبات بمبدأ الصين الواحدة ويدعم الموقف الصيني من قضايا هونغ كونغ وشينجيانغ ويرفض التدخل في الشؤون الداخلية الصينية. 
ثالثا، رسم الاجتماع خريطة الطريق للتعاون العملي الصيني العربي وتحقيق التنمية المشتركة. أشار مستشار الدولة وانغ يي إلى أنه خلال السنتين المنصرمتين والنيف، تقدم التعاون الصيني العربي في شتى المجالات بشكل شامل حيث تسارع الجانبان الصيني والعربي في التشارك في بناء “الحزام والطريق” ونفذا الكثير من المشاريع ذات الأولية و ازداد الحجم التجاري الثنائي بـ9 % وتوسع استثمار ثنائي الاتجاه باطراد وبدأ التعاون في مجال التكنولوجيا العالي إظهار حيويته ونُفذت مشاريع التعاون بخطوات متينة.
 في المرحلة المقبلة، يجب على الجانبين الإسراع في ترجمة التوافقات الجديدة في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والتكنولوجيا والثقافة وبناء المنتدى على أرض الواقع  والدفع بالتعاون المعني على نحو شامل والتشارك في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية وتعزيز الحوار الحضاري وذلك من أجل تحويل المخططات الطيبة للعلاقات الصينية العربية إلى الرفاهية الملموسة والواقعية للشعب، بما يضفي قوة حافزة على التنمية والنهضة للجانبين. 
قال ممثلو الجانب العربي المشاركون في الاجتماع : أن الجانب العربي يحرص على تنفيذ الخطط للسنتين المقبلتين والإسراع في التعاون في إطار “الحزام والطريق” عبر التشاور والتشارك و تبادل المنفعة وتعميق التعاون في مختلف المجالات بما فيها التجارة والاستثمار والطاقة والتكنولوجيا والسياحة والثقافة وتحقيق التنمية المشتركة المستدامة.
تربط الصين والعراق صداقة تقليدية وعلاقات شراكة ستراتيجية متينة. يسعى الشعب الصيني الآن وراء تحقيق الحلم الصيني المتمثل في النهضة العظمية للأمة الصينية، بينما يبذل الشعب العراقي جهودا في إعادة إعمار البلاد وتحقيق استقرارها وتنميتها. يشكر الجانب الصيني الجانب العراقي على مساهماته الإيجابية لبناء آلية منتدى التعاون الصيني العربي ويحرص على انتهاز الدورة التاسعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي كفرصة لبذل جهود مشتركة مع الجانب العراقي في الالتزام الثابت بالإنصاف والعدالة الدولية وتعزيز التنسيق في مكافحة الوباء ومواجهة التحديات بجهود متضافرة. كما يستعد الجانب الصيني للتعاون مع الجانب العراقي في مواصلة رفع راية السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك عاليا وتعميق علاقات الشراكة الستراتيجية الصينية العراقية باستمرار والدفع باستئناف التشغيل والإنتاج والتعاون بعيد المدى في مشاريع مجالات ذات أولوية مثل الطاقة والبنية التحتية بتخطيط شامل وضمان استقرار سلسلة الصناعة وإمداد الطاقة العالمية والدفع بالتشارك في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية. أنا على يقين من أن منتدى التعاون الصيني العربي سيصبح أفضل فأفضل ويقدم مساهمات أكبر لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك حتى الدفع بإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية
بفضل الجهود المشتركة للجانبين الصيني والعراقي.          
 
*السفير الصيني لدى العراق