أعدت وزارة الصحة والبيئة خطة صحية استثنائية لتطبيقها خلال شهر محرم الحرام في ظل جائحة كورونا، تركز على تطبيق شروط الوقاية عند إحياء الشعائر الدينية، وتهيئة المستشفيات وردهات العزل، في وقت تعهدت فيه المواكب الحسينية بتطبيق الارشادات الصحية والالتزام بتعليمات المرجعية العليا لضمان سلامة المواطنين. 

وقال مدير دائرة صحة الرصافة الدكتور عبد الغني الساعدي لـ { الصباح} ان معركة الجيش الأبيض مع فيروس كورونا طويلة ومستمرة، ويجب على المواطنين ان يكونوا هم الداعم الأكبر من خلال الوعي التام والالتزام بشروط الوقاية الصحية، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لانحسار الوباء ومنع انتشاره، لاسيما بعد تجاوز عدد الاصابات الـ 4000 إصابة خلال الايام الماضية، مؤكدا أن من يتوقع أن يتلاشى الفيروس تلقائيا ويختفي فهو واهم، والدليل على ذلك زيادة الإصابات، إذ اثبت الفيروس قوته وخطورته وسرعة انتشاره.

وأضاف ان اغلب دول العالم تمكنت من الحد منه من خلال وعي المواطن والتزامه بتعليمات الوقاية الصحية لحين تأمين اللقاح.

وافاد الساعدي بأن الدائرة اعدت خطة متكاملة للعمل مع اقتراب شهر محرم الحرام في ظل انتشار جائحة كورونا، من خلال التواصل بين غرفة عمليات الرصافة ووزارة الصحة والمؤسسات الصحية، والتواصل بين غرفة العمليات المشتركة وطوارئ المستشفيات لاستقبال الحالات الطارئة وتهيئة الفرق الطبية ونشر الفرق الجوالة بالقرب من الاماكن الدينية، والتوعية وتحضير أماكن اضافية للعزل الصحي وتهيئة صالات عمليات ونشر الاسعافات.

وطالب الساعدي المواطنين خلال الزيارات الدينية بضرورة الاهتمام بالجانب التثقيفي والارشادي للوقاية من خطر الاصابة بالوباء، والحرص الشديد على ارتداء الكمامة اثناء الخروج من المنزل والابتعاد عن التجمعات والالتزام بالتباعد الاجتماعي وعدم الهلع والخوف في التعامل مع المرض، ومراجعة المؤسسة الصحية مبكرا لأنه عامل مهم للتشخيص والعلاج المتكامل للوصول إلى الشفاء التام.

وفي الديوانية، اقرت المحافظة خطة خاصة بشهر محرم الحرام تتعلق بالأمن والصحة والخدمات، باشتراك الدوائر والجهات المعنية كافة. 

وشدد محافظ الديوانية زهير الشعلان خلال اجتماعه مع مدراء الدوائر الخدمية بحضور «الصباح»  على ضرورة تطبيق الخطة التي اقرت بالشكل الدقيق، لتفادي حدوث الخروقات الأمنية أو الصحية أو أي مشكلات خدمية، مبينا ان الخطة تركزت على متابعة الالتزام التام بطرق الوقاية من جائحة كورونا من خلال فرق أمنية راجلة تنتشر في مختلف مناطق المحافظة، لرصد المخالفات المتعلقة بالتباعد اثناء تأدية الطقوس وغيرها من مظاهر مضرة بالصحة العامة، بالتزامن مع انطلاق حملات خدمية متكاملة تشترك بتنفيذها ملاكات دوائر البلدية والماء والكهرباء والمجاري، تشمل تحسين الخدمات في مختلف المناطق، خصوصا المجاورة للمزارات الدينية، ومن بينها تأهيل شارع المواكب الحسينية وإنارته وتوزيع عدد كبير من الحاويات وزج الآليات التخصصية وكابسات رفع النفايات وصبغ الأرصفة، فضلا عن صيانة الشبكة الكهربائية في المزارات الدينية وأعمال أخرى.

وفي الشأن نفسه، نظمت هيئة المواكب الحسينية في قضاء الدجيل مؤتمرها السنوي للتباحث، بشأن الآلية التي سيتم فيها احياء الشعائر الدينية خلال شهر محرم الحرام مع وجود جائحة كورونا.

 وذكر مسؤول المواكب الحسينية في قضاء الدجيل الحاج علي الحيدري لـ»الصباح « ان المؤتمر تمت اقامته بحضور خلية الأزمة وممثل المرجعية العليا في النجف الاشرف وجميع خدام المواكب الحسينية الخدمية ومواكب العزاء والدوائر الخدمية والصحية،  وتم الاتفاق على مقررات خلية الأزمة والأخذ، بنظر الاعتبار توجيهات وأوامر المرجعية الرشيدة على انها خطة طريق تسير عليها جميع المواكب الحسينية في القضاء.

وأشار الى ان هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة في ممارسة الشعائر الدينية، إذ يجب ان تقنن منعا لانتشار الوباء بين المواطنين، لذلك اتخذت المواكب الحسينية في قضاء الدجيل العديد من المقررات من خلال مراعاة شروط السلامة في توزيع الطعام والتباعد والالتزام بارتداء الكفوف والكمامات اثناء اقامة المجالس الحسينية، وتوعية الأفراد بالالتزام بهذه الشروط، وان عدم تطبيقها يخالف الشريعة الإسلامية في الحفاظ على ارواح المعزين.

بدوره، لفت رجل الدين الشيخ احمد حسن عداي لـ {الصباح} إلى وجود تعاون كبير بين المواطنين وخلية الأزمة في القضاء وممثل المرجعية، في سبيل اقامة الشعائر الدينية بما يتلاءم مع الحفاظ على ارواح المواطنين، وضمان التباعد الاجتماعي  وارتداء الكفوف والكمامات.

بينما أشار صاحب موكب عشاق الحسين باسم كريم هادي لـ {الصباح} الى ان ابناء قضاء الدجيل ملتزمون بتعليمات المرجعية الرشيدة وتعليمات خلية الأزمة، وذلك من خلال ايجاد المتطلبات اللازمة لحماية المواطنين من وباء كورونا عند احياء مراسم شهر محرم، واحياء هذه الشعائر بالشكل الذي يتناسب مع الحفاظ على ارواح المواطنين ضمن ضوابط صارمة.