«عراقيات» يعبرن مضمار اليأس بتنوع المهارات

اسرة ومجتمع 2020/08/20
...

بغداد/ ذوالفقار يوسف
 
 
 
قد يراه البعض يوماً كأي يوم آخر، او تأريخاً يحتفى به كما باقي الاعياد والمناسبات التي تمر علينا طيلة ايام السنة، الا انه ليس كذلك، فهو يوم اعتراف الانسانية جمعاء بمجهود ابطالها، بهؤلاء الذين يقدمون كل ما لديهم لمد يد العون لاقرانهم من البشر، باولئك الذين يحاولون جعل العالم مكاناً صالحاً للحب والمساواة والسلام والعيش.
 الناشطة الاجتماعية ماغي رياض تطل علينا كاحدى بطلات هذا اليوم لتقول بابتسامة: « كانت دراستي للتمريض هدفها مساعدة الناس، الا اني بعد فترة ايقنت بأن هناك هدفاً اسمى استطيع من خلاله ايصال مساعدتي الى مجتمعات اكبر، لهذا توجهت لدراسة التنمية البشرية، لمعرفة الاساليب للوصول الى هذا الهدف، ومن ثم تعليم الناس كيفية
 الوصول اليه.
وتردف قائلة « بأن ورشنا غير مقتصرة على التعليم والتدريب للمهن والحرف اليدوية، ولم نقف ايضاً في المساهمة على التنمية الذاتية وغيرها، ورشنا اهدافها اعمق وهي أن نوجه اهتمامات المرأة نحو الافضل، ونطور شخصيتها من خلال مهاراتها واستغلال امكانياتها في وقت فراغها، من خلال اعمال تستطيع أن تجعل لها مكانة في المجتمع كامرأة عاملة، في وقت بات من الصعب فيه الحصول على وظيفة، تساعدها على الاستمرار في العيش الكريم، من دون أنْ تخطو نحو مستقبل مظلم لا يليق بمكانة المرأة العراقيَّة.
 
كسر القيود
لكل ناجح رسالة يريد لها أن تصل لكل من يتحدث بلغة المستحيل، اذ انتهزت المصممة والناشطة شهد آل خليفة الداعمة لكل مايخدم بلدها هذه الفرصة لتوجه رسالتها الى نساء العراق، لتقول لهن انتن قادرات على تحقيق الكثير، فلا تتنازلن عن الاحلام فهي بداية النجاح اذا ما اكتسبت صفة الاصرار والقوة والثبات لتتحقق ، ويجب أن تكن ثورة في وجه الظلم والاستبداد وتحدي كل ضعف، وان تكسرن قيودكن التي صنعها الجهل، وان تقلن لا بوجه كل من لا يعرف من هن بنات العراق الابي، وان الانتفاضة بوجه المستحيل هي مهمة كل عراقية اصيلة وهذا ما نالته شهد وقد اطر نجاحها العديد من الشهادات المحلية والدولية عن دورها في بناء مجتمع نسوي لائق، ولمحاولاتها العديدة في نصرة اخواتها من النساء في البحث عن حياة كريمة تليق باسم العراق ونسائه، فهن لسن نصف المجتمع بل هن امهاته ومكملات له.
 
أمهات منذ الأمد
عندما نقاوم المستحيل لكي لا تفنى زهرة الروح من النفوس الاصيلة، نحاول ان نكسر اعمدة البؤس بكل ما استطعنا، وهنا استطاعت الناشطة الاجتماعية سدى الخفاجي أن تحارب العوز والتسول، اذ اتبعت الخفاجي العديد من الاساليب في الحد من هذه الظاهرة منها، التكافل الاجتماعي، وصلة الارحام عن طريق تعميق الاواصر الاجتماعية بين افراد الاسرة، والمحافظة على النسيج الاجتماعي والاهتمام ببناء الاسرة، ووضحت الخفاجي بأن تطبيق القانون عن طريق فرق مكافحة التسول التابعة لوزارة الداخلية كان له دور كبير في ذلك، وهنا يأتي عملنا بشمول تلك الفئات بقانون الرعاية الاجتماعية ، وقانون هيئة ذوي الاعاقة، وتوفير فرص عمل عن طريق المنظمات الخيريَّة.
وتضيف أنَّ كلاً منا يجني طاقته ليعبر مضمار اليأس، الا أنَّ هناك نفوساً محطمة تتمنى ان تمد لها يد العون للاستمرار، ومن واجبنا ان نكون لهم كما امهاتهم، فنحن ندعم الفرد نفسياً، ونحاول الحصول على تعليم وتثقيف يليق بأفراد المجتمع العراقي، والعمل على بناء مجتمع داعم للفرد، وتعزيز الثقة بالنفس واحترام الذات، وايضاً المشاركة بالانشطة الرياضية والاجتماعية والترفيهية والقضاء على اوقات الفراغ التي تسبب ضياع المستقبل بأمور لا داعي لها.
 
الفرص الحقيقيَّة
تحدثنا الناشطة الاجتماعية ميسون ستار عن دخولها في العمل المجتمعي والانساني فقد ترأس الهامها كل من السيدة الام تيريزا والسيدة اوبرا وينيفري، فقصص نجاحهما وابداعهما جعلتها تتطلع اليهما بين الحين والاخر دون ملل.
موضحة بأن لها العديد من النشاطات في الجانب الاغاثي وعلى مدار السنة، اضافة الى برامج توعوية للمرأة والطفل، حيث يوجد مركز دعم نفسي واجتماعي بالجمعية وبشكل طوعي، وايضاً برامج تنموية تخص الطفل، وقد شاركت بعملية مراقبة الانتخابات منذ اول عملية انتخابية لمجلس النواب ومجالس المحافظات، ولديها مشاركة في التثقيف على الدستور، وايضا برنامج توعية حول البرلمان ودوره بالمجتمع العراقي، وبرامج تمكين اقتصادي للمرأة، وكل ذلك حسب امكانياتها المتوفرة.
تختم ميسون بأن المرأة العراقية لم تعط بعد فرصتها الحقيقية لأخذ دورها بعملية البناء والتغيير، لهذا نطمح ان يتم ذلك من خلال تعديل العديد من القوانين لخدمتها، ومن ابرزها قانون الاحزاب وقانون العقوبات وبعض فقرات قانون الاحوال الشخصية، مرددة بإن التعامل بالانسانية فيما بيننا هو ما يجعل بلدنا يسمو مرة اخرى نحو مستقبل لا دمار فيه ولا حروب، وكبلد متعدد المذاهب والاديان والقوميات، لا نستطيع العمل لاعادة اعماره ان كنا متفرقين، بل نكون يداً واحدة لنقول لا لكل من يريد لبلدنا الدمار.