واشنطن / وكالات
أعربَ الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ثقته بالفوز على خصمه الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات المقبلة ليس في مجمل البلاد فحسب، بل وفي ولاية نيويورك معقل الديمقراطيين، وقبل أقل من 80 يوما على الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 تشرين الثاني المقبل، ألقى ترامب (فجر أمس الأحد بتوقيت الشرق الأوسط)، خطاباً في نادي غولف فاخر يملكه في مدينة بدمنستر بولاية نيو جيرسي، وقيم ترامب فرصه بتحقيق الانتصار في نيويورك بـ»الكبيرة»، إذ قال أمام مؤيدين له من أعضاء نقابة شرطة نيويورك تجمعوا في النادي: «أعتقد أن لدينا فرصة كبيرة».
وشدد على أنه يثق بحدسه أكثر مما يثق بالمعطيات والخبراء، وجدد إصراره على أن استطلاعات الرأي الخاصة التي يجريها تظهر أن نسبة تأييده من الناخبين أعلى بكثير مما يرد في الاستطلاعات العامة، وأن الالتفاف حوله يزداد، وقال: «الناس الذين لم يكن ترامب يعجبهم بدؤوا يعجبون به كثيرا»، واعتبر أنه «في حال فازوا (الديمقراطيون) بالانتخابات، ستكون كل مدينة في أميركا تحت الحصار». ولم ينل أي مرشح جمهوري غالبية الأصوات في نيويورك منذ رونالد ريغن عام 1984، وقد خسر ترامب في الولاية أمام منافسته الديمقراطية في الانتخابات 2016 هيلاري كلينتون بفارق 22 نقطة، رغم أنها مسقط رأسه. وتظهر استطلاعات رأي أخيرة تقدم جو بايدن في «الولايات المتأرجحة» مثل بنسلفانيا، التي كثيراً ما تكون حاسمة في سباق انتخابات الرئاسة الأميركية، كما يمكن أن يفوز في ولايات جمهورية مثل تكساس. في السياق، نشرت وكالة الأنباء الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن خسارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قاعدته الشعبية الأساسية من المتقاعدين في ولاية فلوريدا.
وتظهر استطلاعات الرأي أن المرشح الديمقراطي جو بايدن يتفوق بشكل طفيف على ترامب بين صفوف الناخبين الأكبر سنا، لكن هذا التقدم قد يكون هشا إذ يبلغ ثلاث نقاط فقط في استطلاع «كوينيبياك» الذي صدر في 23 تموز الماضي.
وقال مايكل بيندر أستاذ العلوم السياسية في جامعة شمال فلوريدا: «هناك دلائل على أن بعض الناخبين قد يصوتون لبايدن خصوصا بسبب طريقة تعامله مع الوباء، تلك مشكلة كبيرة بالنسبة إلى ترامب».
وأضاف: «الناخبون الأكبر سنا هم الفئة التي منحته الفوز في ولاية فلوريدا في الانتخابات الأخيرة، عام 2016 أدلى 57 في المئة من ناخبي الولاية الذين تفوق أعمارهم 65 عاما بأصواتهم لصالحه».
وأشارت الوكالة الفرنسية إلى وجود عقبة ثانية أمام الرئيس ترامب، وهي أن أتباعه الأكثر وفاء في فلوريدا هم الأكثر تضررا من فيروس كورونا المستجد، علما أن سن نحو 20.5 في المئة من سكان فلوريدا البالغ عددهم 21 مليون نسمة، يبلغ 65 عاما أو أكثر، وفي فلوريدا، من بين أكثر من 8700 شخص قضوا بالوباء، كان 83 في المئة فوق سن 65 وفقا للسلطات الصحية
في الولاية. من جهته، لفت عضو الكونغرس تيد دويتش، وهو ديمقراطي يمثل منطقة في فلوريدا تضم أكبر تجمعات للمتقاعدين، إلى أن كل قضية يهتم بها كبار السن، كانت سياسات دونالد ترامب تجاهها كارثية، مضيفا أن «فشله في الاستجابة للوباء كان قاتلا للأميركيين المسنين».
وأوضحت الوكالة الفرنسية أنه من الصعب التنبؤ بنتيجة الانتخابات في فلوريدا، وبموجب نظام التصويت الرئاسي في الولايات المتحدة، فإن الفائز في التصويت الشعبي للولاية يحصل على كل الأصوات الانتخابية، بغض النظر عن هامش الفوز، وهذا يعني أن ترامب يحتاج إلى 29 صوتا انتخابيا مخصصة لفلوريدا للبقاء في منصبه.
إلى ذلك، قال جون بولتون، المستشار السابق للأمن القومي للرئيس الأميركي: إن الرئيس دونالد ترامب، قد يعلن انسحاب الولايات المتحدة من «الناتو» قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 تشرين الثاني المقبل.
وأضاف بولتون، في مقابلة نشرت أمس الأحد مع صحيفة «لا رازون» الإسبانية: «ما زال هناك نحو ثلاثة أشهر حتى الانتخابات، ومن وجهة نظر السياسة الأميركية، هذه فترة طويلة جدا، هناك احتمال كبير وحقيقي لحدوث ما نسميه مفاجأة تشرين الأول (أكتوبر)»، ويرى بولتون أن ترامب «قد يقرر سحب كل القوات الأميركية من أفغانستان، بما في ذلك قبل حلول موعد الانتخابات، أو قد يعلن الانسحاب من الناتو».