علي حنون
أكثر ما يؤلم، عند الاقتراب من حدود المشهد الرياضي، هو انك تكون شاهد عيان على اختفاء الصداقة وحفظ الود مع وقوع الأشخاص في شرك الخلاف، إذ تشهد تساقط أوراق توت العلاقة، التي كُنا جميعا نراها نبيلة بين مُختلف الأطراف، وتظهر عوضا عنها حرباء المصالح بثوب مُغاير مُطرز بخيوط الإساءة، ولنا في ما نَقفُ عليه من فواصل في محطات الواقع الرياضي، دليل وبرهان، إذ تتقاذف أطراف المنظومات، التي تتصدر عناوين الرياضة، التُهم، كما يتبادل اللاعبون الكرات بحثا عن تصويب مُوفق يُمزق شباك مرمى الطرف الآخر!.
من نافلة القول أن الاختلاف بين منظومات الإدارة الرياضية، تطور مع ولادة تطبيعية القدم، ليرتدي جلباب الخلاف، بل انه صار يكبر ككرة الجليد، كلما ارتفع مُؤشر التفكير بانتخابات جمهورية القدم، وتفيد الأنباء بأن موضوعة ترتيب الأوراق وإعداد خارطة طريق من قبل كُل طرف لضمان تحقيق حضور فاعل في المُؤتمر الانتخابي القادم، أصبحت واقعا، حتى ان المنظومات الرياضية لم تشهر ما بيدها من أسرار، واكتفت باعتماد (الحرب الباردة)، التي تُنفذها بأدوات تتحمل عنها وزر ما يجري على الساحة، سبيلا جديدا.
ولعل (اشتعال) آبار نادي نفط الجنوب، بنيران الخلافات، ليس أكثر من لوحة مرسومة بريشة صناع الصراعات لتغيير المسارات، ويقينا أن ظاهر الأمر ليس كباطنه، والتصريحات التي تُسوّق ليست بالضرورة هي عناوين واقعية تعكس حقيقة الأمر، وجل ما نخشاه أن تتطور الحال وتأخذ منحى يُخرج عجلة الرياضة عموما وكرة القدم على وجه الخصوص عن سكتها السليمة، وتأتي في النهاية ضريبة الصراع باهظة الثمن تدفعها الأطراف التي لا ناقة لها ولا جمل في حرب المصالح والكراسي.
نعيش أياما رياضية اختفت مع أحداثُها تراتيل السلام والمحبة وحضرت بدلا منها بقوة رغبات النيل من الآخر وضربت بسهامها المسمومة مواطن التفاعل الايجابي من اجل غايات شخصية، ستضع سفينة رياضتنا بمواجهة أمواج المصالح العاتية.