المصممة شيماء حاتم: اخوتي أول الملهمين لي

اسرة ومجتمع 2020/07/20
...

ذوالفقار يوسف
 

ولدت أناملها لتتشعب كالاغصان، ولتخلق من لحاء الوانها لوحات اكتظت بالمستقبل الانيق، خلقت معظم افكارها من خطوط العراق، واستعارت الوانها من ترابه الذي لم تشابهه تربة، ابدعت في تكوين لذة تجذب كل عين، ومررت باناملها ريشة الخلق، لتحمل الارواح من السأم الى المتعة، وثقت ادواتها لتذكرنا بنجاح الالق فيها، واطلقت العهود لبلدها الام، الفنانة التشكيلية شيماء حاتم كانت لمساتها على صفحات « الصباح» في لقاء خاص.
منح الجمال
سردت شيماء حكايتها بالق المبدعين فقد وضحت سبب تخصصها بمجال التصميم اذ قالت: « ان الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة وبالتحديد الجميلة منها، هو ماجعلني اتخصص في هذا المجال، اذ ان من هواياتي  منح الجمال لاي شيء تراه عيني».
واضافت «لقد كنت من الاوائل في دراستي الجامعية، وان الافكار لا تأتي الا من خلال نظرة عين فنية، اما الابتكارات فتكون على اساس استمرارية المطالعة لمنجزات رواد هذا الفن، فالفن التشكيلي يختلف عن باقي الفنون الاخرى، لكونه فناً يحاكي الارواح من خلال الرؤية، لهذا انا احاول قدر استطاعتي أن أصنع هذا الفن».
اما عن السبب الاول لهذه الثورات في حياة شيماء، فقالت: «انا من اسرة تهوى الفن، 
اذ ان جميع اخوتي قد دخلوا هذا المجال، من خلال كلية الفنون الجميلة، وجميعهم يعشقون الرسم والنحت ويمارسونه كهواية ايضاً، وانا اتطلع دائماً لرؤية الجمال من هذا الجانب،  فوجودي بين اسرتي اضاف لي الكثير، واستطعت من خلالهم ايجاد الاجابات للكثير من الاسئلة التي تراودني، واصبحوا الملهمين لي بغض النظر عن اساتذتي في الفنون التشكيلية، وايضاً رواده في بلدي العراق».
انتماء
إنَّ الغربة هي دواليب من النار تأكل الروح ببطء، وقد اثرت في حياة المبدعين، وقد كانت لها حصتها في بلد المهجر اذ تردف: كان للغربة تأثير كبير في حياتي الفنية، رغم انني كنت مع اسرتي ولم يكن في حسباننا أن نستقر هناك الى الابد، لهذا كانت فكرة العودة هي ماجعلني انظر لمستقبلي الفني في بلدي، اذ وظفت تلك الفترة في رؤيتي الفنية، وانتمائي لبلدي هو ما يجعلني مخلصة لفنه وآثاره وحضارته.
أما عن تمثيلها لبلدها العراق فقالت: لقد شاركت في العديد من المعارض الفنية، لكن أهمها كانت مشاركتي الدولية مع (35) دولة اجنبية وعربية، وايضاً مثلت العراق عن طريق جمعية الحسين للسرطان، وبرعاية الاميرة ماجدة والسفيرة العراقية صفية السهيل، اذ كان ممثلو العراق هم الأبرز في هذه المشاركة وقد تميزوا بالنسبة لباقي الدول، وقد كُرمت لعملي ميزان حمورابي ومشاركتي بـ(دار الاورفلي) في العاصمة عمان وكانت وداد الاورفلي معجبة بشكل خاص باعمالي، كذلك اعمالي الاخرى في المهجر.
العديد من الانهار المتدفقة من المشاركات والفعاليات في خزين شيماء الابداعي، فقد اوجزت:  بدأت بنشاطاتي الفنية بعد عودتي الى العراق، حيث اشتركت بالمعرض التشكيلي والتراثي الذي اقامته جمعية كهرمانة للفنون بالتعاون مع مركز اوج الثقافي، وشاركت بمعرض تشكيلي في دار الازياء العراقية، وبازارات متنوعة، ومشاركات اخرى تعنى بالمجالات الادبية والفنية والعلمية والثقافية.
 
صانعة الحياة
أن تظل نشيطاً فذلك اعظم انجاز، ولا بد أن تكافئ على هذا النشاط، وهذا قانون شيماء بالطموح الى النجاح حيث اضافت: «أنا اطمح أن يكون للفن تواجد في كل حياتنا اليومية، وأن اخلق فرصة رائعة لاناملي، بأن تكون مبتكرة وصانعة للجمال، وشهادة نجاحي هي وصول هذا الفن للمتلقي، ليكون ملهماً وصانعاً للحياة.
الانجاز هو رسالة لكل العالم بان لغة المستحيل لا محل لها في العراق هذا ما اوضحته المصممة اذ تقول بشموخ: «رسالتي هي أن يصل كل فنان الى مبتغاه، وانا متأكدة بأن مبتغى كل فنان هو نشر الجمال من خلال فنه مهما كان، ومهما كانت تطلعاته في بداية مسيرته، ستكون في النهاية هي فقط ايصال ابداعه الى كل عين بشرية.
كما ان النجاح في امر ما هو بداية لابداع في جوانب اخرى كانت وصية شيماء لكل من يمتلك الموهبة: لكل شيء اريد أن اتعلمه، اخلق نقطة اصرار لاكمله مهما كان صعباً، وكفنانة اواجه صعوبة كبيرة في دراسة العلوم الاخرى، الا انني اجدت في عدة مجالات منها: علم النفس والفلك وكذلك التنمية البشرية، اضافة الى القراءة التي تكون ملهمة ومنتجة لمسيرتي في طريق الابتكار.
 
لمسات عراقيَّة
قطعت شيماء المسافات الجمالية باتقان 
وقد رافقتها التطلعات  اذ قالت: «اتطلع الى أن يكون الفن بجميع مجالاته 
المتنوعة هو اساس لكل انسان، فالفن يخلق السلام ويعيد الانسانية عندما تُنسى، ويجعل من 
الاشياء رائعة رغم قبحها، 
وما يجعلنا نرى كل شيء جميلاً، أن نضيف له من روحنا الجميلة، بلمسات عراقية فنية سحرية، تغيره الى الافضل.